آية الوسيلة
آية الوسيلة هي الآية الخامسة والثلاثون (35) من سورة المائدة التي جعلت شرط الفوز بالنعيم والخير الالتزام بالتقوى، واختيار وسيلة للتقرب إلى الله والجهاد في سبيل الله.
قال المفسرون أن المقصود من الوسيلة في الآية هو الإيمان بالله ورسوله، والعمل الصالح، والصلاة، والصوم، وطلب الشفاعة من الأنبياء والأئمة والقسم بالله بمقام الأنبياء والأئمة عليهم السلام.
نص الآية
وهي الآية 35 من سورة المائدة، قال تعالى: یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَیهِ الْوَسِیلَةَ وَجَاهِدُوا فِی سَبِیلِهِ لَعَلَّکمْ تُفْلِحُونَ
مضمون الآية
قالوا في معنى الوسيلة الواردة في الآية 35 من سورة المائدة هو التوصّل إلى الشيء برغبة وهي أخصّ من الوصيلة، لتضمّنها لمعنى الرّغبة. وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى: مراعاة سبيله بالعلم والعبادة.[١] بمعنى أنه أولا أن يحيط علما بالأحكام الإلهية ويتعبّد بها ومن ثم يسعى إلى العمل بالمستحبات.[٢]
رأى العلامة الطباطبائي أن الوسيلة نوع من التوصل وهو اتصالا معنويا بما يوصل بين العبد وربه حيث إنّ الله منزّه عن المكان والجسم؛ ولا رابط يربط العبد بربه إلا بالعبودية، وأما العلم والعمل فكما أورده الراغب في مفرداته فإنهما من لوازم الوسيلة وأدواتها.[٣]
بيّنت هذه الآية أنّه يمكن وصول العباد إلى الفلاح في سلوك ثلاث طرق وهي: الالتزام بالتقوى، وطلب الوسيلة في التقرب إلى الله والجهاد في سبيل الله.[٤]
البعض فسّر أنّ المقصود من الجهاد في الآية هو معناه العام الذي يشمل الجهاد مع الكفار وكذلك الجهاد مع النفس، كما رأى المفسرون أن ترتيب ذكر الجهاد في سبيل الله بعد ابتغاء الوسيلة للتقرب إلى الله هو من قبيل الذكر الخاص بعد العام ما يدلّ على الاهتمام بشأنه، مما يعني أنّ الجهاد هو إحدى وسائل التقرب إلى الله تعالى.[٥]
مصاديق الوسيلة
قال المفسرون أنّ المقصود من الوسيلة في الآية هو المعنى الأوسع لها ويشمل كل عمل وشيء يوجب التقرب به إلى الله تعالى، ومن أهم هذه الوسائل هي طاعة الله وعبادته وترك معصيته.[٦]
وبناء على رواية للإمام علي (ع)،[٧] عرّف بعض المفسرون وسائل التقرب إلى الله ما يلي:
الإيمان بالله ورسوله (ص)، والجهاد في سبيله، والصلاة، والصوم، والإنفاق، والحج، والعمرة، وصلة الرحم، وصدقة السرّ والعلانية وذكر الله عزوجل.[٨]
وشفاعة الأنبياء والأئمة والصالحين وكذلك سلوك نهج الأنبياء والأئمة الأطهار والقسم بالله بمقام الأنبياء والأئمة والصالحين لا سيما النبي الأكرم (ص) وأهل بيته (ع) مستندين لذلك بالآيات، [٩] والروايات،[١٠] وكل هذه الأعمال تأتي مصداقا للوسيلة التي ذكرت في الآية الكريمة.[١١]
المصادر والمراجع
- ابن شعبة الحرّاني، حسن بن علي، تحف العقول، تصحيح علي أكبر غفاري، قم، انتشارات إسلامي، 1404 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، تصحيح هاشم رسولي، قم، اسماعيليان، 1415 هـ.
- الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، لبنان - سورية، دار العلم، الدار الشامية، 1412 هـ.
- السيوطي، عبد الرحمن، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1390 هـ.
- الطبرسي، فضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران، ناصر خسرو، 1372 هـ ش.
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1420 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1371 هـ ش.
- ↑ الراغب الأصفهاني، المفردات، 1412 هـ، ما يلي كلمة وسل.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 5، ص 328.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 5، ص 328.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 4، ص 364.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 5، ص 328.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 3، ص 293؛ فخر الرازي، التفسير الكبير، ج 11، ص 349.
- ↑ ابن شعبة الحرّاني، تحف العقول، ص 149.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 4، ص 364.
- ↑ سورة النساء، الآية 64؛ سورة يوسف، الآية 97؛ سورة التوبة، الآية، 114.
- ↑ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 625-626؛ السيوطي، الدر المنثور، ج 1، ص 60.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 4، ص 364.