النبي داوود عليه السلام

من ويكي علوي
(بالتحويل من النبي داوود (ع))
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

النبي داوود عليه السلام، هو أحد أنبياء الله ومن أحفاد النبي يعقوب قالب:عليه السلام، ورد اسمه في القرآن الكريم 16 مرة. حكم داوود قالب:عليه السلام مع ما منحه الله تعالى من النبوة شعب بني إسرائيل وذلك بعد فتح أورشليم ووفاة ملكهم طالوت، فتولى داوود الحكم وكان عمره لا يزيد على ثلاثين سنة. نزل عليه كتاب الزبور، كما يمتلك داوود صوتاً جميلاً، ويحظى أيضاً بمكانة عالية عند اليهود، بالرغم من بعض الافتراءات عليه في كتبهم.

نسبه وعائلته

داوود بن ايشا[١] بن عويد بن عابر، ينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.[٢] كان داوود قصير القامة ذو بشرة سمراء وقليل الشعر،[٣] ولد مختوناً،[٤] ولده هو سليمان حيث خلّف حكمه بعده.[٥]

النبوة والملك

كان داود من أعظم أنبياء بني إسرائيل.[٦] أنزل الله عليه كتاب الزبور.[٧] كان هناك رجال يقودون الناس يسمون بالقضاة وذلك بعد النبي موسى والنبي يوشع قالب:عليهما السلام، وكان القاضي الأخير منهم هو صموئيل الذي طلب منه الإسرائيليون تعيين ملكاً لهم. وأصبح طالوت ملكاً عليهم.[٨]

في زمن النبي داوود اندلعت حرباً كبيرةً مع جالوت، فوعد طالوت جنوده أن من يقتل جالوت الذي هو من اشجع جنود العدو فسيعطيه نصف ماله ويزوجه ابنته.[٩] فتمكن داوود في تلك الحرب من قتل جالوت،[١٠] وحصل على نصف ثروة طالوت، وتزوج من ابنته أيضاً.[١١]

بقيت كل من النبوة والمُلك عند جيل خاص من أبناء يعقوب، ولكن الله خصص لداوود هذين المقامين معاً،[١٢] وبعد وفاة طالوت أصبح داود ملكاً على بني إسرائيل.[١٣] ذُكر ملكه في الكتاب العاشر والحادي عشر من العهد القديم، وهما "سفر صموئيل الثاني" و "سفر الملوك الأول".[١٤]

ذكر الإمام باقر عليه السلام أن النبي داود أحد الأنبياء القلائل الذين وصلوا إلى الحكم.[١٥] كان النبي داود معاصراً للقمان، وعندما نصحه لقمان الحكيم أثنى عليه داود.[١٦] كما احتلت أورشليم في عهده.[١٧]

الزبور

الزبور هو كتاب أُنزل على النبي داود بحسب ما جاء في القرآن الكريم والمصادر الإسلامية. يشتمل هذا الكتاب على مجموعة من النصائح والحكم والمناجاة مع الله. ورد اسم الزبور ثلاث مرات في القرآن وتحديداً في سورة النساء،[١٨] والأنبياء،[١٩] والإسراء.[٢٠] ذكر زبور داود بعنوان "المزامير" في الكتاب السابع عشر من العهد القديم ويحتوي على 150 قطعة مناجاة.[٢١]

صفاته البارزة

ذكرت الآيات والروايات صفات كثيرة للنبي داود، فبحسب آيات القرآن كان النبي داود يفهم لغة الحيوانات،[٢٢] وأعطاه الله الحكم والحكمة وعلّمه ما يريد.[٢٣] كان داوود كثير العبادة والخشوع وشديد البكاء خوفاً من الله تعالى،[٢٤] ذكر الشيخ الطوسي في تفسيره التبيان في الآية 10 من سورة سبأ، قالب:قرآن، إن الله أنزل عليه الزبور وأعطاه الصوت الجميل، وهما من بين الفضائل الإلهية التي أشارت لها الآية،[٢٥] وقد وردت روايات مختلفة عن عبادة داود.[٢٦] مثل كثرة صومه، حيث كان النبي داود يصوم يوماً واحداً ثم يستريح يوماً آخراً ويصوم مرةً أخرى وهكذا.[٢٧]

وعلى أساس آيات القرآن كانت الطيور والجبال تسبح معه،[٢٨] وذكر العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار ثلاثة احتمالات لتسبيح الجبال، وهي: إن تسبيح الجبال كناية عن تسبيح الملائكة الساكنين فيها، أو بمعنى إيجاد صوت التسبيح فيها، أو أن للجبال شعور ويمكنها التسبيح.[٢٩]

