سورة محمد

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة محمد، هي السورة السابعة والأربعون ضمن الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية الثانية فيها، وتتحدث عن عدّة مسائل، منها: مسألة الإيمان والكفر، ومسألة الإنفاق الذي يُعتبر نوعاً من الجهاد، ومسألة النهي عن الصلح مع الكفّار إذا كان أساساً لهزيمة المسلمين، كما تتحدث أيضاً عن أحوال المنافقين، وكذلك عن المقارنة بين أحوال المؤمنين والكافرين.

من آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (7): يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة محمد كان حقاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنة.

تسميتها وآياتها

سُميت بسورة محمد؛ لذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الآية الثانية بقوله تعالى: وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ،[١] وتسمى أيضاً بسور القتال،[٢] وآياتها (38)، تتألف من (542) كلمة في (2424) حرف.[٣] وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من الطوال والمئين.[٤]

ترتيب نزولها

سورة محمد من السور المدنية،[٥] وقيل: إنها مكية،[٦] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (95)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السادس والعشرين بالتسلسل (47) من سور القرآن.[٧]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(أَثْخَنتُمُوهُمْ): أكثرتم فيهم القتل والجراح والأسر.
(آسِنٍ): مُتغيّر، ومُنتِن.
(يَتَدَبَّرُونَ): يفكّرون وينظرون نظرة فهم واعتبار.
(أَضْغَانَهُمْ): أحقادهم.
(فَيُحْفِكُمْ): يلحّ عليكم، يُقال: أحفى بالمسألة، أي: ألحّ بها وبالغ في طلبها.[٨]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: يتحدث عن مسألة الإيمان والكفر، والمقارنة بين أحوال المؤمنين والكافرين في هذه الدنيا وفي الحياة الآخرة.
الثاني: بحوث مُعبّرة حول مسألة الجهاد، وقتال المشركين، والتعليمات الخاصة فيما يتعلّق بأسرى الحرب.
الثالث: شرح أحوال المنافقين الذين كان لهم نشاطات هدّامة كثيرة حين نزول هذه الآيات في المدينة.
الرابع: يتناول مسألة السير في الأرض، وتدبّر مصير الأقوام الماضية وعاقبتهم.
الخامس: يُبيّن مسألة الاختبار الإلهي في موضوع القتال والجهاد.
السادس: يذكر مسألة الإنفاق الذي يعتبر بحد ذاته نوعاً من الجهاد، والحديث عن البخل الذي يقع في الطرف المقابل.
السابع: ينهي عن مسألة الصلح مع الكفار، الذي يكون أساساً لهزيمة المسلمين وذلتهم.[٩]

آياتها المشهورة

قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ،[١٠] جاء في كتب التفسير: إنّ هذه الآية تحثُّ على الجهاد والوعد بالنصر، والمراد به: الجهاد في سبيل الله على أن يقاتلوا لوجه الله تأييداً لدينه وإعلاء كلمة الحق، والمراد بنصر الله لهم: توفيقه الأسباب؛ لغلبتهم على عدوهم، كإلقاء الرعب في قلوب الكفّار، وربط جأش المؤمنين وتشجيعهم.[١١]

شأن نزول

جاء في تفسير القمي: إنها نزلت في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وغصبوا حق أهل بيته عليهم السلام وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام وولايته، وعن ولاية الأئمة عليهم السلامقالب:قرآن، أي: أُبطِل ما تقدّم منهم، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الجهاد والنصرة.[١٢]

آيات الأحكام

يوجد في هذه السورة آيات الأحكام، كما في الجدول الآتي:[١٣]

رقمها الآیة الباب الموضوع
4 فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا الجهاد تأسير العدو، ثم التخيير بإطلاق سراحهم بفداء، أو من غير فداء، حسبما تقتضيه المصلحة.

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كتبها وعلّقها عليه أمِنَ في نومه ويقظته من كل محذورٍ، وكان محروساً من كل بلاءٍ وداءٍ».[١٦]


قبلها
سورة الأحقاف
سورة محمد

بعدها
سورة الفتح


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • الأيرواني، باقر،‌ دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي على المذهب الجعفري‌، قم – إيران، دار الفقه، ط 2، 1427 ه‍.‌
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري المعروف بــ جامع البيان عن تأويل القرآن، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، قم - ايران، مؤسسة الإمام المهدي‏، ط 1، 1438 هـ‏.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 434.
  2. الألوسي، روح المعاني، ج 26، ص 269.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1251.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 519، ابن جرير، تفسير الطبري، ج 26، ص 47.
  6. الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 32.
  7. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 170.
  8. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 436-469.
  9. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 16، ص 313-314.
  10. سورة محمد: 7.
  11. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 223.
  12. القمي، تفسير القمي، ج 3، ص 975.
  13. الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 235.
  14. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1507.
  15. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 359.
  16. البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 42.