الدولة العباسية

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الدولة العباسية، أو الخلافة العباسية (132 ــ 656 هـ) هي إحدى أشهر السلالات التي حكمت أغلب المناطق الإسلامية لأكثر من خمسة قرون، وبدأت هذه الدولة مع زوال الحكم الأموي إثر سخط الأمة الإسلامية عليها، ومع هجوم المغول على الأراضي الإسلامية قضي عليها. يعود نسب هذه السلالة إلى العباس عم الرسول الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم؛ لذا هم من بني هاشم.

يقسّم المؤرّخون مدة حكم العباسيين إلى أربعة عصور، وكل عصر يتميّز عن غيره، وأهم هذه العصور هو العصر الأول حيث بنيت فيه بغداد ووصلت الدولة إلى أوجها واشتهر بالعصر الذهبي. عاصر سبعة من أئمة أهل البيتعليهم السلام هذه الخلافة، وهم كل من الإمام الصادق (ع)، والكاظم (ع)، والرضا (ع)، والجواد (ع)، والهادي (ع)، والعسكري (ع)، وصاحب العصر (عج)، واستشهد ستة منهم بأمر من الخليفة العباسي. وباستثناء بعض الفترات القصيرة التي نالت الشيعة حريتها كالمدة التي سيطر البويهيين على الحكم، تعرضت في زمن العباسيين إلى أسوء وأبشع معاملة في تاريخهم، ومارس العباسيون الضغوط على الشيعة طيلة حكمهم، الأمر الذي سبب في وقوع ثورات عدة ضد الدولة.

مدخل إلى الدولة العباسية

يعود نسب العباسيين إلى العباس، عم النبيصلى الله عليه وآله وسلم.[١] وهو ابن عبد المطلب بن هاشم[٢] وكان من رؤساء قريش الذين تولّوا في الجاهلية سقاية الحاجّ وعمارة المسجدالحرام.[٣]

بعد أن كانت الدولة الأموية، دولة عربية، جاءت الدولة العباسية لتكون دولة عالمية، واستمرت هذه الدولة ما يقارب 5 قرون، شهدت خلالها فترات من العظمة والأبهة، وتمتع الخلفاء حينها بكل مظاهر الترف والحضارة. وأيضا شهدت هذه الدولة فترات من الضعف وذاقوا الذل.[٤]

أما عن البلاط العباسي، فكان فيه إضافة إلى أفراد الأسرة ورجال الدولة، القراء والفقهاء والأطباء والشعراء وغيرهم، وهذا كان يعني بأن خليفة بغداد لم يعد شيخ قبيلة بل أصبح وريث الملوك.[٥]

في العصر العباسي الأول ازدهرت الحياة الثقافية ونشط تراث المعارف الإنسانية.[٦] وقد شهد القرن الثالث الهجري قمة جهود المسلمين لفهم ذات الله والإنسان والحياة، والتوفيق بين العقل والنقل. وكان عصر ازدهار الأدب العربي، حيث سمي بالعصر الذهبي.[٧]

وأما من الناحية الجغرافية فلم توسع الدولة العباسية رقعتها إلا قليلا، وكان أغلب مساعيها المحافظة على التوسع الذي وصلت إليه الدولة الأموية،[٨] ولكن بشكل عام كان أقصى اتساعها من الغرب وصولا إلى المغرب العربي وشمال غربي أفريقيا،[٩] ومن الشرق عبرت نهر السند ووصلت إلى الهند.[١٠]

بدأت الخلافة العباسية مع سقوط الدولة الأموية سنة 132 للهجرة، واستمرت على مدى أكثر من خمسة قرون، وسقطت سنة (656 هـ/ 1258 م).[١١]

تأسيس الدولة العباسية

في أواخر الحكم الأموي كان العالم الإسلامي في اضطراب عام وسخط شامل ضد الأمويين،[١٢] فقامت الثورات ضد الأمويين منذ اليوم الأول لحكمهم، وامتدت إلى اليوم الأخير، ولكن الثورة الكبرى التي عجزت بني أمية عن مقاومتها في عهد مروان الحمار آخر ملوك الأمويين، حيث تمردت عليه القبائل وخرج الجيش والشرطة عن طاعته، وتخلف الناس عن نصرته، وانقض أنصاره من حوله، حتى قُتل في آخر سنة 132 هـ وهكذا انتهت خلافة بني أمية.[١٣]

قامت الثورة على الأمويين باسم الدين، والخوف على شريعة سيد المرسلين، فكان الناس يعتقدون بأن أبناءه هم الأمناء على شريعته، والمحافظون على سنته، وهم أول من ثار على الأمويين واستبدادهم.[١٤]

