سليمان بن صرد الخزاعي

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٤٨، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سليمان بن صرد الخزاعي'''، صحابي من سادات العرب ووجهاء الشيعة في الكوفة وكان من الموالين لأمير المؤمنين{{ع}} وولديه الحسن والحسين{{هما}}. شارك في بعض المعارك التي خاضها أمير ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سليمان بن صرد الخزاعي، صحابي من سادات العرب ووجهاء الشيعة في الكوفة وكان من الموالين لأمير المؤمنينعليه السلام وولديه الحسن والحسينعليهما السلام. شارك في بعض المعارك التي خاضها أمير المؤمنينعليه السلام إبّان خلافته، إلا أنه لم يحضر في واقعة كربلاء، وقد ذكر المؤرخون دلائل مختلفة لعدم حضوره. وقاد ثورة التوابين المطالبين بثأر الإمام الحسينعليه السلام سنة 65 هـ في منطقة عين الوردة.

هويته الشخصية

سليمان بن صرد بن جون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم الخزاعي من ولد كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر وهو ماء السماء عامر بن الغطريف والغطريف هو حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن، وقد ثبت نسبه في خزاعة لا يختلفون فيه، يكنّى بأبي مطرف.

ولد سليمان بن صرد الخزاعي في مكة المكرمة، ولم تتحدث المصادر التي ترجمت له عن تاريخ ولادته شيئاً، وقد ورد أنه استشهد سنة 65 للهجرة عن عمر ناهز 93 عاماً [١]كان اسمه في الجاهلية يساراً، فسماه رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم سليمان، ويكنى بأبي المُطرّف.[٢]

صفاته وخصائصه

أثنى عليه كل من ترجم له من علماء الفريقين، ووصفوه بأنّه: كان خيراً فاضلاً له دين وعبادة، وكان له سن عالية وشرف وقدر وكلمة في قومه.[٣]

صحبته للنبي الأكرم(ص)

أدرك سليمان بن صرد النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم، وصحبه،[٤] وقد علّق السيد الخوئي على ذلك بقوله: ما ذكره الشيخ الطوسي من كون سليمان بن صرد من أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم لعله مأخوذ من بعض كتب العامّة وإلا فقد صرّح الفضل بن شاذان بأنه من التابعين.[٥]

موالاة علي(ع)

سكن سليمان الكوفة وبنا داراً في خزاعة وكان نزوله بها في أوّل ما نزلها المسلمون.[٦] سار في ركاب أمير المؤمنينعليه السلام وكان مع كثير من وجهاء الكوفة وأشرافها من أوائل المبايعين لهعليه السلام.[٧]

روي أنّ عليّاًعليه السلام كتب إليه بولاية منطقة الجبل،[٨] وشهد معهعليه السلام صفين والنهروان، وكان في صفين على ميمنة جيش الإمام عليه السلام،[٩] وهو الذي قتل حوشب بن ذي ظليم اللهاني بصفين عندما برزا في المعركة. [١٠]

وذكر البعض أنه تخلف عن معركة الجمل فعاتبه، وعذله أمير المؤمنينعليه السلام.[١١] علماً أن كلمة المؤرخين لم تتفق على تخلفه عن معركة الجمل، بل هناك من شكك في تلك المعلومة، ولم يجزم بها،[١٢] فيما ذهب البعض إلى تكذيب ذلك منهم السيد الخوئي حيث قال:

إنّ ما روي عن كتاب صفين لنصربن مزاحم، عن أبي عبدالله سيف بن عمر، عن إسماعيل بن أبى عمرة، عن عبدالرحمن بن عبيد بن أبي الكنود من عتاب أميرالمؤمنينعليه السلام، وعذله سليمان بن صرد في قعوده عن نصرته بعد رجوعهعليه السلام من حرب الجمل لا يمكن تصديقه، لأنّ عدة من رواته لم تثبت وثاقتهم، على أنّه لم يثبت كون هذا الكتاب عن نصر بن مزاحم بطريق معتبر، فلعل القصة مكذوبة عليه كما احتمله الشيخ.[١٣]

اللقاء مع الإمام الحسن(ع)

ذكروا أنّه لما تمّت البيعة لمعاوية بالعراق، وانصرف راجعاً إلى الشام أتاه سليمان بن صرد، وكان غائباً عن الكوفة وكان سيد أهل العراق ورأسهم، فدخل على الحسن عليه السلام، فقال:... أما بعد فإن تعجبنا لا ينقضي من بيعتك معاوية.... فقال الحسن عليه السلام:

أشهد الله وإياكم أني لم أرد بما رأيتم إلا حقن دمائكم وإصلاح ذات بينكم فاتقوا الله وارضوا بقضاء الله وسلموا لأمر الله والزموا بيوتكم وكفوا أيديكم حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر. [١٤]

ثم خرج سليمان بن صرد من عند الإمام الحسن عليه السلام، فدخل على الحسين عليه السلام، فعرض عليه ما عرض على أخيه، وأخبره بما رد عليه الحسن عليه السلام . فقال الحسين عليه السلام: ليكن كل رجل منكم حلساً من أحلاس بيته ما دام معاوية حياً.[١٥]

في عصر الإمام الحسين(ع)

مكاتبة الإمام الحسين(ع)

اجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد، فذكروا هلاك معاوية، فحمدوا الله وأثنوا عليه، فقال سليمان: إن معاوية قد هلك، وإن حسيناً عليه السلام قد نقض على القوم ببيعته، وقد خرج إلى مكة، وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه، فاكتبوا إليه وأعلموه، فإن خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه. [١٦] فكتبوا إليه:

بسم الله الرحمن الرحيم إلى الحسين بن علي عليه السلام من سليمان بن صرد، و المسيب بن نجبة، ورفاعة بن شداد البجلي، وحبيب بن مظاهر وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد، الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها، وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضى منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها... [١٧]

