آية الركوب

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الركوب أو آية التسخير هي الآيتان 13 و14 من سورة الزخرف، والتي تشير إلى عدم قدرة الإنسان على تسخير المَركَبات من دون نعمة الله تعالى. في هذه الآية يعلّم الله الإنسان كيف يكون شاكراً عند الاستفادة من هذه النعمة ويذكره بالآخرة والمعاد.

ويستحب قراءة هذه الآية عند الركوب على الإبل في سفر الحج والجهاد. حيث كان النبيصلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيتعليهم السلام يقرأون هذه الآية أثناء ركوب الحيوانات.

نص الآية

هي الآية 13 و14 من سورة الزخرف، قال تعالى: لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [١]


مقدمة

يُطلق على الآية 13 و14 من سورة الزخرف آية الركوب أو آية التسخير.[٢] هذه الآيات في صدد ذكر نعم الله تعالى في مورد الحيوانات والسفن.[٣] التي يمكن للإنسان أن يسافر عن طريقها ويصل إلى مقصده.[٤] وتعلم هذه الآية الإنسان ماذا يقول عند ركوبه على الدواب شكراً لله على هذه النعمة.[٥]

محتوى الآية

تحتوي هذه الآية على التذكير بنعمة الله ولطفه،[٦] وبالطبع شكره لتسخير الحيوانات والوسائل الأخرى التي من دونه تعالى لن يكون للإنسان القدرة على ترويضها واستخدامها،[٧]قالب:ملاحظة وذكر بعض المفسرين إنَّ جزء من الآية يُشير إلى عجز الإنسان أمام الاستفادة من استخدام الحيوانات بدون التسخير الإلهي.[٨]

وعد بعض المفسرين منهم الشيخ مكارم الشيرازي، أنّ وجود هذه المراكب يضاعف أنشطة الإنسان و يوسّع حياته عدّة أضعاف، فإنّها من ألطاف اللَّه الظاهرة، تلك الوسائل التي غيّرت وجه حياته، و منحت كلّ شي‌ء السرعة، و أهدت له كلّ أنواع الراحة.[٩]

ذكر الله تعالى في الآية 14 موضوع المعاد واحقانيته.[١٠] يعتبر بعض المفسرين إنَّ الإشارة إلى المعاد في آية التسخير، هو لكي يشعر الإنسان من خلال تسخير الحيوانات والسفر بها لمسافات بشكل سريع، بخلود النعم[١١] وأن لا تتكبروا على الآخرين عند ما تركبون هذه المراكب،[١٢] وإلى جانب سفركم بهذه الوسائل كونوا دائما ذاكرين للآخرة غير ناسين لها[١٣] وأنَّكم راجعون إلى الله.[١٤]

ومعنى ذكر النعمة بعد الركوب على الحيوان أو المركب، هو التذكير بنعم الله تعالى التي سخرها للإنسان وقد استفاد منها، أو إنَّه التذكير بمطلق النعم؛ لأن الإنسان عادة حينما يذكر نعمة واحدة ينتقل إلى ذكر بقية النعم.[١٥]

قراءتها

ورد في الكتب الروائية والفقهية إنَّه يُستحب قراءة آية الركوب أثناء الصعود في وسائل النقل في سفر الحج[١٦] والجهاد[١٧] وحتى في الرحلات الأخرى،[١٨] وكذلك في آيات أخرى، حيث علم الله تعالى أنبيائه ماذا يقولون عند الصعود بالسفينة أو النزول منها.[١٩]

وقد ورد في سيرة النبي(ص) وأهل البيت(ع) أيضاً أنَّهم كانوا يقرأون هذه الآية أثناء الركوب على الحيوانات[٢٠] ويؤكدون على جملة من المقدمات قبل تلاوة هذه الآية، من ضمنها الشهادة بالوحدانية ونبوة النبي(ص).[٢١] يعتقد بعض المفسرين إنَّ الآية ليست خاصة بركوب الحيوانات وتشمل جميع المركبات،[٢٢] وقد ذهب البعض إنَّ استحباب قراءة آية الركوب يختص بالحيوانات فقط.[٢٣]


