عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى (كتاب)

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى كتاب في جزئين من مؤلفات السيد مرتضى العسكري. هذا الكتاب هو تحقيق في التأريخ والرجال حول روايات سيف بن عمر. يعتقد المؤلف أنّ شخص سيف بن عمر ألّف أساطير كثيرة ومن جملتها أسطورة عبد الله بن سبأ.

ادعى مخالفو الشيعة والتشيع أنّ هذا المذهب من صنع عبد الله بن سبأ وسعى مؤلف الكتاب جاهداً إلى أن يفنّد هذا الإدعاء. اعتمد صاحب الكتاب إلى المصادر التأريخية المتقدمة (قبل 500 هـ)، وقارن روايات سيف بروايات أخرى واعتبرها من موضوعاته ومجعولاته.

المؤلف في البدء عنون كتابه تحت عنوان أحاديث سيف بن عمر لكن اقترح عليه الشيخ راضي آل ياسين (صاحب كتاب صلح الحسن) أن يغيّر عنوان الكتاب ويسميه بـ عبد الله بن سبأ.[١]

حول المؤلف

ولد السيد مرتضى العسكري سنة 1293 هـ ش في مدينة سامراء العراق. شرع دراسته في مقدمات العلوم الدينية منذ العاشرة من عمره. انتقل إلى مدينة قم سنة 1310 هـ ش وتلقى خلال أربعة سنوات دروس الفقه والأصول والكلام والتفسير عند بعض الأعلام منهم المرعشي النجفي والسيد الخميني ومحمد حسين شريعتمدار الساوجي وميرزا خليل كمره اي. ثم قدّم منهجاً جديداً في تعليم علوم القرآن والذي جوبه بمعارضة ومخالفة شديدتين وعلى إثرها سافر إلى سامراء وتابع دروس خارج الفقه والأصول عند الميرزا حبيب الله اشتهاردي والسيد محمد رضا الشوشتري.

أسس مراكزاً تعليمية وخدمية في العديد من مدن العراق، منها كلية أصول الدين في بغداد. ثمّ سافر سنة 1348 هـ ش إلى إيران وفي سنة 1357 هـ ش أسس المجمع العلمي الإسلامي. وبطلب من آية الله السيد الخامنئي أسس كلية أصول الدين بقم المقدسة والتي بدأت نشاطها سنة 1357 هـ ش. توفى الله العسكري سنة 1386 هـ ش(2007م) عن عمر ناهز الـ 93 سنة ودفن في حرم السيد فاطمة المعصومة (س) بقم المقدسة.[٢]

دوافع التأليف

قام المؤلّف بمراجعة بعض الروايات المنقولة في مصادرها التأريخية القديمة والمعروفة، فوجد قرائن وشواهد تدلّ على وضعها وافتعالها. فقرر جمع هذه الروايات ثم مقارنتها بروايات أخرى. واستنتج حقيقة كانت خافية في طيّات التأريخ ولم يلتفت إليها أحد. خشي المؤلّف في البدء من نشره الكتاب (لأنه كان يكشف عن ضعف الكثير من المصادر التأريخية) وفي هذا الصدد دعى الذين يقدّسون النصوص التأريخية ويؤمنون بها إيماناً مطلقاً أن لا يقرؤا الكتاب، لأن ضعف المصادر لا تنتهي إلى أسطورة عبد الله بن سبأ فحسب بل إلى إعادة النظر في العديد من الروايات والنصوص التأريخية أيضاً.[٣]

مضمون الجزء الأول من الكتاب

أسطورة عبد الله بن سبأ

مواضيع الجزء الأول للكتاب تبتدأ بأسطورة عبد الله بن سبأ. من وجهة نظر المؤلّف كما يلي: شخص يهودي من صنعاء اليمن، يسلم في عهد عثمان بن عفان وفي خلال سفراته إلى العديد من المدن المهمة في بلاد الإسلام يقوم بتبشير رجعة النبي (ص) (ص) وأنّ علياً (ع) وصيه وعثمان غاصب لحق علي (ع) ولهذا يجب نزع السلطة من يد عثمان وتسليمها لأهلها . وأرسل مندوبين عنه إلى البلاد الإسلامية ومال إليه جماعة منهم رجالات كـ ابي ذر وعمار بن ياسر ومالك الأشتر النخعي. وقَتْل عثمان هي قضية تحريض ناشئة من الحركة السبئية.[٤]

جذور الأسطورة

بادر المؤلف إلى البحث عن أصول الأسطورة ودقق في مصادر ورواة المتقدمين والمتأخرين لها واستنتج أنّ هذه الرواية تأتي حصراً من أربعة طرق لا غير لها، هي: تأريخ الأمم والملوك (الطبري/310)، تأريخ مدينة دمشق (ابن عساكر/571)، التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان بن عفان (ابن أبي بكر/741) وتأريخ الإسلام (ذهبي/748). كل المصادر آنفة الذكر نقلت الرواية حصراً من شخص واحد يعرف بـ سيف بن عمر.[٥]

سيف بن عمر

عرض المؤلف ترجمة لـ سيف بن عمر (تميمي أسيدي كوفي الأصل، متوفى بين عام 170 إلى 193ق) وقيّم أحاديثه التي رواها عن لسان رجالات التاريخ والتراجم، بدءاً من يحيى بن معين (233ق) وحتى ابن حجر (852ق)، والكل وصفه: بـ الضعيف والكذّاب، متروك الحديث ومتهم بالزندقة و..

