رفاعة بن شداد البجلي
رفاعة بن شداد البجلي الفتياني (ق: 66 هـ)، من أصحاب الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام ومن قادة ثورة التوابين ومن أعوان المختار الثقفي.
وقد شهد مع الإمام علي (ع) معركتي الجمل وصفين، وكان قاضياً على الأهواز من قبله، كما أنه كان في مقدمة مَن كاتبَ الإمام الحسين (ع)، ودعاه إلى الكوفة.
وانضم رفاعة مع آخرين بعد واقعة الطف منهم سليمان بن صرد الخزاعي، وصار أحد قادة ثورة التوّابين، وبعد انهزام التوابين التحق بالمختار في ثورته، وروي أنّه انفصل مدة قصيرة عن المختار، وقد قتل معه في ثورته.
النسب
ينتمي رفاعة إلى قبيلة البجيلة، وكان معظم هذه القبيلة من أصحاب الإمام علي في زمن خلافته، وقد شاركوا مع الإمام في حرب صفين، ما عدا القليل منهم،[١] كما أنّ هناك رجالاً من هذه القبيلة تتلمذوا على يد الإمامين الباقر والصادق وسائر الأئمة عليهم السلام، وقد ذكر النجاشي في رجاله أكثر من خمسين راوياً للحديث ينتمون إلى هذه القبيلة. [٢]
في عهد الإمام علي
حضر رفاعة مع مالك الأشتر تشييع أبي ذر الغفاري في الربذة، [٣] وكان قاضياً من قبل الإمام علي على الأهواز، وقد ورد أن الإمام علي وجّه إليه نصائح في رسالة، وقد ذُكر قسم منها في كتاب دعائم الإسلام،[٤]كما وطبعت هذه الرسالة ككتاب منفصل تحت عنوان «كتاب سيد الوصيين وأمير المؤمنين إلى قاضي الأهواز».
وكان رفاعة على رجّالة جيش الإمام علي في معركة الجمل،[٥] وفي حرب صفين عقد الإمام علي له راية وضم تحتها قبيلة البجيلة،[٦] وفي فترة حكم معاوية هرب مع عمرو بن الحمق إلى الموصل،[٧] وبعد وفاة معاوية كان في مقدمة ممن كاتب الإمام الحسين ودعاه إلى الكوفة،[٨] وانضم إلى التوابين بعد واقعة الطف، وأصبح أحد القادة الخمسة الذين خرجوا لأخذ ثأر الإمام الحسين ، وقد شارك معهم في معركة عين الوردة في قبال جيش الشام.[٩]
بعد الإمام علي
عده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الحسين .[١٠] وعندما قام زياد بن أبيه في طلب أصحاب حجر بن عدي، فرّ رفاعة هو و عمرو بن الحمق الخزاعي إلى المدائن، فمرض عمرو أثناء الطريق، وقال لرفاعة، أنقذ نفسك فذهب إلى الموصل.[١١]
موقفه من واقعة الطف
كان رفاعة في مقدمة ممن كاتب الإمام الحسين [١٢] كما أنّه كان هو وسليمان بن صرد الخزاعي من قادة التوابين،[١٣] وبعد أن قتل سليمان بن صرد جمع ما بقي من التوابين، ورجع بهم إلى العراق.
شارك في ثورة المختار،[١٤] وعندما شعر رفاعة بأنّ المختار يحمل في نفسه أفكار منحرفة، انفصل عنه وانضم إلى معارضيه،[١٥] وحينما سمع نداء "يا لثارات عثمان" من مخالفي المختار، غضب والتحق مرة أخرى بالمختار، وكان آخر أمره أنّه قُتِل مع المختار في ثورته سنة 66 هـ.[١٦]
مكانته الروائية
روى رفاعة عن عمرو بن الحمق الخزاعي،[١٧] وروى عنه عبد الملك بن عمير.[١٨]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن الأثير الجزري، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، دار الفكر، بيروت، 1409 هـ/1989 م.
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، د ن، بيروت، 1402 هـ/ 1982 م.
- ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، دار الأضواء، بيروت، ط 1، 1411 هـ/ 1991 م.
- ابن خلدون، عبدالرحمن بن محمد، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر و من عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، تحقيق: خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، ط 2، 1408 هـ /1988 م.
- ابن قتيبه الدينوري، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء، تحقيق: علي شيري، دار الأضواء، بيروت، ط 1، 1410 هـ /1990 م.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، دار الفكر، بيروت، 1407 هـ / 1986 م.
- الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، دار العلم للملايين، بيروت، ط 8، 1989 م.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الرجال الطوسي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1415 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، د ن، بيروت، 1407 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1404 هـ.
- الكشي، محمد بن عمر، اختيار معرفة الرجال، تلخيص: محمد بن الحسن الطوسي، طبعة حسن مصطفوي، مشهد، 1348 هـ ش.
- المحدث النوري، حسين بن محمد تقي، مستدرك الوسائل، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، 1408 هـ.
- النجاشي، أحمد بن علي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة المشتهر برجال النجاشي، طبعة موسى شبيري زنجاني، قم، 1407 هـ.
- نصر بن مزاحم، وقعة صفّين، القاهرة - مصر، طبعة عبد السلام محمد هارون، 1382، طبعة أفيست، قم، 1404 هـ.
- المغربي، نعمان بن محمد، دعائم الإسلام، دار المعارف، مصر، 1385 هـ.
- ↑ نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص 60-205-228-229.
- ↑ النجاشي، الرجال، ص 71-119-215-412-413-446-238-302.
- ↑ الكشي، اختيار معرفة الرجال، ص 65.
- ↑ المغربي، دعائم الاسلام، ج 1، ص 227. ج 2، ص 36-38-176-258-404-442-445-459-487-499-530-534. النوري، مستدرك الوسائل، ج2، ص450. المجلسي، بحار الأنوار، ج 79، ص 101.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج 2، ص 468.
- ↑ نصر بن مزاح، وقعة صفين، ص205.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 81.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 272. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 20.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 488. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 158ــ159.
- ↑ الشيخ الطوسي، الرجال، ص 94.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج3، ص715. البلاذري، أنساب الأشراف، ج5، ص272. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 4، ص 88. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 265.
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة وسياسة، ج 2، ص 7. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 157. ابن خلدون، ديوان المبتدأ والخبر، ج 3، ص 27، الطبري،تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 352.
- ↑ أنساب الأشراف، ج 6، ص 364.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص264.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص291.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 3، ص 29، الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 616، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص235. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 267. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 50.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 4، ص 87.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 5، ص 227.