التخلف عن واقعة عاشوراء

قال صاحب الطبقات الكبرى: كان سليمان فيمن كتب الى الحسين بن علي عليه السلام أن يقدم الكوفة فلما قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه كان كثير الشك والوقوف فلما قتل الحسين عليه السلام ندم هو و المسيب بن نجية الفزاري وجميع من خذل الحسين عليه السلام ولم يقاتل معه. [١٨]فيما ذهب الشيخ محمد حسين المظفر إلى القول: بأن بعض وجوه الشيعة كسليمان بن صرد الخزاعي والمختار و ... كانوا معتقلين في سجن عبيد الله بن زياد.[١٩] وعليه تبقى قضية تخلف سليمان بن صرد عن واقعة عاشوراء من الأمور التي لا يمكن البت بها.

زعامة حركة التوابين

جاء في كتاب الكامل في التاريخ: لما أراد سليمان بن صرد الخزاعي الشخوص سنة خمس وستين بعث إلى رؤوس أصحابه فأتوه فلما أهل ربيع الآخر خرج في وجوه أصحابه وكانوا تواعدوا للخروج تلك الليلة فلما أتى النخيلة دار في الناس فلم يعحبه عددهم فأرسل حكيم بن منقذ الكندي والوليد بن عصير الكناني فناديا في الكوفة يا لثارات الحسين فكانا أول من هتف بهذا الشعار.[٢٠] وقال ابن نما الحلي: أول من نهض في الكوفة سليمان بن صرد الخزاعي.[٢١]

شهادته

خطب سليمان بن صرد الناس، وحرضهم على الجهاد، فاقتتل الناس قتالاً عظيماً جداً، ثم ترجل سليمان بن صرد، وكسر جفن سيفه، ونادى يا عباد الله، من أراد الرواح، إلى الجنة والتوبة من ذنبه والوفاء بعهده فليأت إلي، فترجل معه ناس كثيرون، وكسروا جفون سيوفهم، وحملوا حتى صاروا في وسط القوم. وقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمة حتى خاضوا في الدماء، وقتل سليمان بن صرد أمير العراقيين، رماه رجل يقال له يزيد بن الحصين بسهم فوقع، ثم وثب ثم وقع ثم وثب ثم وقع، وهو يقول: فزت ورب الكعبة.[٢٢]

وقال ابن سعد:

توفي ليمان بن صرد، وله من العمر 93 عاماً. [٢٣]

ونقل ابن مزاحم في وقعة صفين:

أتى سليمان بن صرد علياً أمير المؤمنين عليه السلامبعد الصحيفة، ووجهه مضروب بالسيف، فلما نظر إليه علي قال:
"فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". فأنت ممن ينتظر وممن لم يبدل. [٢٤] وروي أنّ سليمان رأى في المنام في الليلة الثامنة خديجة الكبرى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليه السلام فقالت له خديجة: شكر الله سعيك يا سليمان ولا خوانك، فإنكم معنا يوم القيامة.[٢٥]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، كتاب الفتوح، دار الأضواء، بيروت، 1411 هـ.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، دار الكتاب العربي، بيروت، د.ت.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت، الناشر: دار الكتاب العربي، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 هـ.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت، د.ت.
  • ابن عبد البر، أحمد بن عبد الله، الإستيعاب في معرفة الأصحاب، دار الجيل، بيروت، 1412 هـ.
  • ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة، تحقيق: طه محمد الزيني، مؤسسة الحلبي، د.م، د.ت.
  • ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، ذوب النضار في شرح الثار، جامعة المدرسين، قم، 1416 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، مؤسسة الأعلمي، د.م، 1394 هـ.
  • الخوئي، أبو القاسم بن علي الأكبر، معجم رجال الحديث، د.ن، د.م، 1413 هـ.
  • الشاهرودي، علي، مستدركات علم رجال الحديث، د.ن، طهران، 1412 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، المنتخب من كتاب المذيل، مؤسسة الاعلمي، بيروت، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، جامعة المدرسين، قم، 1415 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1403 هـ.
  • المظفر، محمد حسين، تاريخ الشيعة، د.م، د.ن، د.ت.
  • المفيد، محمد بن محمد، الجمل، مكتبة الداوري، د.م، د.ت.
  • المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، المؤسسة الغربية، القاهرة، 1382 هـ.
  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 26؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 649.
  2. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 351؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 292.
  3. الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، ج 3، ص 530؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 650.
  4. الطوسي، رجال الطوسي، ص 94.
  5. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 9، ص 284.
  6. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 25؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 351.
  7. المفيد، الجمل، ص 52.
  8. البلاذري، أنساب الأشراف، ص 166.
  9. المنقري، وقعة صفين، ص 205.
  10. المنقري، وقعة صفين، صص 400 - 401؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 3، صص 121 - 122.
  11. البلاذري، أنساب الأشراف، صص 271 - 272؛ المنقري، وقعة صفين، ص 6.
  12. الطبري، المنتخب، ص 73.
  13. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 9، ص 283؛ الطوسي، رجال الطوسي، ص 66.
  14. ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 141.
  15. ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 142.
  16. ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 5، صص 27 - 30.
  17. المجلسي، بحار الأنوار، ج 44، ص 332.
  18. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 25.؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 3، ص 144.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 292.
  19. المظفر، تاريخ الشيعة، ص 34.
  20. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 262.
  21. ابن نما الحلي، ذوب النضار، ص 72.
  22. ابن كثير ، البداية والنهاية، ج 8، ص 279.
  23. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 26.
  24. المنقري، وقعة صفين، ص 519.
  25. الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث ، ج 4، ص 138.