الحكم

أعطى الله لداود الحكمة وفصل الخطاب، وأمره أن يقضي بين الناس.[٣٠] يذكر القرآن حالات حكم النبي داود.[٣١] كما ذكرت الآية 26 من سورة ص مقام الخلافة لداود. وبحسب ما ذهب إليه العلامة الطباطبائي فإن ظاهر الخلافة هو نفسه خلافة الله، والتي من شؤونها القضاء والحكم بالحق بين الناس.[٣٢] ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أن إمام الزمان بعد ظهوره يحكم بما حكم به النبي داوود عليه السلام.[٣٣]

ذكر القرآن في سورة ص أن داوود أخطأ بحكمه، وفي هذه القصة جاء شخصان إلى داود، وقال أحدهما: إن لأخي 99 نعجة، وأنا ليس لي غير نعجةٍ واحدة، وهو يصرُّ على أخذها مني.[٣٤] فأصدر داود حكماً دون سماع كلام الطرف الآخر، وأعطى الحق لصالح الشخص الأول.[٣٥] ثم أدرك داوود أن هذا كان امتحاناً إلهياً، وأنه ارتكب خطأ، فاستغفر داوود ربه على ذلك وسجد وتاب.[٣٦]

صناعة الدروع

يذكر القرآن أن الله علم داود صنعةً لبوساً وهي صناعة الدروع قالب:قرآن.[٣٧] جاء في بعض المصادر الروائية أن الله أشاد بالنبي داود واعتبره عبداً صالحاً، لكنه كان لا يمتلك عملاً وكان يرتزق من بيت المال، فحزن داوود وبكى على ذلك، فعلمه الله صناعة الدروع، فكان يصنع ويبيع ولم يعد بحاجة إلى بيت المال، ويعتبر داوود أول من صنع الدروع وعلمها ثم سرت صناعتها إلى من بعده.[٣٨]

الصوت الجميل

كان يمتلك النبي داود صوتاً جميلاً،[٣٩] لم يمنحه الله لأيّ شخص مثله، بحيث كانت الحيوانات تقترب من داوود عند قرائته لكتاب الزبور وتستمع إليه.[٤٠]

داوود عند اليهود

كان للنبي داود مكانة عالية في نظر اليهود، وقد رويت العديد من قصصه في الكتاب المقدس.[٤١] كما أخذ العديد من هذه القصص طريقها إلى المصادر الإسلامية وتم تصنيفها بالإسرائيليات؛[٤٢] لأن بعضها لا ينسجم مع المبادئ الإسلامية.

الزنا بالمرأة المتزوجة

نقلت قصة طويلة في التوراة مفادها أن داود ارتكب الزنا مع امرأة متزوجة.[٤٣] انعكس جزء من هذه القصة في الكتب الروائية الإسلامية، بالرغم من أن هذه القصة لا تنسجم مع معتقدات المسلمين، كما خالفت المصادر الشيعية هذا التهمة والافتراء على النبي داوود.[٤٤] يقول الإمام علي عليه السلام: "من جيء به إليّ بأنه كان يقول إن داود جامع أوريا، فسأوقع عليه حدَين: إحداهما لإهانة مكانة النبوة، والأخرى لافترائه وتهمته القبيحة للنبي داود ظلماً".[٤٥]

نجمة داوود

تتكون نجمة داود سداسية الأضلاع من مثلثين، وكانا بالأصل هرمين، أحدهما رأسه إلى الأعلى والآخر إلى الأسفل. هناك اختلاف في قدم هذا الرمز، حيث اعتبر البعض أن هذا الرمز يعود إلى زمن داوود وهي درعه، والبعض الآخر اعتبر أن هذا الرمز استخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التي كانت تشمل السحر والشعوذة، فيعود إلى القرن السادس إلى السابع الميلادي، والذي له قيم مختلفة بناءً على التصوف اليهودي.

