مقام إبراهيم

من ويكي علوي
مراجعة ١٨:٣٤، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''مقام إبراهيم'''، وهو حَجر بالقرب من الكعبة المشرفة، طُبع فيه آثار أقدام النبي إبراهيم{{ع}}، وقد ذُكر في القرآن الكريم أهمية هذا المقام، واعتبر من آيات الله تعالى على الأرض، وقد أمر الله{{عز وجل}}الناس أن يتخذوا هذا المقام مصلى. الحجر الآن مو...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مقام إبراهيم، وهو حَجر بالقرب من الكعبة المشرفة، طُبع فيه آثار أقدام النبي إبراهيمعليه السلام، وقد ذُكر في القرآن الكريم أهمية هذا المقام، واعتبر من آيات الله تعالى على الأرض، وقد أمر اللهالناس أن يتخذوا هذا المقام مصلى.

الحجر الآن موضوع في داخل أسطوانة من الذهب، وتعتقد الشيعة، أن المكان الأصلي لمقام إبراهيم كان مُلاصقاً للكعبة المشرفة. يقع الطواف الواجب بين الكعبة ومقام إبراهيم، وتقام صلاة الطواف خلفه.

مقام إبراهيم في القرآن

لقد وردت أهمية هذا المقام في القرآن الكريم، واعتبر هذا المقام من آيات الله ــ سبحانه وتعالى ــ على الأرض، وقد أمر الله الناس أن يتخذوا من هذا المقام مصلى، منها:

الشكل الظاهري

الشكل الظاهري للحجر على شكل مكعب طوله وعرضه 40 سنتيمتراً وارتفاعه 20 سنتيمتراً، ولونه أبيض يميل إلى الأصفر والأحمر، ويوجد عليه أثر قدمين بعمق 10 سنتيمترات، ولم يتضح فيه أثر أصابع الأقدام.[٣] ومع مرور الوقت وبسبب لمس الحجر من أجل التبرك أصبح مكان القدم من الأعلى أكبر من السابق، فلذا أصبح طول أثر القدم من السطح الأعلى للحجر 27 سنتيمتراً والعرض 14 سنتيمتراً، وأما من القسم الداخلي فالطول 22 سنتيمتراً والعرض 11 سنتيمتراً، والفاصلة بين القدمين هي سنتميترا واحدا.

مقام إبراهيم في التاريخ

ورد في بعض الروايات: بعدما أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يدعو الناس للحج، وقف على الحجر، وبلغ الناس بالأمر الإلهي وحيث تكلم النبي إبراهيمعليه السلام بكلام لم يتحمله الحجر، غرقت رجلاه فيه، وبقي أثرهما إلى الآن.[٤]

نُقل أيضا أن سبب وجود أثر قدمي إبراهيمعليه السلام يعود إلى قصة بنائه الكعبة، فعندما أراد بناء القسم الأعلى من حائط الكعبة شق عليه تناولُه، فقرّب له النبي إسماعيلعليه السلام هذا الحجر، فكان يقوم عليه ويبني، ويحوّله في نواحي البيت، فطُبع فيه أثر قدميه؛ ولذلك سمي مقام إبراهيم.[٥]

يعتبر حجر المقام والحجر الأسود من الأحجار المقدسة، ويعرفان أنهما من أحجار الجنة.

حينما وقف نبي الله إبراهيم وإسماعيلعليهم السلام من أجل الصلاة جعلا الحجر بينهما وبين الكعبة، وكذلك صلَّى الرسولصلى الله عليه وآله وسلم بهذه الكيفية.[٦]

حسب المصادر التاريخية، كان الحجر على الأرض حتى زمن حكم عمر بن الخطاب، وثمّ جاء سيل يُقال له: سيل أم نهشل، فاحتمل المقام من موضعه وذهب به حتى وجدَ بأسفل مكة، فقدم عمر بن الخطاب وردّه إلى مكانه.[٧]

في القرن الثاني الهجري وفي زمان محمد المهدي العباسي، لما بلغه أن المقام قد مرَّ عليه زمان طويل، ويُخشى عليه أن يتفتت أو يتداعى، أمر بأن يُلبس بالفضة وفي زمن المتوكل العباسي أمر أن يُجعل فوقه الذهب.[٨]

في القرن السادس الهجري كان للمقام قبتان:

إحداهما: من الخشب توضع عليه في غير أوقات الحج.

والثانية: من الحديد توضع عليه في وقت موسم الحج، لكون هذه القبة الحديدية أحمل وأقوى للازدحام والاستلام.[٩]

عزمت الحكومة السعودية في سنة 1377 هـ على نقل المقام حتى أنها بنت مقصورة جديدة عند باب بني شيبة بمقدار المقصورة الأولى، ثم رجعت وأبطلت هذه الفكرة وهدمت هذه المقصورة الجديدة بعد أيام من بنائها، نزولاً لرغبة الرأي العام، حيث أنّ جميع المسلمين لم يرضوا بذلك التغيير.[١٠]

في القرن الرابع عشر، وضع المقام في داخل تابوت خشبي عليه ستارة من الحرير مكتوب فيها آيات قرآنية ويحيط بالتابوت شبابيك نحاسية مثبتة على أربعة أعمدة بغاية الضبط والإحكام، وعلى السقف قبة صغيرة.[١١]