ولقد استغل بنو العباس سخط الرعية على بني أمية، وتعلق الناس بالعلويين، وأظهروا أن غايتهم الأولى إسقاط الأمويين والثأر لشهداء أهل البيت، وأعلنوا أن بعد ذلك سيختارون من تتفق عليه الكلمة من آل بيت الرسولقالب:عليهم السلام، فارتفع العباسيون باسم العلويين، وعلى أكتاف شيعتهم، ثم تنكروا لهم.[١٥] وكان على رأسهم آنذاك ثلاثة أخوة أحدهم إبراهيم الإمام، والآخر أبو العباس السفاح، والثالث أبو جعفر المنصور، وهم أبناء عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس، عم النبيصلى الله عليه وآله وسلم.[١٦]

بعد ثورة يحيى بن زيد واستشهاده، جمع عبد الله المحض والد النفس الزكية أصحابه وأقرباءه في منطقة أبواء قرب المدينة المنورة، ليبايعوا ولده كـمهدي أهل البيت (ع).[١٧] فبايعه البعض ورفض آخرون، وفي هذه الجلسة أعلن الإمام الصادق (ع) بأن الخلافة ستصل إلى أبي العباس السفاح وأخيه المنصور. وبحسب بعض الأقوال أراد إبراهيم الإمام أن يبايع النفس الزكية في تلك الجلسة، ولكنه لم يفعل.[١٨]

فأرسل إبراهيم الإمام أبا مسلم الخراساني إلى مرو ليعلن عن الثورة ضد الأموييين سنة 129 هـ،[١٩] وتمكن من فتح مرو وطوس ونيشابور وجرجان وغيرها من المدن.[٢٠] ولكن إبراهيم لم يجن ثمار الثورة وقُتل قبل تحقيق الانتصار،[٢١] ولما توقع نهايته أوصى أخاه أبا العباس بالقيام بالدولة.[٢٢] وتمكّن العباسيون من أخذ البيعة لأبي العباس السفاح في الكوفة، لكونه من أحفاد العباس عم الرسول وبالتالي من أهل البيت - بحسب زعمهم - وهكذا بدأت حقبة جديدة في التاريخ الإسلامي.[٢٣]

عصور الخلافة العباسية

بدأت الخلافة العباسية بإعلان أبو العباس السفاح قيام الدولة العباسية وبذلك يعدّ هو أول خليفة عباسي، وبعد وفاته خلفه أخوه أبو جعفر المنصور الذي يعد المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، ثم تتابع الخلفاء من بعده على مدى أربعة عصور تاريخية.[٢٤]

العصر العباسي الأول

قالب:Zoom شهدت الدولة العباسية في عصرها المبكر ألواناً عدة من الخلافات الداخلية من أجل الاستحواذ على السلطة، تطوّرت إلى اشتباكات دامية، ولعل أخطر صراع شهده العصر العباسي الأول هو النزاع الذي نشب بين الأمين والمأمون. ورغم مساعي الدولة العباسية على تثبيت سلطتها في بلاد المغرب، لكن الأندلس ما لبثت أن انفصلت عنها في خطوة ملفتة بقيادة عبد الرحمن الداخل الأموي. وبسبب عدم قدرة الخلفاء المحافظة طويلاً على التوازن بين الشعوب المختلفة أصبح للفرس منزلة كبيرة في الدولة.[٢٥]

وبوفاة الواثق في سنة 232 للهجرة انتهى العصر العباسي الأول، ولكن ما واجهه العباسيون في العصر العباسي الأول من مشكلات داخلية لم يمنعهم من الارتقاء بدولتهم إلى مستوى عال من المقدرة السياسية والحضارية فبنوا مدينة بغداد في عهد المنصور، وقد غدت عاصمة الدولة منذ ذلك الوقت، وبنى المعتصم مدينة سامراء وسكنها، وشهدت التجارة نشاطاً ملحوظاً.[٢٦] وتعتبر مدة حكم هارون الرشيد أوج الدوة العباسية مقارنة بسائر الخلفاء والعصور.[٢٧]

العصر العباسي الثاني

نتيجة لضعف الهيأة الحاكمة فقدت الدولة العباسية فعاليتها في العصر العباسي الثاني، مما أدى إلى إضعاف السلطة المركزية للدولة سياسياً وإدارياً ومالياً، وبالتالي أخذت الولايات بالانفصال عنها، وتحول مسار التاريخ السياسي الذي لم يعد تاريخاً للخلافة، وإنما أضحت الشعوب الإسلامية هي التي تصنع هذا التاريخ وتوجهه.[٢٨]

