كردوس بن هاني البكري

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

اسمه

كردوس بن هاني البكري

نبذة عنه

فارس شجاع ، شاعر جليل ، من رؤساء ربيعة. اشترك في صفين وتكلم ، وكان كردوس في الجبهة العظمى من رؤساء القبائل فقال : أيّها الناس ، إنّا والله ما تولينا معاوية منذ تبرأنا منه ، ولا تبرأنا من عليّ منذ توليناه ، وإن قتلانا لشهداء ، وإنّ أحياءنا لأبرار ، وإنّ عليا لعلى بينة من ربه ، ما أحدث إلا الإنصاف ، وكل محق منصف ، فمن سلّم له نجا ، ومن خالفه هلك

شعره

ولما فعل الحكمان ما فعلا وتكلم كردوس بن هاني ، قال له سعيد بن قيس الهمداني : أما والله إنّي لأظنك أول راض بهذا الأمر يا أخا ربيعة ، فغضب كردوس ، وقال :

أيا ليت من يرضى من الناس كلهم

 

بعمرو وعبد الله في لجة البحر

 

رضينا بحكم الله لا حكم غيره

 

وبالله ربّا والنبيّ وبالذكر

 

وبالأصلع الهادي عليّ إمامنا

 

رضينا بذاك الشيخ في العسر واليسر

 

رضينا به حيّا وميتا وإنّه

 

إمام هدى في الحكم والنّهي والأمر

 

فمن قال لا قلنا بلى إنّ أمره

 

لأفضل ما تعطاه في ليلة القدر

 

وما لابن هند بيعة في رقابنا

 

وما بيننا غير المثقفة السمر

 

وبيض تزيل الهام عن مستقرّه

 

وهيهات هيهات الولا آخر الدّهر

 

قال أبو حنيفة الدينوري في أخباره ... ثم إنّ عليا قام من صبيحة ليلة الهرير في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أيّها الناس إنّه قد بلغ بكم وبعدوّكم الأمر إلى ما ترون ولم يبق من القوم إلا آخر نفس فتأهبوا رحمكم الله لمناجزة عدوّكم غدا حتّى يحكم الله بيننا وبينهم وهو خير الحاكمين».

وبلغ ذلك معاوية فقال لعمرو : ما ترى؟ فإنّما هو يومنا هذا وليلتنا هذه. فقال عمرو : إنّي قد أعددت بحيلتي أمرا أخرته إلى هذا اليوم فإن قبلوه اختلفوا وإن ردوه تفرّقوا : قال معاوية : وما هو؟ قال عمرو : تدعوهم إلى كتاب الله حكما بينك وبينهم فإنّك بالغ به حاجتك ، فعلم معاوية أنّ الأمر كما قال.

ثم إنّ الأشعث بن قيس قال لقومه : وقد اجتمعوا إليه : «قد رأيتم ما كان في اليوم الماضي من الحرب المبيرة وإنّا والله إن التقينا غدا إنّه لبوار العرب وضيعة الحرمات».

قالوا : فانطلقت العيون إلى معاوية بكلام الأشعث ، فقال : «صدق الأشعث لئن التقينا غدا ليميلنّ الروم على ذراري أهل الشام ، وليميلنّ دهاقين فارس على ذراري أهل العراق ، وما يبصر هذا الأمر إلا ذوو الأحلام اربطوا المصاحف على أطراف القنا».

فربطت المصاحف فأول ما ربط مصحف دمشق الأعظم ، ربط على خمسة أرماح يحملها خمسة رجال ثم ربطوا سائر المصاحف جميع ما كان معهم وأقبلوا في الغلس ونظر أهل العراق إلى أهل الشام قد أقبلوا وأمامهم شبيه بالرايات فلم يدروا ما هو حتّى أضاء الصبح فنظروا فإذا هي المصاحف.

ثم قام الفضل بن أدهم أمام القلب ، وشريح الجذامي أمام الميمنة ، وورقاء بن المعمر أمام الميسرة ، فنادوا : «يا معشر العرب الله الله في نسائكم وأولادكم من فارس والروم غدا فقد فنيتم. هذا كتاب الله بيننا وبينكم». فقال عليّ (رضي الله عنه) : ما الكتاب تريدون ، ولكن المكر تحاولون ...

وأقبل أبو الأعور السلمي ، على برذون أشهب ، وعلى رأسه مصحف وهو ينادي : «يا أهل العراق ، هذا كتاب الله حكما فيما بيننا وبينكم».

فلما سمع أهل العراق ذلك قام كردوس بن هانئ البكري ، فقال : يا أهل العراق لا يهدئكم ما ترون من رفع هذه المصاحف فإنّها مكيدة ... ثم تكلم سفيان بن ثور البكري ، فقال : أيّها الناس إنّا قد كنا بدأنا بدعاء أهل الشام إلى كتاب الله فردوا علينا فاستحللنا قتالهم فإن رددناه عليهم حلّ لهم قتالنا ولسنا نخاف أن يحيف الله علينا ولا رسوله.

ثم قام خالد بن المعمر ، فقال لعليّ : يا أمير المؤمنين ما البقاء إلا فيما دعا القوم إليه إن رأيته وإن لم تره فرأيك أفضل. ثم تكلم الحضين بن المنذر ، فقال : أيّها الناس إنّ لنا داعيا قد حمدنا ورده وصدره وهو المأمون على ما فعل فإنّ ، قال : لا ، قلنا لا ، وإن قال : نعم قلنا نعم ...

فتكلم عليّ ، وقال : «عباد الله أنا أحرى من أجاب إلى كتاب الله وكذلك أنتم غير أنّ القوم ليس يريدون بذلك إلّا المكر وقد عضتهم الحرب والله لقد رفعوها وما رأيهم العمل بها وليس يسعني مع ذلك أن أدعى إلى كتاب الله فابى وكيف وإنّما قاتلناهم ليدينوا بحكمه».

المصادر

الأخبار الطوال / 189. أعيان الشيعة 9 / 28. الإمامة والسياسة 1 / 104. تنقيح المقال 2 / 336. تهذيب التهذيب 8 / 432. الجرح والتعديل 7 / 175. حلية الأولياء 4 / 180. رجال الطوسي / 57. شرح ابن أبي الحديد 2 / 220 ، 257. مجمع الرجال 5 / 69. معجم رجال الحديث 14 / 113. وقعة صفين / 484 ، 486 ، 487 ، 547 ، 548.