المكان الأصلي للمقام

توجد أقوال متعددة حول المكان الأصلي لمقام إبراهيم، أكثر الشيعة وبعض أهل السنة يعتقدون إن مكان المقام في زمن الجاهلية كان في نفس المكان الحالي، وقد أرجعه رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم إلى مكانه ملصق بالكعبة، وفي زمن عمر بن الخطاب نُقل المقام إلى نفس مكانه الحالي بسبب إزدحام الطائفين.[١٢][١٣]

أشار الإمام عليعليه السلام في زمن خلافته إلى بعض أخطاء الخلفاء الذين كانوا قبلهُ، ومنها تغير مكان مقام إبراهيم، حيث قال لو أن أكثر الصحابة لم يتركوا الإمام لأرجع جميع الأشياء التي قام الخلفاء بتغيرها إلى ماكانت عليه في عهد رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم.[١٤]

بعض المؤرخين وأصحاب السير من أهل السنة يعتقدون إن مقام إبراهيم حتى فتح مكة كان في داخل الكعبة وبعد الفتح، أخرجه رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم منها ووضعه قربها، وحينما نزلت الآية 125 من سورة البقرة أمر النبيصلى الله عليه وآله وسلم أن يُوضع الحجر في مكانه الحالي.[١٥]

البعض الآخر من أهل السنة يعتقد إن مكان المقام هو نفسه المقام الحالي من زمان النبي إبراهيمعليه السلام إلى الآن،[١٦] والمسافة بين الكعبة المشرفة ومقام إبراهيم تبلغ 13 متراً.

مكان المقام في عصر الظهور

عن الإمام الصادقعليه السلام إذا قام القائم حوّل المقام إلی الموضع الذی کان فیه.[١٧]

حدود الطواف

طبق الحديث الوارد في كتاب الكافي،[١٨] إن المقام قد تغيّر مكانه على ما كان عليه من قبل، ويكون الطواف مابين الكعبة المشرفة ومقام إبراهيم الحالي.

أكثر فقهاء الشيعة يقولون بهذه الفاصلة،[١٩] ولكن في الإزدحام يجوز الطواف خارج هذا الحد أيضا.[٢٠]

لا يوجد عند أهل السنة فاصلة خاصة في الطواف.[٢١]

صلاة الطواف

تقع صلاة الطواف الواجب خلف مقام إبراهيمعليه السلام فإن لم يتمكن صلى في أي مكان من المسجد الحرام مراعياً الأقرب فالأقرب إلى المقام، وأما في الطواف المستحب فيجوز الإتيان بصلاته في أي موضع من المسجد اختياراً.[٢٢]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • القرآن الكريم.
  • ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة،الرباط ــ المغرب، أكاديمية المملكة المغربية، 1417 هـ.
  • ابن جبير، رحلة ابن جبير، بيروت، دار ومكتبة الهلال، د.ت.
  • ابن سعد، أبو عبد الله محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1418 هـ.
  • الأزرقي، محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، د.م، د.ن، ط 1، 1424 هـ.
  • الأفتخاري، الشيخ علي، آراء المراجع في الحج، طهران، دار مشعر، ط 2، 1428 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، انساب الاشراف، بيروت دار الفكر، 1417 هـ.
  • الجزيري، عبد الرحمن وآخرين، الفقه علی المذاهب الاربعة ومذهب أهل البیتقالب:عليهم السلام، بيروت، الثقلين، ط 1، 1419 هـ.
  • الصدر، محمد محمد صادق، منهج الصالحين، النجف الأشرف، هيئة تراث السيد الشهيد الصدر، 1430 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي بن حسين، علل الشرائع، قم، مكتبة داوري، 1385 ش.
  • الطبرسي، أبي علي الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار احياء التراث العربي، د.ت.
  • الكردي المكي، محمد طاهر، التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، بيروت، دار الخضر، ط 1، 1420 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، قم، دار الحديث، د.ت.
  • جعفریان، رسول، آثار إسلامي مکة والمدینة، طهران، دار مشعر، ط 3، 1384 ش.
  1. البقرة: 125.
  2. آل عمران: 97.
  3. جعفریان، آثار إسلامي مکه ومدینه، ص 99.
  4. الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 423.
  5. الأزرقي،أخبار مكة، ج 1، ص 105.
  6. الطبرسي، مجمع البیان، ج 1، ص 203؛ الأزرقی، أخبار مكة، ج 2، ص 29.
  7. الأزرقي، أخبار مكة، ج 1، ص 536.
  8. المكي، التاريخ القويم، ج 3، ص 341.
  9. المكي، التاريخ القويم، ج 3، ص 350.
  10. المكي، التاريخ القويم، ج 3، ص 362.
  11. المكي، التاريخ القويم، ج 3، ص 355.
  12. البلاذري، انساب الاشراف، ج 10، ص 334.
  13. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 3، ص 215.
  14. الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 423.
  15. ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ج 1، ص 374؛ ابن جبیر، رحلة ابن جبير، ص 55.
  16. الأزرقي،أخبار مكة، ج 1، ص 539.
  17. الشيخ المفيد، الارشاد، ج 2، ص 383.
  18. الكليني، الكافي، ج 8، ص 589.
  19. العلامة الحلي، مختلف الشیعة، ج 4، ص 183.
  20. الأفتخاري، آراء المراجع في الحج، ج 1، ص 364.
  21. الجزيري، الفقه علی المذاهب الاربعة، ج 1، ص 859 ــ 860.
  22. الصدر، منهج الصالحين، ج 2، ص 202.