وتلاشت في هذا العصر فكرة جمع العالم الإسلامي تحت قيادة سياسية واحدة، وتأرجحت علاقات الخلافة مع الدول الإقليمية بين العداء السافر حيناً والتعاون المثمر أحياناً أخرى.[٢٩]

العصر العباسي الثالث

شكّل العصر العباسي الثالث، الذي ابتدأ سنة (334 هـ/945 م) ردة فعل مناهضة للنفوذ التركي، مما نتج عنها سيطرة بنو بويه على الدولة وعظم نفوذ هذه الأسرة حتى سمي العصر الثالث باسمها.[٣٠]

العصر العباسي الرابع

قالب:الإمامة والخلافة شكل العصر العباسي الرابع، الذي ابتدأ في سنة (447 هـ/ 1055م)، ردة فعل مناهضة لنفوذ بني بويه، ويتشابه هذا العصر مع العصر السابق من حيث تركيز السلاجقة الذين حلوا محل البويهيين، على المشرق الإسلامي، فبسطوا هيمنة فعلية على مقدرات الخلافة. وتأرجحت علاقة الخلافة بالسلاجقة بين التعاون المثمر، والعداء السافر، خاصة في فترة تفكك وحدة السلاجقة، فمال الخلفاء إلى الانعتاق من الطوق السلجوقي، لكن الخلافة رأت نفسها عاجزة عن وضع حد للاضطرابات فاستعانت بالخوارزميين للقضاء على السلاجقة، وأوقعها ذلك في نزاع مع القادمين الجدد أيضاً بفعل طمعهم في الهيمنة على اختصاصاتها، ولكي تتخلص من سيطرة الخوارزميين عمدت الخلافة إلى الاستعانة بعنصر جديد هو العنصر المغولي الذي تميز بقسوته ووحشيته، الأمر الذي سبب سقوط الدولة العباسية.[٣١]

سقوط الدولة العباسية

سقطت الدولة العباسية بعد أكثر من خمس قرون من الحكم سنة (656هـ/ 1258م).[٣٢] فبعد أن عزم الخوارزميون الاستيلاء على بغداد، وانتزاع السلطة من يد الخليفة العباسي الناصر، استعان الخليفة بـجنكيز خان المغولي ليحمي العراق، وتزامنت هذه الأحداث مع توسع الفتوحات المغولية نحو الغرب وذلك بعد مقتل أصحاب قافلة تجارية مغولية وسلب بضاعتها على يد الخوارزميين. فجهز جنكيز خان جيشا وهاجم ما وارء النهر سنة 1220 م وسقطت عاصمتها بيده،[٣٣] وبعد وفاة جنكز خان سنة 1227 هجم هولاكو على بلاد فارس والعراق ومصر، وكان الخليفة العباسي المعتصم يشتهر بعدم جديته في إدارة الشؤون العامة ولم يستعد لمواجهة المغول،[٣٤] ووصل هولاكو إلى بغداد في 13 محرم 656 هـ/كانون الثاني 1258 م، وحاصرها، وفي صفر/شباط من العام نفسه خرج الخليفة من بغداد وسلم نفسه وعاصمته للمغول دون قيد أو شرط، بعد أن وعده هولاكو بالأمان، فدخل الجنود إلى المدينة وهدموا مساجدها وجردوا قصورها وأتلفوا كتبها ومكتباتها، وقتلوا رجال العلم وأئمة المساجد، وانتهت هذه الأحداث بقتل المستعصم وابنيه، وبسقوط بغداد ومقتل الخليفة انتهت دولة الخلافة العباسية[٣٥]

الوضع الشيعي إبان الدولة العباسية

رغم استعانة العباسيين بالشيعة للوصول إلى دفة الحكم، ولكن ما إن تسلموا مقاليد السلطة حتى نظروا إلى الشيعة نظرة ريبة، باعتبارهم المنافسين لهم على الخلافة ويشكلون مصدر خطر عليهم. ومن جهة أخرى فقد نظر الشيعة إلى العباسيين كمغتصبين للسلطة من أصحابها الشرعيين، وهكذا بدأ النزاع بينهم.[٣٦]

