سورة الأحقاف
سورة الأحقاف، هي السورة السادسة والأربعون ضمن الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية (21) فيها، وتتحدث عن إنذار المشركين الذين ينكرون دعوة الإيمان بالله ورسوله والمعاد، وتتحدث أيضاً عن هلاك قوم هود، وعن حضور نفر من الجن واستماعهم للقرآن الكريم وإيمانهم به، وذكر المفسرون أنّ الآية (15) من السورة نزلت في الإمام الحسين .
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن الإمام الصادق : من قرأها كل ليلةٍ، أو كل جمعةٍ لم يصبه الله بروعة في الحياة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة.
تسميتها وآياتها
سُميت بسورة الأحقاف؛ لقوله تعالى في الآية (21): وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ،[١] والأحقاف جمع حقف، وقيل: هي رمل مستطيل فيه اعوجاج وانحناء، وقيل: الأحقاف جبل بالشام، وقيل: هي مساكن بلاد اليمن من عمان إلى حضر موت،[٢] وآياتها (35)، تتألف من (648) كلمة في (2668) حرف.[٣] وتُعتبر من سور الحواميم، أي: السور التي تبدأ بــ(حم).[٤]
ترتيب نزولها
سورة الأحقاف من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (66)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السادس والعشرين بالتسلسل (46) من سور القرآن.[٦]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (افْتَرَاهُ): ادّعى كذباً واختلقه من عنده.
- (إِفْكٌ): كذبٌ، وأصل الإفك: صرف الشيء عن وجهه.
- (بَلَغَ أَشُدَّهُ): وصل إلى أعلى شيء في قوته وعقله.
- (أُوْلُوا الْعَزْمِ): أصحاب العزم، والعزم: الجدّ والصبر والثبات.[٧]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في إنذار المشركين الذين ينكرون دعوة الإيمان بالله ورسوله، والمعاد وما فيه من أليم العذاب، وفيها أيضاً احتجاج على الوحدانية والنبوة، وتُشير إلى هلاك قوم هود، وهلاك القرى التي حول مكة، وأنباء عن حضور نفر من الجن عند النبي صلی الله عليه وآله وسلم واستماعهم القرآن وإيمانهم به، ورجوعهم إلى قومهم منذرين لهم.[٨]
شأن نزول الآية (15) في الإمام الحسين (ع)
جاء في كتب التفسير: عن الإمام الصادق أنه قال: لمّا حمِلت فاطمة بالحسين قالب:عليهما السلام، جاء جبرائيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنّ فاطمة ستلد غُلاماً تقتله أمتك من بعدك؛ فكرهت فاطمة قالب:عليها السلامحمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال الإمام : لم يرَ في الدنيا أم تلد غُلاماً تكرهه، لكنها كرهته لمّا عَلِمت بأنه سيُقتل، وفيه نزلت هذه الآية: وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا.[٩][١٠]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة الاحقاف كُتب له عشر حسنات بعدد كل رملةٍ في الدنيا».[١١]
- عن الإمام الصادق : «من قرأها كل ليلةٍ، أو كل جمعةٍ لم يصبه الله بروعة في الحياة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة».[١٢]
وردت خواص كثيرة، منها:
- عن رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: «من كتبها وعلّقها على طفل، أو كتبها وسقاه مائها كان قوي في جسمه، سالماً مُسلّماً صحيحاً مما يُصِب به الأطفال، قرير العين في مهده».[١٣]
قبلها سورة الجاثية |
سورة الأحقاف |
بعدها سورة محمد |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، قم - ايران، مؤسسة الإمام المهدي، ط 1، 1438 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 389.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 26، ص 251.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1251-1250.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 496؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 3.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 396-426.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 189.
- ↑ سورة الأحقاف: 15.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 3، ص 969؛ الحويزي، نور الثقلين، ج 7، ص 10-11.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1496.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 343.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 27.