الإيمان

من ويكي علوي
مراجعة ٠٥:٤٦، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الإيمان'''، هو الاعتقاد القلبي بتعاليم نبي الإسلام {{ص}} {{و}}الأئمة الاثني عشر {{هم}}، وقد اعتبر فقهاء الشيعة أنّ '''الإيمان''' شرطاً ضرورياً لمرجع التقليد، {{و}}إمام الجماعة، {{و}}القاضي، ومستحق الزكاة، كما يرى معظم فقهاء الشيعة|علما...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الإيمان، هو الاعتقاد القلبي بتعاليم نبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم والأئمة الاثني عشر عليهم السلام، وقد اعتبر فقهاء الشيعة أنّ الإيمان شرطاً ضرورياً لمرجع التقليد، وإمام الجماعة، والقاضي، ومستحق الزكاة، كما يرى معظم علماء الشيعة أنّ الإيمان لا يمكن أن يكون بالتقليد.

يعتقد متكلّموا الشيعة أنّ شرط الإيمان يتوقف على الاعتقاد بإمامة الأئمة المعصومين بعد النبي (ص)، بالإضافة إلى إيمانهم بالتوحيد ونبوة الرسول والعدل الإلهي ويوم القيامة. وبحسب ما ورد في آيات القرآن الكريم بتفاوت الإسلام والإيمان الذي هو أعلى مرتبةً، كذلك له القابلية على الزيادة أو النقصان، وأيضاً لا يمكن الإجبار أو الإكراه عليه.

يعتقد الكثير من علماء الشيعة أنّ الإسلام أعم من الإيمان، وعلى هذا الأساس يكون كل مؤمن مسلماً، وليس بالضرورة أن يكون كل مسلمٍ مؤمناً، كما يعتقد بعض متكلّمي الشيعة مثل الخواجة نصير الدين الطوسي والشهيد الثاني أنّ الإيمان الحقيقي والإسلام واحد، لكن الإسلام الظاهري يكون بمستوى أدنى من الإيمان.

بيان مفهوم الإيمان

في الروايات والمصنفات الفقهية الشيعية، استُخدم الإيمان في المعنيين العام والخاص: المعنى العام، هو الإيمان بالقلب في الله تعالى وفي جميع تعاليم نبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم، والمعنى الخاص، هو الاعتقاد بإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام والولاية عليهم بالإضافة إلى المعنى الأول،[١] وفقاً لمعنى الإيمان الخاص يُعتبر جميع الشيعة من الأئمة الاثني عشر عليهم السلام مؤمنين.[٢]

استخدم الإيمان بمعنى خاص في كثير من جوانب الفقه، مثل: الاجتهاد والتقليد والطهارة والصلاة والزكاة والخمس والصوم والاعتكاف والحج والوقف والنذور والقضاء والشهادات،[٣] وهو شرط الصحة والقبول لجميع العبادات،[٤] كما اشترط الإيمان في مرجع التقليد أيضاً، وإمام الجماعة، ومستحق الزكاة والخمس، والقاضي، والشاهد، و غيرها.[٥] وقد قيل: إنّ كثیرا من الفقهاء يشترطون الإيمان في المؤذن والنائب في الحج.[٦]

قد اعتبر الشيخ مفيد وهو أحد علماء الإمامية،[٧] في الإيمان تصديق القلب، وإقرار اللسان. ووافقه في الرأي الشافعي وهو عالم سني.[٨] كما يعتقد بعض الإمامية، مثل: السيد مرتضى والشيخ الطوسي وابن ميثم البحراني والفاضل المقداد وعبد الرزاق لاهيجي[٩] أنّ الإيمان هو عمل القلب، على اساس أنّ الإيمان هو إيمان بالله ورسوله والوحي، كذلك أنّ المؤمن من يعتقد في قلبه، وبالتالي فإنّ الإقرار باللسان ليس ضرورياً.