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن عطية، عبد الحق بن غالب، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، بيروت، دار الكتب العلمية، 1422هـ.
  • أبو الفتوح الرازي، حسين بن علي، روض الجنان و روح الجنان في تفسير القرآن، مشهد، بنیاد پژوهش‌های اسلامی آستان قدس رضوی، 1371ش.
  • البيضاوي، عبد الله بن عمر، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1418هـ.
  • الثعلبي، أحمد بن محمد، تفسير الثعلبي، تحقيق: أبي محمد بن عاشور، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1422هـ/ 2002م.
  • الحسيني الهمداني، محمد حسين، انوار درخشان، طهران، کتابفروشی لطفی، 1404هـ.
  • السبزواري، محمد، الجديد في تفسير القرآن المجيد، بیروت، دار التعارف للمطبوعات، 1406هـ.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور في تفسير المأثور، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404هـ.
  • الشاه عبد العظيمي، تفسير الاثنا عشري، طهران، ميقات، 1363ش.
  • الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، المقنع، قم، مؤسسة الإمام الهاديقالب:عليه السلام، 1415هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، من لا يحضره الفقيه، تحقيق: علي أكبر غفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط2، 1413هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 2، 1390 هـ.
  • الطبراني، سليمان بن أحمد، التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم، أربد الاردن، دار الكتاب الثقافي، 2008م.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البیان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
  • الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المعرفة، ط1، 1412هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى، تفسير الصافي، طهران، مكتبة الصدر، ط2، 1415هـ.
  • القمي، علي بن ابراهيم القمي، تفسير القمّي، قم، دار الكتب، ط3، 1363ش.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة أهل البيتقالب:عليهم السلام، 1410هـ.
  • المغربي، نعمان بن محمد، دعائم الإسلام، قم، مؤسسة آل البيتقالب:عليه السلام، ط2، 1385هـ.
  • النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط7، 1404هـ.
  • النوري، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، قم، مؤسسة آل البيتقالب:عليهم السلام لإحياء التراث، 1407هـ.
  • جمعى از پژوهشگران، فرهنگ فقه مطابق مذهب اهل‌بیت(ع)، تحت إشراف: السید محمود الهاشمي الشاهرودي، قم، مؤسسة دائرة المعارف فقه اسلامي بر مذهب اهل‌بیت(ع)، 1426هـ.
  • سلطان علي شاه، محمد بن حيدر، بیان السعادة في مقامات العبادة، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1408هـ.
  • قرائتي، محسن، تفسير نور، طهران، مركز فرهنگی درس‌هایی از قرآن، 1388ش.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام عليقالب:عليه السلام، ط1، 1426هـ.
  1. سورة الزخرف، الآية 13 ـ 14.
  2. جمعی از پژوهشگران، فرهنگ فقه مطابق، ج‌ 1، ص 171.
  3. أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج 17، ص 155.
  4. الطوسي، التبيان، ج 9، ص 186.
  5. الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج 8، ص 329.
  6. الطباطبائي، الميزان، ج 18، ص 88.
  7. الشاه عبد العظيمي، تفسير الاثنا عشري، ج 11، ص 457؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 16، ص 21.
  8. قراءتي، تفسير نور، ج 8، ص 377.
  9. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 16، ص 20.
  10. الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج 8، ص 329؛ الطباطبائي، الميزان، ج 18، ص 88.
  11. الحسيني الهمداني، انوار درخشان، ج 15، ص 109.
  12. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 16، ص 22.
  13. الطبراني، التفسير الكبير، ج 5، ص 463؛ البيضاوي، أنوار التنزیل، ج 5، ص 87؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 63؛ سلطان علي شاه، بیان السعادة، ج 4، ص 54.
  14. الطبري، جامع البیان، ج 25، ص 34؛ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج 17، ص 156.
  15. الطباطبائي، الميزان، ج 18، ص 88.
  16. الصدوق، المقنع، ص 217؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 96، ص 88؛ النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص 141.
  17. المجلسي، بحار الأنوار، ج 97، ص 36.
  18. المغربي، دعائم الإسلام، ج 1، ص 346؛ الصدوق، من لایحضره الفقیه، ج 2، ص 272.
  19. سورة المؤمنون: الآية 28 و29.
  20. القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 281؛ السيوطي، الدر المنثور، ج 6، ص 14؛ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 4، ص 385.
  21. النوري، مستدرك الوسائل، ج 8، ص 140.
  22. السبزواري، الجديد في تفسير القرآن المجيد، ج 6، ص 348.
  23. ابن عطية، المحرر الوجيز، ج 5، ص 48.