نور الثقلين (كتاب)

من ويكي علوي
مراجعة ٠٨:١٣، ٣١ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''نور الثقلين'''، هو كتاب لتفسير القرآن الكريم من تأليف الشيخ عبد علي بن جمعة الحويزي1112 هـ). من علماء الشيعة في القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر. صدر هذا التفسير في أربع مجلدات، حيث يورد المؤلّف في هذا التفسير الأحاديث ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

نور الثقلين، هو كتاب لتفسير القرآن الكريم من تأليف الشيخ عبد علي بن جمعة الحويزي1112 هـ). من علماء الشيعة في القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر. صدر هذا التفسير في أربع مجلدات، حيث يورد المؤلّف في هذا التفسير الأحاديث الواردة عن طريق أهل البيتعليهم السلام، وهي السبب الرئيسي في تأليفه، كما أنّ المفسّر سلّط الضوء على بيان الآيات القرآنية بالروايات ولم يتعرّض إلى بيانها من حيث اللغة والإعراب، أو مناقشة الروايات التي تخالف العقيدة أو إجماع العلماء.

ذكرت التراجم التعريف بالكتاب، وعن عدد المجلدات ومدة الانتهاء منها ومكان وجودها في المكتبات وما إلى ذلك. وصفه العلامة الطباطبائي بأنه: من أحسن ما جمعته أزمنة المجاهدة بعواملها، وخطّته أيدي التحقيق بأناملها، وأنه الكتاب القيّم الذي جمع فيه مؤلّفه شتات الأخبار الواردة في تفسير آيات الكتاب العزيز، وأودع عامّة الأحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارةعليهم السلام.

ذكر آقا بزرك الطهراني: إنّ الحويزي قد فسَّر القرآن على ما جمعه من الكتب المعتبرة، مثل: الكافي، وتفسير علي بن إبراهيم القمي، وإكمال الدين، ومن لا يحضره الفقيه، ومعاني الأخبار، وثواب الأعمال، ومجمع البيان.

حول الكاتب

نبذة عن حياة المؤلف

ذكرت كتب التراجم أنّ الشيخ عبد علي بن جمعة الحويزي هو أحد علماء ورواة الإمامية في القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر، كان عالماً، فاضلاً، فقيهاً، محدّثاً، ثقةً، ورعاً، شاعراً، أديباً، جامعاً للعلوم والفنون، ولد في مدينة حويزة في خوزستان، لكنه استقر لاحقاً في شيراز.[١] قال عنه الشيخ الحر العاملي أيضاً: عالم، عبقري، فقيه، راوي، أمين، تقي، كاتب، شاعر وشامل في العلم والتكنولوجيا.[٢] اُختلف في سنة وفاته، لكن المتعارف أنه توفي سنة 1112 هـ.[٣]

سبب التأليف

ذكر المفسّر الحويزي في مقدمة تفسيره نور الثقلين: إني لما رأيت خدمة كتاب الله والمقتبسين من أنوار وحي الله، سلكوا مسالك مختلفة، فمنهم من اقتصر على ذكر عربيته ومعاني ألفاظه، ومنهم من اقتصر على بيان التراكيب النحوية، ومنهم من اقتصر على استخراج المسائل الصرفية، ومنهم من استفرغ وسعه فيما يتعلّق بالإعراب والتصريف، ومنهم من استكثر من علم اللغة واشتقاق الألفاظ ومنهم من صرف همته إلى مايتعلّق بالمعاني الكلامية، ومنهم من قرن بين فنون عديدة، أحببت أن أضيف إلى بعض آيات الكتاب المبين شيئاً من آثار أهل الذكر المنتجبين ما يكون مُبدياً بشموس بعض التنزيل، وكاشفاً عن أسرار بعض التأويل.[٤]