دراسة حول روايات سيف بن عمر

ثم قام المؤلف بدراسة حول روايات سيف بن عمر عن طريق مصادرها الأصلية خاصة تأريخ الطبري ووضع مقارنة بينها وبين تلك الروايات لرواتها الموثوق بهم، ليبيّن:

  • أولا: مدى تأثير سيف بن عمر على المصادر التأريخية الإسلامية؛
  • ثانياً: بيان مدى قيمة وأهمية أحاديثه؛
  • ثالثاً: بيان مدى حيادية وانحياز سيف بن عمر بالنسبة إلى الحقائق التاريخية.

مال المؤلف في نهايات الجزء الأول من الكتاب بأن تداول روايات سيف بن عمر الموضوعة وإهمال الروايات الصحيحة بين عامة الناس هي مطابقة رواياته مع ما أراده وتمناه المسلمون أن يحدث، لا ما حدث واقعاً.

مضمون الجزء الثاني من الكتاب

دواعي وضع الأسطورة

قال المؤلف في الجزء الثاني من كتابه أنّه تراءى له في دراسته الأوليّة أنّ دافع سيف بن عمر من وضع الروايات حصراً هو الدفاع عن كبار الصحابة وتصغير مقام معارضيهم، لكن انتهى بدراسته إلى هذه الرؤية بأنّ دافع سيف من وضع الروايات عاملان:

1.التعصب القبلي وإعلاء شأن بني عدنان أمام بني قحطان.

2.كفر سيف بن عمر بالإسلام. ولذلك السبب سعى إلى تحريف الحقائق التأريخية الإسلامية وأدخل الأساطير والخرافات في عقائد المسلمين.

أسطورات أخرى لسيف بن عمر

تابع المؤلف دراسته بالتدقيق في أساطير أخرى وضعها سيف، منها؛ انتشار الإسلام بالسيف والدّم، ارتداد أهل عمان واليمن، فتوحات لم تقع في الحقيقة، التحريف في أسماء الأشخاص و.. قارنها بروايات أخرى وفي القسم الثاني من الجزء الثاني للكتاب، أعاد دراسته حول عبد الله بن سبأ واستقرأ شخص عبد الله بن سبأ في الكتب الحديثية وكتب الملل والنحل.

ابن سبأ و السبئية

يقول المؤلف حول ابن سبأ والسبئية: السبئية تعني انتساب القبائل اليمينة الى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وترادفها مفردة القحطانية من حيث الإنتساب والكثير من رواة الحديث في صحاح أهل السنة، يلقبون بلقب الـ سبئي واشتهروا بهذا اللقب إلى منتصف القرن الثالث. ثم استعمل اللقب للطعن لبعض أصحاب الإمام علي (ع) ومناصري المختار من القبائل السبئية وأخيراً أطلق هذا اللقب على جميع شيعة الإمام علي (ع) ممن ينتمي إلى القبائل السبئية.

ثم وَضَع سيف بن عمر شخصية عبد الله بن سبأ ونقل الطبري عنه ونقل المؤرخون عن الطبري ثم استعملت مفردة السبئية إلى طائفة معيّنة في المذهب وقد هجر استعمال اللقب المذكور لمن ينتمي إلى القبائل السبئية. يعتقد المؤلف أنّ عبد الله بن سبأ هو نفس عبد الله بن وهب السبأي زعيم الخوارج في معركة نهروان.[٦]

الطبعة ودار النشر والترجمة

تم تحرير كتاب عبد الله بن سبأ في جزئين وبلغة عربية، وطبع للمرة الأولى عام 1375هـ في النجف الأشرف ومن بعده عام 1381هـ مع اضافات في القاهرة ومن بعده عام 1388هـ في بيروت، كانت تلك الطبعات بعيدة عن إشراف المؤلف فصاحبتها أخطاء عديدة. كانت الطبعة الرابعة عام 1393هـ تحت إشراف المؤلف في بيروت فأدخل تصحيحات وإضافات إليها.[٧]

ترجم الكتاب إلى لغات متعددة منها؛ الانجليزية والفارسية والأردو والتركية. وترجم الكتاب إلى الفارسية عام 1343هـ ش على يد أحمد فهري الزنجاني ومحمد صادق النجفي وهاشم هريسي تحت عنوان عبد الله بن سبا وديگر افسانه هاى تاريخى وتم طبعه بو اسطة انتشارات المجمع العلمي الإسلامي وكلية أصول الدين أيضاً.

صدى طباعة الكتاب

كتاب عبد الله بن سبأ ظهر له مؤيدون ومخالفون بعد طبعه وانتشاره، والذي أشار المؤلف إلى بعضهم في مقدمته الثالثة وقد ردّهم فيها. وعلّق أساتذة في جامعات العربية السعودية على الكتاب وطبعت التعليقات في بعض أعداد صحف البلاد. هذه التعليقات وردّها من السيد العسكري جمعت في كتاب تحت عنوان آراء وأصداء حول عبد الله بن سبأ وروايات سيف في الصحف السعودية.[٨]

  1. مقدمة الطبعة الأولى
  2. موقع كلية أصول الدين وموقع تبيان
  3. ج1، ص23-24
  4. ج1، ص29-34
  5. ج1، ص57
  6. ج2، ص189
  7. ج1، ص7 من الطبعة الرابعة
  8. الناشر: كلية أصول الدين، الطبعة الأولى 1379هـ ش