بسبب طول مدة الحكم العباسي وتنوع آراء خلفائها لم يكن الوضع الشيعي مستقراً، بل تباين من فترة إلى أخرى. ولكن ربما المشترك فيها هي أن الخلفاء العباسيين كانوا يعرفون مقام الأئمة الأطهارعليهم السلام ومكانتهم، ويحبونهم ويبجلونهم، ويعتبرونهم الأئمة الحق، فيُنقل عن هارون الرشيد بأنه قال لابنه المأمون: "إنه [أي: الإمام الكاظم] أحق بمقام رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم مني ومن الخلق جميعاً." ولكن بسبب حبهم لكرسي الحكم والخوف من فقدانه كانوا يقتلون ويسجنون الأئمة وأتباعهم، ويواجهونهم بأسوء الأفعال.[٣٧]

التأسيس والمضايقات بحق الشيعة

تمتد هذه المدة الزمنية مع تأسيس الدولة العباسية على يد أبي العباس السفاح، مرورا بأبي جعفر المنصور والهادي والمهدي وصولا إلى هارون الرشيد.

عهد أبي العباس السفاح

قضى السفاح- أول خلفاء بني العباس - مدة خلافته في تتبع الأمويين والقضاء عليهم وعلى أتباعهم ولم يقتل أحداً من الشيعة، لأنّه كان بحاجة إليهم في محاربة الأمويين،[٣٨]

عهد المنصور

ولكن المنصور كان أول من أحدث ثغرة الخلاف بين العباسيين والعلويين بعد أن كانا كتلة واحدة،[٣٩] فخيّم في ملك المنصور الرعب على الناس فلم يذوقوا حلاوة العيش في ظل سيفه المصلت فوق الرؤوس، إذ وضع على كل إنسان عيناً ورقيباً وخنق الأنفاس، واختطف النفوس،[٤٠] فلقد بذل قصارى جهده من أجل القضاء على ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأولاد الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام وقد أدى ذلك إلى تشرد العلويين وانتشارهم في البلاد واختفائهم في البراري والجبال، عدا الذين ظفر بهم وقضى عليهم.[٤١] فلوحقت ذرية الإمام الحسن في المدينة، واعتقلت، وعُذبت، وسجنت، وقتلت.[٤٢] فكانت أشد الضغوط السياسية تمارس ضد الشيعة حيث لم يسمح لهم بالتعبير عن وجودهم، حتى أن أحدهم كان يمر على صاحبه فلا ينظر إليه.[٤٣]

كان الإمام الصادق ممن اصطدم _بشكل من الأشكال_ بمسألة الخلافة كقضية سياسية، فعاصر آخر عهد بني أمية، وأول عهد بني العباس،[٤٤] ورغم أن الساحة السياسية كانت تعج بالأحداث والتطورات التي يمكن استغلالها ولكن الإمام الصادق اعتزل أمر الحكومة والخلافة، ولم يقم بأي عمل ينم عن تطلعه إلى الإمساك بزمام السلطة والزعامة.[٤٥]

فعندما لاحت علامات سقوط الدولة الأموية حاول العباسيون أن يستميلوا الإمام الصادق عليه السلام إليهم كي يدعو الناس إليهم، ويصوت باسمهم. إلا أن الإمام الصادق عليه السلام كان يدرك جيداً أن هؤلاء لا يصلحون للحكم، وأنهم إن تسلموا السلطة فسوف يستأثرون بالحكم ويرتكبون الجرائم والمآسي من أجل المحافظة على كراسيهم ولهذا رفضعليه السلام التعاون معهم بأي وجه.[٤٦]

وعلى رغم ذلك فيعتبر زمان الإمام الصادق عليه السلام زمان لا نظير له بالنسبة إلى غيره من العهود، فقد طغت فيه النهضات والحركات الفكرية على النهضات والحركات السياسية في العالم الإسلامي.[٤٧]

واجه الإمام الصادق المضايقات من قبل الحكومة العباسية، فحاول المنصور اغتيال الإمام عدة مرات، وأمر بإحراق بيته.[٤٨] حتى استشهد الإمام الصادق عليه السلام في شهر شوال سنة 148 للهجرة بالعنب المسموم الذي أطعمه المنصور.[٤٩]

عهد المهدي والهادي والرشيد

وأما عهد المهدي والهادي وهارون فكانت كعهد المنصور، من أكثر العهود ظلماً لبني علي عليه السلام وشيعته، حيث فعلت بنسله الأفاعيل، وشردتهم، وسجنتهم، وقتلتهم شر تقتيل، ودفنت بعضهم أحياء كأحجار أساس للقصور،[٥٠] فرغم بعض الهدوء النسبي في أيام المهدي[٥١] كانت بشكل عام فترة عصيبة على الشيعة، الأمر الذي أدى إلى ثورة الشيعة والعلويون ضد خلفاء بني العباس، كان من أهمها ثورة الحسين بن علي شهيد الفخ التي حدثت في زمن خلافة الهادي وثورة يحيى وإدريس ابنا عبد الله التي وقعت في زمن هارون.[٥٢]