زمن التأليف

يذكر آغا بزرگ الطهراني في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة: يوجد الجزء الأوّل المنتهي إلى آخر الأعراف في النجف، فرغ منه المؤلّف في المدرسة المقيمية بشيراز سنة 1065، والمجلّد الثاني إلى الكهف، فرغ منه 25 ذي الحجة 1066، والثالث من مريم إلى فاطر، فرغ منه في 24 رمضان 1066، والرابع إلى آخر القرآن كلّها موجودة في مكتبة المير حامد حسين. والمجلّد الثاني موجود في (الرضوية) تم كتابته 1088، ومجلّدان منه موجودان في مكتبة سبط حجة الإسلام الشفتي الجيلاني، والثالث والرابع عند المولوي حسن يوسف بكربلاء، والرابع عند (العطار ببغداد) فرغ منه في 16 ذي الحجة 1072، عليه تملّك السيد نصر الله الحائري، واستعاره شبر بن محمّـد، ثم شرائه 1171، وتاريخ كتابة هذه النسخة سنة 1112، والمجلّدات 1 و2 و4 عند السيد محمد علي الروضاتي، بأصفهان على الأخيرتين خط الشيخ الحر، ومجلّدان منه بمكتبة راجه فيض آباد. وقرّظه المولى عبـد الرشيد بن نور الدين التستري في حياة المؤلِّف سنة 1073.[٥]

منهج الكتاب

اتّبع الحويزي في تفسيره نور الثقلين وبشكلٍ عام، منهج الأخباريين في ذكر الروايات، فبعد أن ذكر في مقدمة التفسير أنه وجد من كتب بمناهج متنوّعة منها الأدبية والكلامية وغيرها من المسالك المختلفة والفنون العديدة، قال: أحببت أن أُضيف إلى بعض آيات الكتاب المبين شيئاً من آثار أهل الذكر المنتجبين، ما يكون مُبدياً بشموس بعض التنزيل، وكاشفاً عن أسرار بعض التأويل، وأما ما نقلتُ مما ظاهره مُخالف لإجماع الطائفة المحقّة، فلم أقصد به بيان اعتقاد ولا عمل، وإنما أوردته ليعلم الناظر المطلع كيف نُقل وعمن نُقل، ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك، مع أني لم أخل موضعاً من تلك المواضع عن نقل ما يضاده ويكون عليه المعول في الكشف والإبداء.[٦]

منهجه في نقل الروايات

سلّط المفسّرُ الضوءَ في بيان الآيات القرآنية لِما ورد من رواياتٍ، أي: أنه نقل الغث منها والسمين، كما أنه لم يتعرّض إلى بيان الآيات من حيث اللغة والإعراب، ولا حتى في مناقشة وبيان الروايات التفسيرية فيما اختلف منها مع المعتقد أو إجماع العلماء، أو آيات الأحكام، حيث قال في مقدمة تفسيره: أمّا ما نقلت ممّا ظاهره يخالف لإجماع الطائفة المحقّة، فلم أقصد به بيان اعتقاد، ولا عمل؛ وإنّما أوردته ليعلم الناظر المطّلع كيف نُقل وعمّن نُقل، ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك.[٧]

مصادر الروايات

ذكر صاحب الذريعة: إنّ الحويزي قد فسَّر القرآن على ما صدر من روايات أهل البيت عليهم السلام، حيث جمعها من الكتب الحديثية مثل: الكافي للكليني، وتفسير علي بن إبراهيم القمي، والاحتجاج للطبرسي، وعيون الأخبار، وعلل الشرايع، وإكمال الدين، والتوحيد، والخصال، ومن لا يحضره الفقيه، ومعاني الأخبار، للصدوق. ومجمع البيان للطبرسي، وغير ذلك، لكنّه أسقط أسانيد الروايات، وترك ذكر الآيات؛ ولذلك يصعب معرفة الأخبار المتعلّقة بكلّ آية.[٨]

محتوى الكتاب

هذا التفسير عبارة عن أربع مجلداتٍ، يتضمّن كل مجلدٍ مجموعة من السور، وهي كالتالي:

أقوال الآخرين عن الكتاب

ذكرت التراجم شيئاً عن الكتاب، منها ما أجملت تعريفه كالذي جاء في أمل الآمل للحر العاملي: له كتاب في تفسير القرآن أربع مجلدات، أحسن فيه وأجاد، حيث نقل فيه أحاديث النبي (ص) والأئمة (ع) في تفسير الآيات، ومن أكثر كتب الحديث، رأيته بخطه واستكتبته منه.[١٠] ونقل ذلك المضمون أيضاً السيد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة،[١١] وكذلك السيد أبو القاسم الخوئي في كتابه معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة: [١٢] ومنها ما فصّلت فيه، كالذي ذكره آغا بزرگ الطهراني في كتابه الذريعة عن المجلدات ومدة الانتهاء منها ومكان وجودها في المكتبات وما إلى ذلك.[١٣]

ومنها ما وصفه العلامة الطباطبائي نقلاً عن محقّق تفسير نور الثقلين السيد علي عاشور في مقدمته: من أحسن ما جمعته أزمنة المجاهدة بعواملها، وخطّته أيدي التحقيق بأناملها في هذا الشأن -أو هو أحسنه-، هو كتاب نور الثقلين لشيخنا الفقيه المحدّث البارع الشيخ عبـد علي الحويزي ثم الشيرازي - قدّس الله نفسه وروّح رمسه-... ولعمري إنّه الكتاب القيّم الذي جمع فيه مؤلّفه شتات الأخبار الواردة في تفسير آيات الكتاب العزيز، وأودع عامّة الأحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارةعليهم السلام، إلا ما شذّ منها، ولقد أجاد في ضبطها وترتيبها والإشارة إلى مصادرها والجوامع المنقولة هي عنها، وبذل جهداً في تهذيبها وتنقيحها، جزاه الله عن العلم وأهله خيراً، وهدانا بنور الثقلين، وأحيا قلوبنا بالعلم واليقين. وقال الطباطبائي أيضاً: إنّ كتاب تفسير نور الثقلين من الكتب المعتبرة والقيمة، والذي اعتمد فيه المؤلّف على أخبار الأئمةعليهم السلام في تفسير القرآن فقط.[١٤]


المصادر والمراجع

  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، دار التعارف، بيروت-لبنان، د.ط، 1406 هـ.
  • الأصفهاني، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، تحقيق: السيد محمد روضاتي، مؤسسة دار الكتب الإسلامية، طهران - إيران، ط 1، د. ت.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، تحقيق: السيد علي عاشور، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان، ط 1، د.ت.
  • الخوئي، ابو القاسم، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، مؤسسة الإمام الخوئي، ط 1، د. ت.
  • الطهراني، آغا بزرك محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مؤسسة الأندلس، بغداد - العراق، ط 1، 1385 هـ.
  1. الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج‏ 4 ، ص 213.
  2. الحر العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، ج 2، ص 154.
  3. الحويزي، عبد علي، تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 12 مقدمة المحقق علي عاشور.
  4. الحويزي، عبد علي، تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 15.
  5. الطهراني، آغا بزرگ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 24، ص 366.
  6. الحويزي، عبد علي، تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 15.
  7. الحويزي، عبد علي، تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 15.
  8. الطهراني، آغا بزرگ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 24، ص 365.
  9. الطهراني، آغا بزرگ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 24، ص 366.
  10. العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، ج 2، ص 160.
  11. الأمين، محسن، أعيان الشيعة، ج 8، ص 29.
  12. الخوئي، أو القاسم، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج ‏11، ص 56.
  13. الطهراني، آغا بزرگ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 24، صص 365- 366.
  14. الحويزي، عبد علي، تفسير نور الثقلين، ج 1، صص 10- 14 مقدمة المحقق علي عاشور.