المسيب بن نجبة الفزاري

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

المُسَيَّب بن نَجَبَة الفَزاري (شهادة 65 هـ)، من أصحاب أمير المؤمنينقالب:اختصار/ع، ومن قادة ثورة التوابين.

شارك في معركة القادسية في فتح العراق، كما شارك في معارك الإمام عليقالب:اختصار/ع. وكان ممن كاتبوا الإمام الحسينقالب:اختصار/ع يدعونه إلى الكوفة،‌ إلا أنّه لم يشارك في واقعة الطف، وعندما قامت ثورة التوابين كان أحد قادة الثورة مع سليمان بن صرد الخزاعي، وعبد الله بن سعد الأزدي، وعبد الله بن وال التميمي، ورفاعة بن شداد البجلي، وفي معركة عين الوردة حمل الراية بعد مقتل سليمان بن صرد، وقاتل حتى ستشهد.

حياته

اختلفت المصادر في ضبط اسمه، ومن جملة ما ذكروا: المسيب بن نجيبة،[١] والمسيب بن نجية،[٢] والمسيب بن نجبة الفزاري[٣].

كان المسيب من رؤوس قومه في الكوفة ومن وجوه الشيعة، حيث كان من أصحاب أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين.علیهم السلام[٤] ويعدّ المسيب من التابعين، وكان شجاعا عابدا.[٥]

شارك في حروب الإمام علي (الجمل وصفين ونهروان).[٦] ومن قبلها شارك في معركة القادسية في فتح العراق.[٧]

دوره في واقعة كربلاء

عندما توفي معاوية خلفه ابنه يزيد، فلم يبايعه الإمام الحسينقالب:اختصار/ع، فكتب له أهالي الكوفة يدعونه إليهم ليتولى إمارتها، فأول من كتب الرسالة المسيب بن نجبة وسليمان بن صرد الخزاعي وحبيب بن مظاهر وآخرون. وقد ورد في هذا الكتاب:

«...فالحمد للّه الّذي قصمَ عدوَك الجبّارَ العنيد، الّذي انتزى على هذه الأمّة فابتزها أمرها، وغصبها فَيئَها، وتأمّرَ عليها بغير رضىً منها... إنّه ليس علينا إمام، فأقبلْ لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الحقِ، والنُّعمانُ بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجَمِّعُ معه في جمعةٍ، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا أنّك أقبلت إلينا أخرجناه حتّى نُلحقَه بالشام إن شاء اللّه.»[٨]

وصل الكتاب إلى الإمام الحسين في رمضان عام 60 هـ.[٩]

ورغم أنّ المسيب كان ممن دعا الحسينقالب:اختصار/ع إلى الكوفة، إلا أنه لم يقم بمناصرته ولم يلتحق به في كربلاء.

الندامة على ترك مناصرة الحسين

بعد استشهاد الإمام الحسينقالب:اختصار/ع في واقعة كربلاء، ندم المسيب بن نجبة وسائر رؤوس الشيعة في الكوفة، مثل سليمان بن صرد، فلاموا أنفسهم بشدة لترك مناصرة الحسين بن علي، رغم أنهم دعوه إليهم وجاءهم سفيره مسلم بن عقيل. وعلى أثر ذلك تهيؤوا للخروج لأجل الأخذ بثأر الحسينقالب:اختصار/ع.[١٠]

وروي أنّ المسيب قام خطيبا بين التوابين، فقال:

«...وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا، فوجدنا الله كاذبين في كل موطن من مواطن ابن بنت نبيه، وقد بلغنا قبل ذلك كتبه ورسله، واعذر إلينا، فسألنا نصره عودا وبدءا وعلانية، فبخلنا عنه بأنفسنا، حتى قتل إلى جانبنا، لا نحن نصرناه بأيدينا، ولا جادلنا عنه بألسنتنا، ولا قويناه بأموالنا، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا، فما عذرنا عند ربنا، وعند لقاء نبينا، وقد قتل فينا ولد حبيبه وذريته ونسله. لا والله لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالين عليه، أو تقتلوا في طلب ذلك فعسى ربنا أن يرضى عنا عند ذلك ولا أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن.»[١١]

مقتله في ثورة التوابين

تولى المسيب بن نجبة مع سائر رؤوس الشيعة بالكوفة مثل سليمان بن صرد ورفاعة بن شداد أمر تنظيم ثورة التوابين، فخرج جيش التوابين بأربعة آلاف مقاتل لمحاربة الجيش الأموي، وفي معركة عين الوردة بعد أن قًتل سليمان بن صرد قائد التوابين، أخذ الراية المسيب بن نجبة، وتولى القيادة وقاتل الأمويين إلى أن قتل.[١٢]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • ابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت،‌ دار صادر، 1385 هـ.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415 هـ.
  • چناراني، محمدعلي، قيام توابين، مشهد، آستان قدس رضوي، 1383ش.
  • الذهبي، تاريخ الإسلام و وفيات المشاهير و الأعلام، بيروت، دارالكتاب العربي، 1410 هـ.
  • الزركلي، خير الدين، الأعلام، بيروت،‌ دار العلم للملايين، 1989م.
  • القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين عليه السلام، بيروت، دار البلاغة، 1412 هـ.
  • المسعودي، مروج الذهب، قم، دار الهجرة، 1409 هـ.
  • مسلم بن الحجاج، الكنى والألقاب، المدينة المنورة، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، 1404 هـ.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413 هـ.
  • الواقدي، محمد بن عمر، فتوح الشام، بیروت، دار الکتب العلمية، 1417 هـ.
  1. الواقدي، فتوح الشام، ج2، ص247.
  2. مسلم بن الحجاج، الكنى والألقاب، ج1 ص86.
  3. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج6، ص234
  4. الأمين، أعيان الشيعة، ج10، ص125.
  5. الزركلي، الأعلام، ج7، ص225 - 226.
  6. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج6، ص234.
  7. الأمين، أعيان الشيعة، ج48، ص125؛ چناراني، قيام توابين، ص53.
  8. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص37.
  9. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص37.
  10. القرشي، حياة الإمام الحسين، ج3، ص362.
  11. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص159.
  12. المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص94؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج5، ص248.