سورة الأنبياء
سورة الأنبياء، هي السورة الواحدة والعشرون ضمن الجزء السابع عشر من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من ذكر ستة عشر نبياً فيها. تتحدث عن صبرهم وجهادهم وما تحملوه من عذابٍ ومعاناةٍ، وهم: موسى وهارون وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذو الكفل وذو النون وزكريا ويحيى عليهم السلام، كما هناك أنبياء آخرون لم تُذكر أسماؤهم صريحاً، لكن قد ورد الكلام حولهم كرسول الله محمد صلی الله عليه وآله وسلم والمسيح عيسى بن مريم ، كما تتحدث السورة عن مسألة المعاد، والتوحيد، وخلق العالم وتدبيره، وانتصار الحق على الباطل.
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (22): قالب:قرآن، وقوله تعالى في الآية (87-88): قالب:قرآن، وقوله تعالى في الآية (105): قالب:قرآن.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق قال: من قرأ سورة الأنبياء حباً لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم، وكان مُهيباً في أعين الناس في حياة الدنيا.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بـــ (الأنبياء)؛ لأنها تستعرض جهاد وصبر ستة عشر نبياً، وتُبيّن ما تحمّلوه من عذابٍ ومعاناةٍ، وهم:موسى وهارون وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذو الكفل وذو النون وزكريا ويحيى عليهم السلام،[١] وتُعتبر من سور المئين، أي: السور التي تربو آياتها على المائة.[٢]
ترتيب نزولها
سورة الأنبياء، من السور المكية،[٣] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (73)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (17) بالتسلسل (21) من سور القرآن.[٤] آياتها (112)، تتألف من (1177) كلمة في (5093) حرف.[٥]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (أَضْغَاثُ): جمع ضغث، والأصل فيه يُطلق على قبضة من حشيش مختلط رطبها بيابسها، والمراد هنا: رؤيا كاذبة لا تأويل لها لاختلاطها.
- (رَتْقًا): الرتق: الضم والالتحام.
- (جُذَاذًا): فتاتاً وقطعاً.
- (نَفَشَتْ): الرعي بالليل بلا راعٍ، أي: تنتشر بالليل فترعى بدون راعٍ.
- (حَدَبٍ يَنسِلُونَ): الحدب: ما ارتفع من الأرض، وينسلون: يُسرعون.[٦]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن ستة عشر نبياً وهم: موسى وهارون وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذو الكفل وذو النون وزكريا ويحيى عليهم السلام، كما هناك أنبياء آخرين لم تُذكر أسماؤهم صريحاً، لكن قد ورد الكلام حولهم كرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم والمسيح عيسى بن مريم .
- الثاني: يتحدث عن مسألة المبدأ والمعاد، وبقية العقائد الدينية، كتوحيد الخالق.
- الثالث: يتحدث عن خلق العالم على أساس الهدف والتخطيط، ووحدة القوانين الحاكمة، واشتراك الموجودات في مسألة الفناء والموت.
- الرابع: يتحدث عن انتصار الحق على الباطل، والتوحيد على الشرك، وجنود الحق على جنود إبليس.[٧]
آياتها المشهورة
الآية 22
قوله تعالى: قالب:قرآن.[٨] جاء في كتب التفسير: لو كان في السماء والأرض آلهة سوى الله لفسدتا وما استقامتا وفسد من فيهما ولم ينتظم أمرهم، وهذا الدليل يسمى دليل التمانع الذي بنى عليه المتكلّمون مسألة التوحيد.[٩]
الآية 87 - 88
قوله تعالى: قالب:قرآن.[١٠] جاء في كتب التفسير: تُبيّن هاتان الآيتان جانباً من قصة النبي يونس حينما ترك قومه المشركين غاضباً عليهم، و(النون) تعني الحوت، وبناءً على هذا فإنّ (ذا النون) معناه صاحب الحوت،[١١] وهذه الآية هي إحدى الآيات التي تُقرأ في صلاة الغفيلة في الركعة الأولى منها، [١٢] والمقطع من الآية قالب:قرآن لم يكن الأمر خاص بيونس ، بل هو لطف الله الشامل، فكل مؤمن يعتذر من ربه عن تقصيره، ويسأله العون والمدد والرحمة، فإنّ الله سيستجيب له ويكشف عنه غمّه.[١٣] ويُسمى هذا الدعاء بذكر اليونسية، حيث يوصي علماء الأخلاق المداومة عليه وخصوصاً أثناء السجود، وقد ورد في ذلك عن النبي (ص): «ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلا استجيب له».[١٤]
الآية 105
قوله تعالى: قالب:قرآن.[١٥] جاء في كتب التفسير: إنّ الحكم والسلطان في الأرض وإن كان الآن بأيدي الطغاة الفجرة، فإنّ الله سينقله من أيديهم إلى الطيبين الأخيار لا مُحالة، وعندها يعمّ الأمن والعدل في الكرة الأرضية، وينعم بخيراتها وبركاتها كل الناس، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة، منها: عن النبي (ص): «لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً».[١٦]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من قرأ اقترب للناس حسابهم، حاسبه الله حساباً يسيراً، وصافحه وسلّم عليه كل نبي ذُكر اسمه في القرآن».[١٧]
- عن الإمام الصادق قال: «من قرأ سورة الأنبياء حباً لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم، وكان مُهيباً في أعين الناس في حياة الدنيا».[١٨]
قبلها سورة طه |
سورة الأنبياء |
بعدها سورة الحج |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الصدر، محمد محمد صادق، ما وراء الفقه، بيروت، دار الأضواء، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الفيض الكاشاني، محسن، تفسير الصافي، بيروت- لبنان، مؤسسة الأعلمي، د. ط، د.ت..
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 10، ص 294.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 9، ص 3؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 22، ص 120.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1242.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 10، ص 296-361.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 8، ص 227.
- ↑ سورة الأنبياء: 22.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 121.
- ↑ سورة الأنبياء: 87-88.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 8، ص 215.
- ↑ الصدر، ما وراء الفقه، ج 1، ص 62.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 8، ص 216.
- ↑ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 3، 353.
- ↑ سورة الأنبياء: 105.
- ↑ مغنية، تفسير الكاشف، ج 5، ص 302.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 3، ص 976.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 4، ص 451.