الرباب بنت امرئ القيس
الرَباب بنت امرئ القيس، زوجة الإمام الحسين
وأم سكينة وعبدالله الرضيع. أدركت واقعة الطف، وسارت مع ركب سبايا كربلاء إلى الشام.
كانت الرباب من خيار النساء أدباً وعقلاً، وقد ورد أنّها توفيت إثر معركة كربلاء، وذلك لما رأته من مصائب مؤلمة من أحداثها، كما لها شعر في واقعة كربلاء أيضاً.
نسبها
هي بنت امرؤ القيس بن عدي التغلبي. أسلم أبوها في خلافة عمر وكان نصرانياً من عرب الشام،[١] وأمها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب.[٢]
زواجها من الإمام الحسين (ع)
بعد أن يروي مؤلف الأغاني بسنده قصة إسلام إمرئ القيس وكيف التقى بعلي بن أبي طالب، يذكر بأنه كيف خطب إليه علي بناته له ولولديه الحسنين، فقال قد زوجتك -يا علي- المحياة ابنتي، وزوجتك -يا حسن- سلمى، وزوجتك -يا حسين- الرباب بناتي، فولدت الرباب للحسين سكينة عقيلة قريش وعبد الله الذي قتل يوم الطف.[٣] قالب:شجرة الإمام الحسين (ع) ويبدو أن الشخص الوحيد الذي روى هذا الحدث يدعى "عوف" واسم أبيه حسب كتاب أنساب الأشراف، حارثة وحسب تاريخ مدينة دمشق والأغاني هو "خارجة".[٤]كما جاء في أنساب الأشراف أنجبت محياة لعلي طفلاً باسم أم يعلى، وأما سلمى فلم تنجب للحسن، وأما الرباب أنجبت سكينة للحسين.[٥]ونظراً لإنفراد الناقل لهذه الرواية وما عدَّ المفيد لعلي بن أبي طالب من أولاد وعدم تطرقه إلى شخصية باسم أم يعلى من ضمن الأولاد، فمن الصعب تقبل رواية الخطوبة والزواج بهذا الأسلوب وفي أول لقاء وفي مجلس واحد، وإنها على الأقل مثيرة لتساؤلات كثيرة، مسكوت عنها في الرواية.
الأولاد
كان للإمام الحسين (ع) ولدان من الرباب، "سكينة" و"عبدالله" الذي استشهد رضيعاً يوم عاشوراء في حجر أبيه.[٦]
منزلة الرباب عند الإمام
وقد عرفت الرباب بمكانتها المرموقة عند الحسين،[٧] حتى ورد أبيات من الشعر منسوب للإمام الحسين في حقها وسكينة: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت[٨] قالب:نهاية قصيدة
في واقعة كربلاء
كانت الرباب حاضرة في كربلاء استناداً للقرائن والأدلة الواردة، وأخذت إلى الشام مع بقيّة السبايا.[٩] بعدما كانت شاهدة على واقعة كربلاء، وعلى استشهاد طفلها الرضيع عبدالله في حضن أبيه.[١٠] يقول ابن كثير الدمشقي: أنها كانت مع الإمام الحسين بكربلاء وعند مقتله فجعت وجزعت له.[١١] يقال أن الرباب حضنت رأس الحسين في مجلس ابن زياد، وقبلّته، ثم أنشدت الأبيات التالية: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت[١٢] قالب:نهاية قصيدة
بعد فاجعة كربلاء
هناك روايات تقول أنّها بقيت في كربلاء عند مدفن الحسين لمدة سنة، ثمّ رجعت إلى المدينة.[١٣] لكن الشهيد قاضي الطباطبائي يعتقد بأنّ الرباب قد أقامت العزاء على الحسين في المدينة، وليس في كربلاء، ويقول: مما لا يليق بشأن الإمامة أن يسمح لها الامام السجاد بذلك، أو أن ترضى بالبقاء وحيدة ولمدة سنة في أرض كربلاء، كما لم يؤكد أحد أنها قد بقيت إلى جانب القبر، ولم يفصح ابن الأثير عن اسم شخص قائل بهذا القول.[١٤]
بحسب ابن الأثير رفضت الرباب - طوال الفترة التي عاشت فيها بعد واقعة الطف - الزواج مرة أخرى بعد أن جاءها خطاب في المدينة من بينهم أشراف وسادة قريش. كانت تقول:ما كنت لأتخذ حماً بعد رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم.[١٥]
فقد عبرت الرباب عن مشاعرها في قصائد وأبيات نسبت إليها: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت[١٦] قالب:نهاية قصيدة عن مصقلة الطحان يقول: سمعت أبا عبد الله يقول: لما قتل الحسين أقامت امرأته الكلبية عليه مأتماً، وبكت وبكين النساء والخدم، حتى جفت دموعهن، وذهبت، فبينما هي كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكي، ودموعها تسيل، فدعتها، فقالت لها: مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت: "إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق"، فأمرت الرباب بالطعام والأسوقة، فأكلت، وشربت، وأطعمت، وسقت، وقالت: إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين.[١٧]
ينسب ابن كثير هذا البيت إليها: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت[١٨] قالب:نهاية قصيدة وقد بقيت الرباب سنة بعد شهادة الحسين لم يظلها سقف بيت حزناً على الحسين حتى بليت وماتت كمداً عليه، وذلك بعد استشهاد الحسين بسنة، ودفنت بالمدينة.[١٩]
الهوامش
المصادر والمراجع
- الأمين العاملي، السيد محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف، د.ت.
- المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، بيروت، مطبعة المفيد، 1414 هـ.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، بيروت، دار الفكر، 1417 هـ.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
- أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1415 هـ/ 1994 م.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1408 هـ.
- القاضي الطباطبائي، محمد علي، دراسة حول الأربعينية الأولي بعد استشهاد سيد الشهداء، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي رابطة الطبع والنشر، 1383 هـ.
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385 هـ/ 1965 م.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دارالكتب الإسلامية، 1363 هـ.
- الريشهري، محمد، موسوعة الإمام الحسين في الكتاب والسنة والتاريخ، بمساعدة: السيد محمود طباطبائي نجاد والسيد روح الله السيدطبائي، ترجمة: عبدالهادي المسعودي، قم، دارالحديث، 1430 هـ.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 6، ص 449.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 6، ص 449.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج6، ص449.
- ↑ الإصفهاني، الأغاني، ج16، ص361.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص195.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج2، ص135.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص228.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج6، ص449.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص47؛ الزبيري، نسب قريش، ص59؛ المفيد، الإرشاد، ج2، ص135.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج6، ص449.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص229.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص234.
- ↑ العسقلاني، الإصابة، ج1، ص355.
- ↑ القاضي الطباطبائي، دراسة حول الأربعينية الأولى بعد استشهاد سيد الشهداء، ص198-200.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص88.
- ↑ موسوعة الإمام الحسين، ج1، ص292-293.
- ↑ الكليني، الكافي، ج1، ص466.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص229.
- ↑ الإصفهاني، الأغاني، ج8، ص158.