سورة مريم
سورة مريم، هي السورة التاسعة عشر ضمن الجزء السادس عشر من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من قصة مريمقالب:عليها السلام التي بدأ ذُكرها من الآية (15). تتحدث السورة عن قصص زكريا ومريم والمسيح ويحيى وإبراهيم وإسماعيل وإدريس وبعض آخر من كبار أنبياء اللهقالب:عليهم السلام، كما تتحدث عن القيامة، وكيفية البعث، ومصير المجرمين، وثواب المتقين، وتُشير إلى نفي الولد عن الله سبحانه، ومسألة الشفاعة.
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (96): قالب:قرآن. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق: من أدمن على قراءة سورة مريم لم يمت حتى يصيبه ما يغنيه في نفسه وماله وولده، وكان في الآخرة من أصحاب عيسى ابن مريمقالب:عليهما السلام، وأعطيَ من الأجر مثل مُلك سليمان بن داوود في الدنيا.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بـــ (مريم)؛ لقصة العذراء مريمقالب:عليها السلام التي خالفت بولادتها عيسى طبيعة العادة البشرية، حيث حملت وولدت من دون بعل، وتبدأ قصتها من الآية (16) من قوله تعالى: قالب:قرآن،[١] وآياتها (98)، تتألف من (972) كلمة في (3935) حرف.[٢] وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من الطوال والمئين.[٣]
ترتيب نزولها
سورة مريم، من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (44)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (16) بالتسلسل (19) من سور القرآن.[٥]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (الْمَوَالِيَ): أقارب الرجل من جهة الأب.
- (عِتِيًّا): الكبر في السن إلى حال اليبس والجفاف.
- (انتَبَذَتْ): ابتعدت وتنحّت.
- (سَرِيًّا): النهر والجدول؛ لأنّ الماء يسري فيه.
- (فَرِيًّا): عظيماً خارقاً للعادة.
- (وَرِئْيًا): المنظر الحسن.
- (رِكْزًا): الصوت الخفي.[٦]
الأقوال في معنى كهيعص
هناك عدّة أقوال ذُكرت في كتب التفسير حول معنى الحروف المقطعة (كهيعص) في سورة مريم، منها:
1- إنّ معنى الحروف المقطعة: (كاف) لخلقه، (هاد) لعباده، (ياء) يده فوق أيديهم، (عين) عالمٌ ببريته، (صاد) صادق في وعده،[٧] إنّ ( كاف) من كريم، و(هاء) من هادٍ، و(ياء) من حكيم، و(عين) من عليم، و(صاد) من صادق.[٨]
2- (الكاف) اسم كربلاء، و(الهاء) هلاك العترة، و(الياء) يزيد لعنه الله، وهو ظالم الحسين، و(العين) عطشه، و(الصاد) صبره.[٩]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن قصص زكريا ومريم والمسيح ويحيى وإبراهيم وإسماعيل وإدريس وبعض آخر من كبار أنبياء اللهقالب:عليهم السلام.
- الثاني: يتحدث عن المسائل المرتبطة بالقيامة، وكيفية البعث، ومصير المجرمين، وثواب المتقين.
- الثالث: يحتوي على المواعظ والنصائح.
- الرابع: يُشير إلى نفي الولد عن الله سبحانه، ومسألة الشفاعة.[١٠]
آياتها المشهورة
قوله تعالى: قالب:قرآن.[١١] جاء في كتب التفسير: إنّ هذه الآية قيل فيها أقوال:
- الأول: إنها خاصة في علي بن أبي طالب، فما من مؤمن إلا وفي قلبه محبة لعلي كما ورد عن الإمام الباقر قال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم لعلي: «قل اللهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في قلوب المؤمنين وداً، فقالهما علي فنزلت هذه الآية».
- الثاني: إنها عامة في جميع المؤمنين يجعل الله لهم المحبة والألفة في قلوب الصالحين.
- الثالث: إنّ معناه يجعل الله لهم محبة في قلوب أعدائهم ومخالفيهم.[١٢]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص): «من قرأ سورة مريم، أُعطيَ عشر حسنات بعدد من كذّب زكريا وصدّق به، ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس، وعشر حسنات بعدد من دعا الله في الدنيا وبعدد من لم يدع الله».[١٣]
- عن الإمام الصادق قال: «من أدمن على قراءة سورة مريم لم يمت حتى يصيبه ما يغنيه في نفسه وماله وولده، وكان في الآخرة من أصحاب عيسى ابن مريمقالب:عليهما السلام، وأعطيَ من الأجر مثل مُلك سليمان بن داوود في الدنيا».[١٤]
وردت خواص كثيرة، منها:
- عن الإمام الصادق قال: «من كتبها وجعلها في إناءٍ زجاج ضيق الرأس نظيف، وجعلها في منزله كثُر خيره، ويرى الخيرات في منامه، كما يرى أهله في منزله، وإذا كُتبت على حائط البيت منعت طوارقه وحرست ما فيه، وإذا شربها الخائف أمِنَ بإذن الله تعالى».[١٥]
قبلها سورة الكهف |
سورة مريم |
بعدها سورة طه |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 10، ص 123.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1242.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 8، ص 632؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 21، ص 151.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 10، ص 124 - 189.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 6، ص 597.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 14، ص 21.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 6، ص 187.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 8، ص 7.
- ↑ سورة مريم: 96.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 6، ص 679-680.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 3، ص 916.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 4، ص 349.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 6، ص 186.