آية النفر

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية النَفر هي الآية 122 من سورة التوبة حيث ينهى الله فيها بعض المؤمنين من الذهاب إلى الجهاد ويدعوهم إلى تعلم أحكام الدين ونشرها، وقد اعتبر بعض المفسرين والفقهاء إنَّ هذه الآية من أدلة إثبات حجية خبر الواحد، وحجية فتوى المجتهد، وضرورة طلب العلم للحصول على مرتبة الاجتهاد، وجواز التقليد.

نص الآية

هي الآية 122 من سورة التوبة، قال تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [١]


شأن النزول

ورد في شأن نزول هذه الآية إنّ النبي (ص) لما سار إلى ميدان القتال، كان جميع المسلمين يسيرون بين يديه باستثناء المنافقين والمعذورين، إلّا إنّه بعد نزول الآيات التي ذمّت المنافقين، وخاصّة المتخلفين عن غزوة تبوك، فإنّ المؤمنين صمموا أكثر من قبل على المسارعة إلى ميادين الحرب، بل وحتى في الحروب التي لم يشارك فيها النّبي(ص) بنفسه، فإنّ جميع السرايا كانت تتوجه إلى الجهاد، ويدعون النّبي(ص) وحده، فنزلت الآية و أعلنت أنّه لا ينبغي في غير الضرورة أن يذهب جميع المسلمين إلى الجهاد، بل يجب أن يبقى جماعة منهم في المدينة ليتعلموا العلوم الإسلامية وأحكام الدين من النّبي(ص) ويعلموا أصحابهم المجاهدين عند رجوعهم من القتال.[٢]

نكات مهمة

يذهب العلامة الطباطبائي إلى إنَّ المراد بالتفقه في الدين الذي ورد في الآية هو فهم جميع المعارف الدينية من أصول وفروع، لا خصوص الأحكام العملية (وهو الفقه المصطلح عليه عند المتشرعة)، والدليل عليه قوله: قالب:قرآن فإنَّ ذلك أمر إنما يتم بالتفقه في جميع الدين.[٣]

كذلك حسب قول العلامة الطباطبائي، إنَّ الآية تدل على إنَّ النفر إلى الجهاد موضوع عن طلبة العلوم الدينية.[٤] وخلاصة الآية أنَّه لا ينبغي أن يذهب الجميع إلى ميادين الجهاد فقط، ولا ينبغي أيضاً أن لا يذهب أحد إلى أخذ المعارف الدينية من النبي(ص).[٥]

وفهم البعض من هذه الآية إنَّ الإسلام يعطي الأهمية الخاصة لمسألة التعليم والتعلم، إلى الدرجة التي ألزم فيها المسلمين بأن لا يذهبوا جميعاً إلى ميدان الحرب، بل يجب أن يبقى قسم منهم لتعلم الأحكام والمعارف الإسلامية.[٦]

وذهب الشيخ جوادي الآملي، إنَّ الهدف النهائي من الهجرة في طلب العلم، ليس لمجرد تعلم العلوم الدينية والتفقه في الدين، بل الهدف الأساسي إنَّه بعد التفقه في الدين يرجعون إلى الناس وينذروهم ويحذروهم.قالب:بحاجة إلى مصدرقالب:ملاحظة

الإستدلال بها على جواز التقليد

ذكر بعض المفسرين والفقهاء أنَّ هذه الآية تدل على مسألة جواز التقليد، وذكروا أنَّ آية النفر تدل على ضرورة السفر من أجل التفقه في أمور الدين، وهي كذلك من الأدلة القرآنية التي تدل على عدم جواز تقليد غير العلماء والفقهاء، لأنّ التقليد إنّما هو تعلم العلوم الإسلامية و إيصالها للآخرين في مسائل فروع الدين، ووجوب اتباع المتعلمين للمعلمين.[٧]

الإستدلال بها على إثبات الخبر الواحد

استدل البعض بهذه الآية لإثبات حجية الخبر الواحد.[٨] وذهب البعض إنّها تشمل قبول أقوال موضحي وناقلي‌ الأحكام الدينية.[٩]


المصادر والمراجع

  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1417هـ/ 1997م.
  • الغروي التبريزي، علي، التنقيح في شرح العروة الوثقى (الطهارة)، تقرير بحث السيد أبي القاسم الخوئي، قم، مؤسسة أنصاريان، 1417هـ.
  • رفسنجاني، أكبر هاشمي، تفسیر راهنما، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1371ش.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام عليقالب:عليه السلام، ط1، 1426هـ.
  1. سورة التوبة، الآية 122.
  2. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 6، ص 264.
  3. الطباطبائي، الميزان، ج 9، ص 404.
  4. الطباطبائي، الميزان، ج 9، ص 404.
  5. الطباطبائي، الميزان، ج 9، ص 404.
  6. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 6، ص 269.
  7. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 6، ص 267 ـ 268؛ الغروي التبريزي، التنقيح في شرح العروة الوثقى، ج 1، ص 64.
  8. رفسنجاني، تفسیر راهنما، ج 7، ص 275.
  9. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 6، ص 268 ـ 269.