نصر بن مزاحم المنقري
نصر بن مزاحم المنقري، أحد مؤرّخي الشيعة في القرن الثاني الهجري. جعله البعض في طبقة أبي مخنف، وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الباقر (ع).
اختلفت كلمة المؤرّخين والرجالييّن في وثاقة نصر واعتباره العلميّ بين مادح له وآخر قادح فيه ويظهر أن القدح فيه ينطلق من بواعث مذهبيّة تعود إلى مذهب الرّجل.
التحق في أواخر حياته بثورة أبي السرايا ضدّ الحكم العباسي فولّاه أبو السرايا على السّوق. له مجموعة من المصنّفات منها: وقعة صفين، والجمل، الغارات، ومقتل حجر بن عدي ومقتل الحسين بن علي.
ولادته ونسبه
لم تتعرض المصادر التاريخية لتاريخ ولادته وطفولته سوى أنّه ولد في الكوفة ثم سكن بغداد، ويرجع نسبه إلى بني منقر بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.[١]
حياته
أمضى نصر أكثر عمره في بغداد التي تحولت بعد تأسيسها وإتخاذها عاصمة للدولة العباسية إلى مدينة تستقطب اليها أنظار كبار العلماء والباحثين منهم نصر بن مزاحم الذي قال الخطيب البغدادي عنه: ابن مزاحم المنقري سكن بغداد عداده في الكوفيين.[٢]
مهنته
أشار إبن النديم الى حرفته بالقول: من بني منقر وكان عطاراً. [٣] وقال أبو الفرج الإصفهاني في معرض حديثه عن أبي السرايا: وولى نصر بن مزاحم السوق. [٤]
طبقة الرواة
جعله البعض في عداد طبقة أبي مخنف، ومن الواضح أنّ عدّه في طبقة أبي مخنف يحمل على القول بأنّه كان من المعمرين، إذ إن أبا مخنف لوط بن يحيى توفي قبل سنة 170 كما ذكر إبن حجر في لسان الميزان. وذلك يرجّح أنّ ولادة نصر كانت قريبة من سنة 120 هـ ق. [٥] وعدّه الشيخ الطوسي [٦] ضمن أصحاب الإمام الباقر (ع)، الا أن ذلك لا ينسجم مع تاريخ وفاة نصر بن مزاحم التي كانت في سنة 212 هـ ق. [٧]
مذهبه، وثاقته واعتباره العملي
إختلفت كلمة المؤرخين والرجاليين في وثاقة نصر بن مزاحم المنقري واعتباره العلمي بين مادح له وآخر قادح فيه، فقد ذهب اكثر رجاليي السنة الى تضعيفه والظاهر أن موقفهم هذا ينطلق من بواعث مذهبية تعود الى مذهب الرجل وتشيعه. [٨] بل قد صرح العُقيلي بالإشارة الى مذهب نصر بقوله: نصر بن مزاحم المنقري كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب، وخطأ كثير من حديثه. [٩] وقال الخطيب البغدادي نقلا عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: نصر بن مزاحم العطار كان زائغاً عن الحق مائلا، ثم أضاف البغدادي قلت: أراد بذلك غلوّه في الرفض. [١٠] فيما ذهب إبن حبان الى وثاقة الرجل وذلك عند ادراجه في كتابه المعروف بثقات ابن حبّان. [١١] وممن ذهب الى توثيقه إبن أبي الحديد المعتزلي حيث قال: هو ثقة ثبت، صحيح النقل، غير منسوب إلى هوى ولا إدغال، وهو من رجال أصحاب الحديث. [١٢] وعدّه كل من النجاشي والعلامة الحلي في كبار رجال الشيعة معبرين عنه بأنّه كان مستقيم الطريقة صالح الأمر. [١٣] فيما ذهب المحقق محمد تقي التستري الى القول بأنّه عامّي قريب من الشيعة ويرجح كونه زيدي المذهب لاشتراكه في ثورة أبي السرايا. [١٤]
الاشتراك في ثورة أبي السرايا
ذكر أبو الفرج الأصفهاني أن نصر بن مزاحم التحق في أخريات حياته سنة 200 هـ بثورة أبي السرايا ضد الحكم العباسي فولاه أبو السرايا السوق. [١٥] وقد فصّل الحديث عن تلك الثورة في كتاب له تحت عنوان "أخبار محمد بن إبراهيم وأبي السرايا". [١٦]
مشايخه
تتلمّذ في بغداد على الكثير من المشايخ، منهم:
- سفيان الثوري.
- شعبة بن الحجاج.
- حبيب بن حسان.
- عبد العزيز بن سياه.
- يزيد بن إبراهيم الشوشتري.
- أبو الجارود.
- زياد بن المنذر.
تلامذته
تتلمّذ علي يديه عدد من الشخصيات منهم: ولده حسين بن نصر، نوح بن حبيب القومسي، أبو الصلت الهروي، أبو سعيد الأشجع، علي بن المنذر الطريقي وغيرهم من الكوفيين. [١٧]
مؤلفاته
كان عالما بالتاريخ والأخبار [١٨] وترك الكثير من المصنفات، هي:
- وقعة صفين
- الجمل
- الغارات
- مقتل حجر بن عدي
- مقتل الحسين بن علي عليه السلام
- عين الوردة
- أخبار المختار
- المناقب
- أخبار محمد بن إبراهيم وأبي السرايا. [١٩]
وفاته
توفي نصر بن مزاحم سنة 212 هـ.[٢٠]
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، بيروت، دار إحياء الكتب العربية، 1378 هـ.
- ابن النديم، محمد بن إسحاق، الفهرست، د.م، د.ن، د.ت.
- ابن حبان، محمد بن حبان، الثقات، حيدرآباد الهند، مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1393 هـ.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1390 هـ.
- أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين، النجف الأشرف، منشورات المكتبة الحيدرية، 1385 هـ.
- الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417 هـ.
- الشوشتري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين، 1419 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين، 1415 هـ.
- العقيلي، محمد بن عمرو، الضعفاء، بيروت، دار الكتب العلمية، 1418 هـ.
- العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، خلاصة الأقوال، قم، مؤسسة نشر الفقاهة، 1417 هـ.
- المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع، 1382 هـ.
- النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين، 1416 هـ.
- ↑ المنقري، وقعة صفين، ص 565.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 13، صص 283 - 284.
- ↑ ابن النديم، الفهرست، ص 106.
- ↑ أبو الفرج الإصفهاني، مقاتل الطالببين، ص 355.
- ↑ المنقري، وقعه صفين، ص 565.
- ↑ الطوسي، رجال طوسي، ص 147.
- ↑ الشوشتري، قاموس الرجال، ج 10، ص 361.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، ج 6، ص 157.
- ↑ العقيلي، ضعفاء، ج 4، ص 300.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 13، ص 284.
- ↑ ابن حبان، الثقات، ج 9، ص 215.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 206.
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص 427.؛ العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، ص 285.
- ↑ الشوشتري، قاموس الرجال، ج 10، ص 359.
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 355.
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص 427.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 13، ص 283.
- ↑ المنقري، وقعة صفين، ص 565.
- ↑ ابن النديم، الفهرست، ص 106.؛ النجاشي، رجال النجاشي، ص 428.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 13، ص 284.