بكارة الهلالية
اسمها
بكارة الهلالية
نبذة عنها
كانت من نساء العرب الموصوفات بالشجاعة والإقدام ، والفصاحة والشعر ، والنثر والخطابة. وكانت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين ، فخطبت بها خطبا حماسية ، حضت بها القوم على أن يخوضوا غمارات الحرب ، بدون خوف ولا وجل. وفدت على معاوية بن أبي سفيان بعد أن كبرت وتقدم سنّها ، ودق عظمها ، ومعها خادمان لها ، وهي متكئة عليها وبيدها عكاز ، فسلمت على معاوية بالخلافة. فأحسن عليها الرد وأذن لها الجلوس. وكان عنده مروان بن الحكم. وعمرو بن العاص. فابتدأ مروان فقال : أما تعرف هذه يا أمير المؤمنين؟ قال : ومن هي؟ قال : هي التي كانت تعين علينا يوم صفّين ، وهي القائلة :
شعرها
يا زيد دونك فاستشر من دارنا
|
سيفا حساما في التراب دفينا
| |
قد كان مذخورا لكل عظيمة
|
فاليوم أبرزه الزمان مصونا
|
فقال عمرو بن العاص : وهي القائلة يا أمير المؤمنين :
أترى ابن هند للخلافة مالكا
|
هيهات ذاك وما أراد بعيد
| |
منّتك نفسك في الخلاء ضلالة
|
أغراك عمرو للشقا وسعيد
| |
فارجع بأنكد طائر بنحوسها
|
لاقت عليّا أسعد وسعود
|
فقال سعيد : يا أمير المؤمنين وهي القائلة :
لقد كنت آمل أن أموت ولا أرى
|
فوق المنابر من أمية خاطبا
| |
فالله أخر مدّتي فتطاولت
|
حتّى رأيت من الزمان عجائبا
| |
في كل يوم لا يزال خطيبهم
|
وسط الجموع لآل أحمد عائبا
|
ثم سكت القوم ، فقالت بكارة : نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين ، واعتورتني ، فقصر محجني ، وكثر عجبي ، وغشى بصري ، وأنا والله قائلة ما قالوا ، لا أرفع ذلك بتكذيب فامضي لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين. فقال معاوية : إنّه لا يضيعك شيء فاذكري حاجتك تقضى. فقضى حوائجها وردها إلى بلدها.
المصادر
أعلام النساء 1 / 137. أعيان الشيعة 14 / 60 ط 2. بلاغات النساء / 34. الدر المنثور / 99. شاعرات العرب / 35.