وفاته

توفي النبي داود وعمره 100 عام، بعد أن أمضى أربعين عاماً من الحكم.[٤٦]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • القرآن الکريم
  • الكتاب المقدس
  • ابن اثیر الجزري، علي بن محمد، الکامل في التاریخ، بیروت - لبنان، دار صادر، 1385 ش.
  • ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، دیوان المبتدأ والخبر في تاریخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأکبر، "تاریخ ابن خلدون"، تحقیق: خلیل شحادة، بیروت - لبنان، دار الفکر، ط2، 1408 هـ.
  • ابن کثیر الدمشقي، إسماعیل بن عمر، البدایة والنهایة، بیروت - لبنان، دار الفکر، 1407 هـ.
  • ابن ماجة، محمد بن یزید، سنن ابن ماجة، دار إحیاء الکتب العربیة، فیصل عیسی الحلبي، د.ط، د.ت.
  • ابن‌ عساکر، علی بن حسن، تاریخ مدینة دمشق، بیروت - لبنان، دار الفکر، د.ط، 1415 هـ.
  • البروجردي، محمد إبراهیم، التفسیر الجامع، نشر الصدر، طهران - إيران، ط6، 1366 ش.
  • التوفیقي، حسین، معرفة الأديان الأساسية، مرکز تحقیقات رایانه‌ای قائمیه، أصفهان - إيران، 1385 ش.
  • الحمیري، عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد، مؤسسة آل‌البیت (ع)، قم - إيران، ط1، 1413 هـ.
  • الدینوري، أبو حنیفة أحمد بن داوود، الأخبار الطوال، نشر الرضي، قم - إيران، د.ط، 1368 ش.
  • الصدوق، الخصال، تحقيق: علي أکبر غفاري، مكتب النشر الإسلامي، قم - إيران، ط1، 1362 ش.
  • الصدوق، کمال الدین وتمام النعمة، تحقيق: علي أکبر غفاري، دار الکتب الاسلامیة، طهران - إيران، ط2، 1395 هـ.
  • القمي، علي بن إبراهیم، تفسیر القمي، تحقيق: سید طیب، دار الکتاب، قم - إيران، ط3، 1404 هـ.
  • الکلیني، محمد بن یعقوب، الکافي، دار الحدیث، قم - إيران، ط1، 1429 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، دار إحیاء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط2، 1403 هـ.
  • المقریزي، تقي الدین، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقیق: محمد عبد الحمید، دار الکتب العلمیة، بیروت - لبنان، ط1، 1420 هـ.
  • مکارم الشیرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، دار الکتب الإسلامیة، طهران - إيران، ط1، 1374 ش.
  1. ابن‌ خلدون، تاریخ ابن خلدون، ج2، ص110.
  2. الدینوري، الأخبار الطوال، ص18.
  3. ابن‌ الأثیر، الکامل، ج1، ص223.
  4. المجلسي، بحار الأنوار، ج10، ص77.
  5. البروجردي، التفسیر الجامع، ج5، ص106.
  6. مکارم الشیرازي، تفسیر الأمثل، ج19،‌ ص236.
  7. سورة النساء: 163.
  8. التوفیقي، معرفة الديانات الأساسية، ص51.
  9. ابن‌ عساکر، تاریخ مدینة دمشق، ج17، ص81.
  10. سورة البقرة: 251.
  11. ابن‌ عساکر، تاریخ مدینة دمشق، ج17، ص83.
  12. ابن‌ کثیر، البدایة والنهایة، ج2،‌ ص10.
  13. ابن‌ الأثیر، الکامل، ج1، ص223.
  14. التوفیقي، معرفة الديانات الأساسية، ص49-50.
  15. المجلسي، بحار الأنوار، ج12، ص181.
  16. القمي، تفسیر القمي، ج2، ص163.
  17. المقریزي، إمتاع الأسماع، ج12، ص356.
  18. سورة النساء: 163.
  19. سورة الأنبياء: 105.
  20. سورة الإسراء: 55.
  21. التوفیقي، معرفة الأديان الأساسية، ص49-50.
  22. سورة البقرة: 251.
  23. ابن‌ اثیر، الکامل، ج1، ص223.
  24. الطوسي، التبیان، ج8، ص379.
  25. ابن‌ عساکر، تاریخ مدینة دمشق، ج17، ص86.
  26. ابن ماجه، سنن ابن ماجه، ج1، ص546.
  27. الحمیري، قرب الإسناد، ص90.
  28. سوره الأنبیاء: 79.
  29. المجلسي، بحار الأنوار، ج14، ص3 - 4.
  30. سورة ص: 26.
  31. سورة الأنبیاء: 78 - 79.
  32. الطباطبائي، تفسير المیزان، ج17، ص194 - 195.
  33. الکلیني، الکافي، ج2، ص632.
  34. سورة ص: 23.
  35. مکارم الشیرازي، تفسیر الأمثل، ج19، ص248.
  36. سورة ص: 24.
  37. سورة الأنبیاء: 80.
  38. الکلیني، الکافي، ج9، ص539.
  39. المقریزي، إمتاع الأسماع، ج4، ص207.
  40. المجلسي، بحار الأنوار، ج14، ص14.
  41. الکتاب المقدس، سموئیل1: الباب 16-30. سموئیل2.
  42. ابن‌ کثیر، البدایة والنهایة، ج2، ص13.
  43. الکتاب المقدس، سموئیل2،‌ باب11.
  44. الکتاب المقدس، سموئیل2،‌ باب11.
  45. المجلسي، بحار الأنوار، ج14، ص26.
  46. الصدوق، کمال الدین، ج2، ص524.