تسلم هارون زمام الأمور من سنة 170 هـ وحتى سنة 193 هـ وكانت له خلال هذه الفترة صراعات مختلفة مع العلويين فقتل، وعذّب الكثير منهم، حيث أن الضغط الذي مارسه الرشيد على الشيعة لا يمكن مقارنته أبداً بالضغوط التي مورست ضدهم في العهود السابقة له.[٥٣] فقُتل بأمر الرشيد المئات من العلويين[٥٤] وهجموا على دور آل أبي طالب وسُلبت النساء،[٥٥] كما ولجأ العباسيون إلى أنماط جديدة من المواجهة لتقويض مكانة العلويين في المجتمع، منها: الدعايات التي كانت تستهدف الشخصية العلمية للعلويين الذين كانوا يحظون بها في المجتمع.[٥٦]

كانت إمامة الإمام الكاظم (ع) كلها في زمن الخلافة العباسية[٥٧] فتزامنت مع جزء من ملك المنصور الدوانيقي، وابنه المهدي، ابنه الهادي، وأخيراً ملك هارون الرشيد، فبعد مضي ما يقارب خمس عشرة سنة من ملك الرشيد، استشهد الإمام عليه السلام مسموماً على يد السندي في حبس هارون.[٥٨]

وأمر المهدي في أول أيام جلوسه على كرسي الحكم، أن يُقتل الإمام عليه السلام[٥٩] فنقله من المدينة إلى بغداد وحبسه[٦٠] ومن ثم أطلق سراحه وأعاده إلى المدينة، فأقام الإمام بالمدينة حتى توفي المهدي والهادي[٦١] حتى قدم الرشيد إلى المدينة بعد تسلمه الخلافة وأخذ الإمام معه إلى العراق وحبسه عند السندي بن شاهك.[٦٢] وبعد مدة أطلق سراحه، إلى أن حبسه مرة أخرى،[٦٣] واستمر سجنه هذه المرة أربع سنوات وانتهت باستشهاده.[٦٤]

وكان هؤلاء الخلفاء كثيراً ما يطلبوا الإمام إلى مجلسهم كي يحرجوه بأسئلتهم ولكن الإمام كان يجيبهم بأجوبة صارمة ودقيقة.[٦٥]

الحرية النسبية في بداية عهد المأمون

في زمن المأمون شعر الناس بشيء من الأمن السياسي،[٦٦] إذ كان المأمون يتظاهر بالتشيع على الدوام، وإن تشيعه ذاك وإن لم يكن إمامياً، إلاّ أنه يستلزم مناصرة الشيعة ولو بشكل محدود، فانتشر التشيع في كل بقعة من بقع الإسلام، حتى امتدت جذوره إلى البلاط الملكي،[٦٧] كما وورد خبر عن المأمون بأنّه بعد مجيئه إلى العراق حاول تفويض شؤون الدولة لبعض الشيعة، وقرّر أن يعين رجلاً من الشيعة إلى جانب كل مسؤول من أهل العامة،[٦٨] ولكن سرعان ما بدأت الأجهزة الحاكمة بانتهاج سياسة الضغط والقمع من جديد،[٦٩] فقد كانت هناك قيود ومضايقات مفروضة من قبل الحكام لا تسمح بالتحرك بحرية تامة، وكانت القناة الوحيدة للإتصال بالإمام تتمثل في كتابة الرسائل إليه واستلام الأجوبة، ولذا كان الأئمة منذ عهد الإمام الجواد عليه السلامفصاعداً وعلى ما قبل عهد الإمام الرضاعليه السلام، يقيمون علاقاتهم مع الشيعة عن طريق الرسائل.[٧٠] كما وهذه المضايقات التي كان العباسيون يمارسونها ضد العلويين والشيعة كانت تؤدي إلى إبعاد الشيعة عن الأئمة، وتخلق لهم مشاكل في تعلم معتقداتهم.[٧١]

كانت إمامة الإمام الرضا متزامنة مع خلافة الرشيد، والأمين والمأمون[٧٢] وأهم مسألة تاريخية في حياة الإمام الرضا عليه السلام هي حادثة توليته للعهد، والتي حاول المأمون استغلالها للوصول إلى مآرب خاصة،[٧٣] من أهمهما ما يُنقل عن المأمون قوله: "قد كان الرجل مستتراً عنّا يدعو إلى نفسه، فأردنا أن نجعله ولي عهدنا، [...] ليعترف بالملك والخلافة لنا [...] وقد خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن يفتق علينا منه ما لا نسدّه ..."[٧٤]

