كردوس بن زهير التغلبي
كُردوس بن زُهير التغلبي، (استشهاد 61 هـ) من أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، ومن أعوان الإمام علي ومن المشاركين معه في حرب الجمل، وصفين، والنهروان، وكذلك من أصحاب الإمام الحسن، ولما ورد الإمام الحسين كربلاء التحق هو وأخواه قاسط ومقسط بالإمام، واستشهدوا بين يديه في يوم عاشوراء، وقتل كردوس في الحملة الأولى، وقد ورد اسمه في زيارة الشهداء.
اسمه ونسبه
هو كردوس بن زهير التغلبي،[١] ومعنى كردوس: ”القوي الضخم“،[٢] وذُكرت أسماء أخرى لكردوس: كرش أو كردوش، وأيضاً ”كردوس بن عبد اللَّه“،[٣] ويرجع نسبه إلى قبيلة تغلب العربية.[٤]
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،[٥] والإمام علي ومن المشاركين معه في حرب الجمل، وصفين، والنهروان، وكذلك من أصحاب الإمام الحسن في الكوفة.[٦]
مواقفه في التاريخ
كان له مواقف كثيرة، منها:
- خطبة في معركة صفين، حيث تحدث فيها عن الولاء للحقّ والبراءة من الباطل،[٧] جاء فيها: «أيّها الناس، إنّا والله ما تولّينا معاوية منذ تبرأنا منه، ولا تبرّأنا من علي منذ توليناه، وإنّ قُتلانا لشهداء وإن أحياءنا لأبرار، وإنّ علياً لعلى بّينة من ربه ما أحدث إلاّ الانصاف، وكلّ محق منصف، فمن سلّم له نجا ومن خالفه هلك“.[٨]
- عندما بلغ معاوية مقالة كردوس لقومه في صفين، نُقل عنه أنه قال: ”ما لقيت من أحد مالقيت من ربيعة“، وينقل النجاشي أبياتاً من الشعر تكشف عن صلابته جاء فيها:
قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت[٩] قالب:نهاية قصيدة
- كان له موقف آخر بعدما وقعت الفتنة في صفين وقبل الإمام علي بالتحكيم، وذلك في الوقت الذي قام عمرو بن العاص وتكلم وقال: إنّ هذا قد خلع صاحبه (يقصد أبو موسى الأشعري أنه خلع الإمام علي عن الخلافة) وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية في الخلافة، فلمّا سمع كردوس بذلك قام مغضباً وقال أبيات من الشعر،[١٠] جاء فيها:
قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت[١١] قالب:نهاية قصيدة
- وله نصّاً آخر قاله في صفين: ”يا أهل العراق لا يهدّئنّكم ما ترون من رفع المصاحف فإنّها مكيدة“ يقول لهم شخّصوا كما شخصت أنا الموقف بدقّة وانظروا بعين البصيرة لا البصر، ستجدون أنّها لعبة ومكيدة منهم.[١٢]
نقله للرواية
لقد حوت كتب المسلمين مجموعة من الروايات التي نقلها الشهيد كردوس التغلبي، منها: في كتاب الطبقات الكبرى لأبن سعد،[١٣] وكتاب سنن الدارمي،[١٤] وكتاب ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق.[١٥]
أبناؤُه
لم تحدثنا الروايات عن عدد أبناء الشهيد، ولكنهم ذكروا بأن له ولداً كبيراً اسمه داود، وأنه كان من الشخصيات العلمية في حياة أبيه، ولقد ترجم له جملة من العلماء والمحدثین، حتی آنهم یروون أنه قال: کنت أنا الوسيط في الصلح الذي جرى بين عمر بن الخطاب وبين بني تغلب، حينما أرادوا أن يلحقوا بالروم.[١٦]
شهادته
لما ورد الإمام الحسين كربلاء التحق هو وأخويه قاسط ومقسط بالإمام، واستشهدوا بين يديه، وقُتل كردوس في الحملة الأولى، وقد ورد ذِكرهُ في زيارة الشهداء: ”السلام على قاسط وكردوس ابني زهير التغلبي ورحمة الله وبركاته“.[١٧]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع، الطبقات الكبرى، بيروت، دار إحياء التراث، ط 1، 1955 م.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، مكتبة العلامة، د.ت.
- ابن قيم الجوزي، محمد بن أبي بكر، أحكام أهل الذمة، تحقيق: محمد جميل غازي، القاهرة، مطبعة المدني، 1997 هـ.
- ابن مزاحم، نصر، وقعة صفين، تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة، ط 1، 1365 هـ.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1410 هـ.
- البيهقي، أحمد بن الحسين، السنن الكبرى، الهند، حيدر أباد، مجلس دائرة المعارف، ط 1، 1344 هـ.
- الحائري، عبد المجید، ذخيرة الدارين فيما يتعلق بمصائب الحسين(ع) وأصحابه، قم، زمزم هدایت، د.ت.
- الدارمي، عبد الله بن عبد الرحمن، سنن الدارمي، القاهرة، د.ن، 1386 هـ.
- السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين، تحقيق: محمد جعفر الطبسي، قم، مركز الدراسات الإسلامية، ط 1، 1419 هـ.
- الصمياني، حيدر، موسوعة في ظلال شهداء الطف، كربلاء، العتبة الحسينية المقدسة، ط 1، 1434 هـ/ 2013 م.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، قم، طليعة نور 1431 هـ.
- ↑ السماوي، إبصار العين، ص 200.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 6، ص 195.
- ↑ الحائري، ذخيرة الدارين، ص 545.
- ↑ ابن قيم الجوزي، أحكام أهل الذمة، ص 26.
- ↑ الصمياني، موسوعة في ظلال شهداء الطف، ج 1، ص 138.
- ↑ السماوي، إبصار العين، ص 200.
- ↑ الصمياني، موسوعة في ظلال شهداء الطف، ج 1، ص 157.
- ↑ ابن مزاحم، وقعة صفين، ص 485.
- ↑ ابن مزاحم، وقعة صفين، ص 487.
- ↑ الصمياني، موسوعة في ظلال شهداء الطف، ج 1، ص 160.
- ↑ الصمياني، موسوعة في ظلال شهداء الطف، ج 1، ص 161.
- ↑ الصمياني، موسوعة في ظلال شهداء الطف، ج 1، ص 162.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ص 183.
- ↑ الدارمي، سنن الدارمي، ص 448.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال، ص 104.
- ↑ البيهقي، السنن الكبرى، ج 9، ص 211.
- ↑ الصمياني، موسوعة في ظلال شهداء الطف، ج 1، ص 173.