الميرزا أبو القاسم القمي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الميرزا أبوالقاسم بن محمد حسن الشفتي القمي (1150 - 1231 هـ) المشهور بـ"الميرزا القمي" أو "المحقق القمي" من مراجع الشيعة في القرن الثالث عشر الهجري.

عاصر البعض من سلاطين القاجار وقد كان يوصيهم بالتساهل والتسامح مع الشعب الإيراني والحفاظ على الدين والمذهب.

أبرز تصانيفه "كتاب القوانين" الذي انتسب اليه فأصبح يلقب بـ"صاحب القوانين" أيضاً.

من آرائه الخاصة الفقهية هي حجية الظن المطلق واجتماع الأمر والنهي في الشيء الواحد وجواز القضاء للمقلّد بفتوى المرجع الديني.

حياته

ولد الميرزا القمي سنة 1150 هـ في قرية دره باغ (بمنطقة جابَلَق - قرية واقعة على بعد 12 كيلومتراً عن مدينة بروجرد - غربي إيران)،[١]وتوفي سنة 1231 هـ في مدينة قم ودفن بـمقبرة شيخان بالقرب من مقام السيدة معصومة. كما اعتبرت بعض المصادر ولادته في سنة 1151 و1153 وأيضاً وفاته سنة 1233 الهجرية.[٢]

كان أبوه المولى حسن من أهالي شّفـت (التابعة لبلدة فومن القريبة من مدينة رشت في منطقة جيلان - المطلّة على بحر قزوين - شمالي إيران). قد هاجر والده إلى أصفهان للدراسة في حوزتها العلمية ومن ثم إلى جابلق.[٣]

الشخصية

تعلم قواعد الأدب بشقيه الفارسي والعربي لدى أبيه في قرية دره باغ ثم بعده ذهب إلى خوانسار وتتلمذ على السيد حسين الخوانساري هناك ودرس الفقه والأصول لبضع سنوات وتزوّج من رضيعة الأستاذ. ولمواصلة الدراسة هاجر إلى العراق وحضر دروس السيد الوحيد البهبهاني في كربلاء.

بعد ذلك عاد إلى دره باغ مجازاً من شيخه البهبهاني وذهب إلى قرية قلعة بابو - في منطقة جابلق - ثم انتقل إلى أصفهان في مدرسة كاسه كران، وبعدها إلى مدينة شيراز، إذ تزامنت تلك الفترة أيام حكم السلطان كريم خان الزندي، فبقي سنتين أو ثلاثة هناك، ثم عاد إلى قرية بابو مرة أخرى، واشتغل عليه بعض الطلاب في الفقه والأصول ولكن لما كان البلد خالياً من العلماء والفضلاء والطلبة وأمر معاشه فيها ضيقا انتقل إلى مدينة قم وتوطّن فيها وذاع صيته في إيران وقلّده الناس وبقي هناك إلى أن توفي فيها.

كان مدة إقامته فيها مشغولاً بالتأليف والتصنيف والمقابلة والتدريس وأجوبة الاستفتاء وصلاة الجمعة والجماعة وإرشاد الخلق.[٤]

العلمية

يقول الأمين نقلاً عن أقوال العلماء فيه: كان مجتهداً محققاً مدقّقاً فقيهاً أصولياً علامةً رئيساً مبرزاً. اشتهر بين العلماء بالمحقق القمي وفي عباراته شيء من الإغلاق وانفرد بعدة أقوال في الأصول والفقه عن المشهور كقوله بـحجية الظّن المطلق واجتماع الأمر والنهي في شيء واحد شخصي وجواز القضاء لـلمقلّد برأي المجتهد وغير ذلك.[٥]

تلاميذه

من تلاميذه:

  1. الشيخ أسد الله التستري (صاحب المقابيس)
  2. السيد محسن الأعرجي
  3. الكرباسي (صاحب الإشارات)
  4. السيد عبد الله الشبّر (صاحب المصابيح)
  5. السيد مهدي الموسوي الخوانساري (مؤلف الرسالة المبسوطة في أحوال أبي بصير)
  6. السيد علي (شارح منظومة بحر العلوم)
  7. السيد جواد العاملي (مؤلف مفتاح الكرامة).[٦]

نشاطاته

قد عاصر عدداً من السلاطين، منهم أغا محمد خان وفتحعلي شاه القاجاريين وكاتَب الأخير، ففي أحد كتاباته وجّه نصيحة لفتحعلي شاه بأن يتعامل مع الناس بأسلوب مرِن، وفي الآخر حثّه بالبقاء والاستمرار على الطريق السويّ المتمثل بـالمذهب الجعفري وحذرّه من الميول إلى التصوّف.[٧]

مؤلفاته

يقال بأنه قام بتأليف أكثر من ألف مقال في مختلف العلوم والمواضيع؛ منها:


المصادر والمراجع

  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1406 هـ.
  • الميرزا القمي، أبو القاسم، جامع الشتات في أجوبة السؤالات (بالفارسي) ت: الرضوي، طهران، مرتضى، كيهان، 1413 هـ.
  • الحسيني السيدي، علي، مقدمة منهاج الأحكام، د.م، د.ن، د.ت.
  1. القمي، الميرزا أبو القاسم، جامع الشتات، المقدمة، ص 8.
  2. القمي، الميرزا أبو القاسم، جامع الشتات، المقدمة، ص 9.
  3. القمي، الميرزا أبو القاسم، جامع الشتات، المقدمة، ص 8.
  4. الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 412.
  5. الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 411.
  6. الحسيني السيدي، علي، مقدمة منهاج الأحكام، ص 6.
  7. الأمين، أعيان الشيعة، ص411.
  8. الحسيني السيدي، علي، مقدمة منهاج الأحكام، ص 6.