ولكن لم يحقق المأمون النتائج التي كان يبتغيها من جلب الإمام إلى مرو، فكما قتل أخيه رغبة في الحصول على الخلافة، وقتل وزيره، أقدم هذه المرة على ما كان يفعله أسلافه من أجل الإبقاء على خلافته، وتجرأ على قتل الإمام الرضا عليه السلام،[٧٥] فاستشهد الإمام عليه السلام مسموماً على يد المأمون آخر صفر سنة 203 للهجرة[٧٦]

أما الإمام الجواد (ع) فعاصر المأمون والمعتصم،[٧٧] وازدادت المضايقات السياسية في زمن الإمام الجواد حيث نتج عنها إخفاء الأخبار المتعلقة بالإمام عليه السلام أيضاً؛ ليكون في مأمن يقيهم شر الأعداء.[٧٨] واتبع المأمون سياسة أبيه في مراقبة الإمام الكاظمعليه السلام وتحديده، والتي اتبعها مع الإمام الرضا عليه السلام ولكن بأسلوب ماكر، واتخذ أسلوب جديد مع الإمام الجوادعليه السلام للسيطرة على تحركاته ومتابعته، فعقد ابنته على الإمام.[٧٩] وبقي الإمام في المدينة حتى استدعاه المعتصم العباسي بعد تسلمه الحكومة إلى بغداد، واستشهد الإمام بالسم على يد ابنة المأمون وبأمر من المعتصم هناك، ولم يكن قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره بعد.[٨٠]

قمع الشيعة في العصر العباسي الثاني

كانت سياسية الدولة العباسية لغاية مجيء المتوكل هي سياسية تقوم على التمسك بمذهب المعتزلة والدفاع عنهم، وهذا يعني فسح المجال تلقائياً أمام الشيعة والعلويين، ولكن الأمور تغيرت بمجيء المتوكل إلى سدة الحكم حيث ابتدأ التشدد والضغط من جديد، وانتهجت سياسة الدفاع عن آراء أهل الحديث وتحريضهم ضد المعتزلة والشيعة، الأمر الذي نجم عنه قمع هذين المذهبين بشدة، حتى بلغ المتوكل ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، حتى أنه كرب قبر الحسينعليه السلام وعفى آثاره، ووضع على الطرق مسالح له لا يجدون أحداً إلاّ أتوا به فقتله أو أنهكه عقوبة، وذلك لأنّ كربلاء صارت سبباً لشد الناس عاطفياً مع الأفكار الشيعية والأئمة.[٨١] صارت الخلافة بعد مقتل المتوكل إلى المنتصر، ونتج عن ذلك تقليل الضغوط التي كانت تماس ضد الشيعة،[٨٢] حيث قتل المنتصر أبيه لأنه سمعه يشتم فاطمةقالب:عليها السلام [٨٣] فكان الشيعة في عهد المتوكل يئنون تحت وطأة الضغوط الشديدة، وكان وكلاء الإمام يعتقلون ويُرمى بهم إلى الحبس، وأثرت هذه الملاحقة على أتباع الإمام الهاديعليه السلام[٨٤]

عاصر الإمام الهاديعليه السلام المعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين بالله والمعتز،[٨٥] وفي عهد المتوكل مورست ضد الإمام مضايقات قاسية أعقبتها أمر المتوكل بجلبه إلى سامراء لغرض مراقبة تحركات الشيعة وزيارتهم،[٨٦] فحاول المتوكل الحط من مكانة الإمام في قلوب الناس، ولكن لم تنجح أي من مكائده[٨٧] فأمر بسجنه[٨٨] وأخيراً استشهد الإمام بالسُّم أيام المعتز بعد إقامة في سامراء استمرت عشرين سنة[٨٩]

وأما فترة إمامة الإمام العسكريعليه السلام فكانت ست سنوات[٩٠] وعاصر المعتز والمهتدي[٩١]والمعتمد[٩٢] وحددت إقامته في منطقة العسكر بمدينة سامراء كأبيه الهادي عليه السلام وكانت السلطات العباسية طلبت من الإمام الإبقاء على نوع من الاتصال المستمر بالبلاط حيث ينقل أحد خدم الإمام قائلاً: "كان الإمام يذهب في يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع إلى دار الخلافة"، وهذا الأمر هو أحد أساليب المراقبة[٩٣] فلم يتمكن الإمام من الاتصال بأصحابه إلا سراً، فيروى عنه عليه السلام قال: "ألا لا يسلمن عليّ أحد، ولا يشير إليّ بيده ولا يومئ، فإنكم لا تؤمنون على أنفسكم.[٩٤] وأخيراً بعد تعرضه عدة مرات للسجن[٩٥] استشهد مسموماً على يد المعتمد العباسي.[٩٦]

