سورة المعارج
سورة المعارج، هي السورة السبعون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الثالثة، وتتحدث السورة عن العذاب الذي نزل بأحد المنكرين لأقوال النبي صلی الله عليه وآله وسلم، كما توضّح خصوصيات يوم القيامة، وأحوال الكافرين فيها، وتشتمل على إنذار للمشركين.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة (سأل سائل) أعطاه الله ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون.
تسميتها وآياتها
سُميت بهذا الاسم؛ لأنّ كلمة (المعارج) جاءت في الآية الثالثة من السورة في قوله تعالى: قالب:قرآن.[١] وتُسمى أيضاً بسورة (المواقع) وسورة (سأل)،[٢] وآياتها (44)، تتألف من (217) كلمة في (972) حرف.[٣] وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]
ترتيب نزولها
سورة المعارج من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب، هناك من قال: إنها نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (77)،[٦] وهناك من قال: إنها نزلت بالتسلسل (79)،[٧] لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء التاسع والعشرين بالتسلسل (70) من سور القرآن.[٨]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (الْمَعَارِجِ): المصاعد والدرجات.
- (كَالْمُهْلِ): المهل: المذاب من المعادن، أو المائعة كالزيت.
- (كَالْعِهْنِ): الصوف المنفوش.
- (لَظَى): اسم من أسماء النار، سُميت لظى لأنّ نيرانها تتلظى، أي: تلتهب.
- ( لِّلشَّوَى): جلد الرأس أو الأطراف.
- (الْعَادُونَ): المتجاوزون الحدود.
- (مُهْطِعِينَ): المهطع: المقبل ببصره على الشيء لا يزايله، والمقصود هنا نحوك وحولك مسرعين.
- (عِزِينَ): الجماعات المتفرقة، وهي جمع عزة، كأنها سُميت بذلك لأنها تعتزي وتنتسب إلى رأي خاص.
- (يُوفِضُونَ): يسرعون ويتسابقون.[٩]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة بأربعة أمور:
- الأول: تتحدث السورة عن العذاب السريع الذي حلّ بأحد الأشخاص ممن أنكر أقوال النبي صلی الله عليه وآله وسلم وقال: لو كان هذا القول حقاً فلينزل عليَّ العذاب.
- الثاني: تَذكُر السورة الكثير من خصوصيات يوم القيامة ومقدماتها وحالات الكفّار في ذلك اليوم.
- الثالث: توضح هذه السورة الصفات الإنسانية الحسنة والسيئة، والتي تُعيّن هذا الشخص من أهل الجنان أم من أهل النار.
- الرابع: تشتمل السورة على إنذارات تخصّ المشركين والمنكرين، وتبيان مسألة المعاد.[١٠]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى: قالب:قرآن[١١] جاء في كتب التفسير: أتى الحارث بن النعمان الفهري إلى النبي صلی الله عليه وآله وسلم فقال: يا عبد الله، إنك دعوتنا إلى أن نقول: لا إله إلا الله ففعلنا، ثم دعوتنا إلى أن نقول: إنك رسول الله ففعلنا والقلب فيه ما فيه، ثم قلت لنا: صلّوا فصلّينا، ثم قلت لنا: صوموا فصُمنا، ثم قلت لنا: حجوا فحَججنا، ثم قلت لنا: من كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، فهذا عنك أم عن الله؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بل عن الله، فقالها ثلاثاً، فنهض وهو مبغض ويقول اللهم إن كان ما يقوله محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء، تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا، وإن كان ما يقوله محمد كذباً فأنزل به نقمتك، ثم ركب ناقته واستوى عليها، فرماه الله بحجرٍ على رأسه، فسقط ميتاً.[١٢]
- قوله تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ[١٣] ذكر بعض المفسرون: إنها تعني الزكاة المفروضة، والسائل هو الفقير الذي يسأل، والمحروم الفقير الذي يتعفف ولا يسأل، وذكر البعض الآخر: إنّ سياق الآية ليست مختصة بالسائل والمحروم، فإنّ للزكاة موارد مسماة في وقوله تعالى:إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ،[١٤][١٥] ويؤيد ذلك ما رويَ عن الإمام الصادق إنه قال: الحق المعلوم ليس من الزكاة، فهو الشيء الذي تخرجه من مالك إن شئت كل جمعة، وإن شئت كل يوم، ولكل ذي فضل فضله.[١٦]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة (سأل سائل) أعطاه الله ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون».[١٧]
- عن الإمام الباقر : «من أدمن قراءة (سأل سائل) لم يسأله الله يوم القيامة عن ذنب عَمِله، وأسكنه جنته مع محمدٍ وآله عليهم السلام».[١٨]
وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:
- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من قرأها وهو مسجون، أو مأسور فرج الله تعالى عنه ورجع إلى أهله سالماً».[١٩]
قبلها سورة الحاقة |
سورة المعارج |
بعدها سورة نوح |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت - لبنان، مؤسسة الميرة، ط 1، 1430 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ سورة المعارج: 3.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 29، ص 88.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1258.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 340.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 5.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1686.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 321-337.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 5.
- ↑ سورة المعارج: 1 - 2.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 30.
- ↑ سورة المعارج: 24-25.
- ↑ سورة التوبة: 60.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 17.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 91.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1690.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 631.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 28.