المساعي التي قام بها العباسيون لمراقبة حياة الإمام العسكريعليه السلام في سامراء وبغداد كانت هي السبب في اختفاء ولادة الإمام المهديقالب:عج،[٩٧] وبذلت الحكومة العباسية مساع كبيرة للعثور على الإمامقالب:عج، ولكن لم ينجحوا في محاولتهم.[٩٨] ولم يكن للإمام أي صلة مباشرة بالدولة العباسية ومواقفه تمثلت في نوابه الأربعة إبان الغيبة الصغرى، حيث كان الحسين بن روح النائب الثالث للإمام له نفوذ في البلاط العباسي وله مكانة بارزة في بغداد[٩٩]

المشاكل السياسية والكبت الذي مارسه خلفاء بني العباس ضد الأئمةعليهم السلامأحدثت نوعاً من الاضطراب وعدم الاستقرار في العلاقة بين الأئمة والشيعة، وكانت هذه المشكلة تتفاقم بعد رحلة كل إمام وحلول آخر محله.[١٠٠] وتضاعفت.</ref>هذه الأزمة بعد رحيل الإمام العسكريعليه السلام بسبب حصول الغيبة وما سبقها من أحداث خفية.[١٠١] ولكن بعد مجيء المقتدر للسطلة تهيأت الأرضية لنمو واتساع حركة التشيع، وأخذ نفوذهم في مؤسسات الحكم العباسي في تزايد، وهو ما يعدّ من الأسباب المهمة لتنامي نفوذهم في بغداد، حيث أن حشوداً غفيرة منهم قد حضروا إلى بغداد قبيل دخول البويهيين إليها.[١٠٢]

النفوذ الشيعي في العصر العباسي الثالث

اشتهر العصر العباسي الثالث بعصر بني بويه أو عصر البويهيين، ومثّل حركة شيعية ونفوذا شيعيا في الحكومة العباسية، حيث تمكنوا من فرض هيمنتهم الفعلية على الدولة، وسيطروا على مقاليد الأمور، وتصرفوا بشكل مطلق.[١٠٣] وهكذا ارتفع الضغط عن الشيعة، وتنفسوا الصعداء حتى انقرضت هذه الدول.[١٠٤]

العودة إلى التضييق في العصر الرابع

كانت سيطرة السلاجقة على الدولة العباسية كردة فعل مناهضة للنفوذ الشيعي[١٠٥] فمع ظهور دولتهم عادت الحال إلى ما كانت عليه من الحقد الأموي والعباسي تجاه الشيعة والعلويين، وزادت الحال سوءً في عهد الأيوبيين بخاصة أيام صلاح الدين الأيوبي، فقد كان أشدّ الحاكمين قسوة وفتكاً بالشيعة.[١٠٦]

الثورات الشيعية ضد الدولة العباسية

هناك ثورات عدة زامنت الدولة العباسية، منها ثورات الخوراج والزنادقة وغيرها، ولكن بالنسبة للثورات الشيعية فيمكن الإشارة إلى:

  • ثورة محمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية): والذي كان يرى نفسه أحق بالخلافة، وكان أبوه يصفه بمهدي الأمة. استطاع محمد أن يسيطر على المدينة وبدأ في تنظيم أمورها وأرسل بعض الولاة لمناطق عدة. وبقي مدة حتى قضى عليه المنصور العباسي، في رمضان سنة 145 للهجرة.[١٠٧]
  • ثورة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن: كان إبراهيم في البداية يدعو لأخيه محمد، ولكن أصل حركته بدأت في رمضان 145 في البصرة، وكانت الظروف لصالحه آنذاك، وتمكن من السيطرة على بعض المدن. ولكن بعد معركة باخمرا بالقرب من الكوفة قُتل إبراهيم في ذي القعدة من السنة نفسها وهكذا هُزمت ثورته.[١٠٨]
  • ثورة يحيى وإدريس ابنا عبد الله: والتي وقعت في زمن هارون.[١١٠]
  • ثورة أبي السرايا: والتي وقعت إبان خلافة المأمون في الكوفة.[١١١]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، تاريخ ابن خلدون، بيروت، دار الفكر، 2000 م.
  • ابن طباطبا، محمد بن علي، الفخري في الآداب السلطانیة، بیروت،‌ دار القلم العربي، 1418 هـ.
  • الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبیین، القاهره، أحمد صقر، 1949 م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، بيروت، د ن، 1417 هـ.
  • جعفريان، رسول، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، بيروت، دار الحق، 1994 م.
  • الحكيم، محسن، الأئمة الأثني عشر (ع)، تحقيق: محسن الخزاعي، الكويت، مطبعة المحميد، 2005 م.
  • سليمان، كامل، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج (عليه السلام)، بيروت، دار التعارف، 2000 م.
  • طقوش، محمد سهيل، تاريخ الدولة العباسية، بيروت، دار النفائس، 2009 م.
  • فلهوزن، يوليوس، تاريخ الدولة العربية، القاهرة، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1968 م.
  • القزويني، محمد كاظم، الإمام الصادق (ع) من المهد إلى اللحد، بيروت، دار العلوم، 2008 م.
  • مؤنس، حسين، أطلس تاريخ الإسلام، القاهرة، الزهراء للإعلام العربي، 1987 م.
  • محمد، نبيلة حسن، تاريخ الدولة العباسية، الاسكندرية، دار المعرفة، 1993 م.
  • المطهري، مرتضى، من حياة الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، بيروت، الدار الإسلامية، 1992 م.
  • مغنية، محمد جواد، الشيعة والحاكمون، بيروت، دار الهلال، 2000 م.
  1. المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 99.
  2. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 66.
  3. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 85؛ ابن عبد البر، الإستيعاب في معرفة الأصحاب، ج 2، ص 811.
  4. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 7.
  5. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 128.
  6. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 9 - 10.
  7. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 11.
  8. مؤنس، أطلس تاريخ الإسلام، ص 151.
  9. مؤنس، أطلس تاريخ الإسلام، ص 149.
  10. مؤنس، أطلس تاريخ الإسلام، ص 147.
  11. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 8.
  12. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.
  13. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.
  14. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.
  15. فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص 489ــ490.
  16. المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 99.
  17. ابن طباطبا، الفخري في الآداب السلطانیة، ص 120.
  18. الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 257.
  19. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 64.
  20. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 79_82.
  21. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 64.
  22. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 91.
  23. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 3، ص 161-162.
  24. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 8.
  25. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 9-10.
  26. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 9-10.
  27. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 157.
  28. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 10.
  29. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 11.
  30. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 11.
  31. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 11.
  32. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 11.
  33. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 248_250.
  34. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 251.
  35. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 253 و255.
  36. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 114.
  37. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 185-188.
  38. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 139.
  39. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 140.
  40. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 149.
  41. القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 601.
  42. القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 619-621
  43. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 1، ص 285-286.
  44. المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص97.
  45. المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 116.
  46. القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 541.
  47. المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 114.
  48. القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 604.
  49. الحكيم، الأئمة الأثني عشر، ص 38.
  50. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص137.
  51. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 141.
  52. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 17.
  53. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 23.
  54. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص157.
  55. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 163.
  56. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 81-82.
  57. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 32-33.
  58. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 137.
  59. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 157.
  60. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 158.
  61. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 175.
  62. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص176.
  63. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص218.
  64. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 25.
  65. سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 168.
  66. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 16
  67. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 164.
  68. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 240.
  69. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 16.
  70. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 121-122.
  71. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 86-87.
  72. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص59.
  73. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 65.
  74. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 68.
  75. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 80-81.
  76. الحكيم، الأئمة الأثني عشر، ص 46-47.
  77. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 114.
  78. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 108.
  79. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 109.
  80. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 111-112.
  81. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 135-136.
  82. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.
  83. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 171.
  84. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.
  85. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص135.
  86. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص136.
  87. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص140.
  88. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص143.
  89. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص132-133.
  90. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص174.
  91. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص182.
  92. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص184.
  93. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص177.
  94. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص178.
  95. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص204.
  96. الحكيم، الأئمة الأثني عشر (ع)، ص68.
  97. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص210.
  98. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص212.
  99. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص228.
  100. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 214.
  101. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج2، ص215.
  102. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 244.
  103. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص11.
  104. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 188.
  105. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 11.
  106. مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 188.
  107. محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 114_117 و121.
  108. محمد، تاريخ الدولة العباسية ، ص 121_123.
  109. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 17.
  110. جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 17.
  111. محمد، تاريخ الدولة العباسية ، ص 194.