المصادیق

وردت آيات كثيرة في القرآن الکریم تبيّن مصاديق الإيمان، من قبيل الإيمان بالله تعالى،[١٠] والإيمان بجمیع الأنبیاء عليهم السلام،[١١] والإيمان بما أنزل الله على أنبياءه من الكتب السماوية،[١٢] والإيمان بيوم القيامة،[١٣] والإيمان بالملائكة،[١٤] والإيمان بالغيب،[١٥]

اعتبر متكلّموا الشيعة أنّ شرط الإيمان هو الاعتقاد بالتوحيد والعدل الإلهي والقيامة والأنبياء عليهم السلام، والاعتقاد بإمامة الأئمة المعصومين عليهم السلام بعد النبي (ص).[١٦] في المقابل يعتقد المعتزلة أنّ شرط الإيمان هو الاعتقاد بالتوحيد والإقرار بنبوة الأنبياء عليهم السلام، وبالوعد والوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،[١٧] أما الأشاعرة فيعتقدون بأنّ لزوم الايمان هو بالتصديق في النبي صلی الله عليه وآله وسلم والعلم باليقين بما وصل إلينا من وحدانية الله تعالى ووجوب الصلاة.[١٨]

النتائج والخصائص

العديد من آيات القرآن الكريم تتحدث عن الإيمان وآثاره وخصائصه، وعلى هذا الأساس هناك تفاوت بين الإسلام والإيمان الذي هو بمرتبة أعلى.[١٩] الإيمان الحقيقي يجلب الحب الشديد لله تعالى.[٢٠] أخرج الله المؤمنين من "الظلمات" وأدخلهم إلى عالم "النور". [٢١]

بناءً على هذا فإن الإيمان قابل للزيادة والنقصان بحسب ما جاء في القرآن الكريم،[٢٢] ومعه تطمئن قلوب المؤمنين وتستقر.[٢٣] كما ورد في القرآن الكريم أيضاً أنه لا يمكن إجبار أيّ إنسان على الإيمان.[٢٤]

ورد في آيات القرآن الكريم تحذيرات كثيرة للمؤمنين من الذنوب والآثام، كما تدعوهم لتصحيح أخطاءهم وكمال نفوسهم.[٢٥]

التقليد في الإيمان

يعتقد مشهور علماء الإمامية أنّ التقليد في الإيمان لا يكفي.[٢٦] كما أنّ المعتزلة ومعظم الأشاعرة يتفقون مع الشيعة في هذا الصدد.[٢٧] في المقابل اعتبر الحشوية والتعليمية من أهل السنة أنّ الإيمان يقع صحيحاً من خلال التقليد.[٢٨]

علاقة الإسلام والإيمان

يعتقد الكثير من علماء الشيعة أنّ الإسلام والإيمان مفهومان مختلفان، وبالتالي فإنّ الإسلام أعم من الإيمان، أي: أنّ كل مؤمن مسلم، لكن ليس كل مسلم بالضرورة يكون مؤمناً،[٢٩] كما أنّ أكثر الأشاعرة لهم نفس هذا الرأي.[٣٠]

إلا أنّ المعتزلة [٣١] وكثيرا من الخوارج والزيديين[٣٢] وأبو حنيفة وأتباعه[٣٣] والشيخ الطوسي[٣٤] لم يقبلوا الفرق بين الإسلام والإيمان.

الخواجة نصير الدين الطوسي متكلّم شيعي من القرن السابع الهجري،[٣٥] والشهيد الثاني الفقيه الشيعي الكبير من القرن العاشر الهجري، [٣٦] والتفتازاني متكلّم من القرن الثامن الهجري،[٣٧] يؤمنون بأنّ الإيمان الحقيقي والإسلام واحد، لكن الإسلام الظاهري يختلف عن الإيمان، وبناءً على ذلك فإنّ من أسلموا ظاهراً ليسوا بالضرورة يكونوا مؤمنين، لكن المؤمنين جميعهم مسلمون أيضاً.

بحسب رأي العلامة الطباطبائي فإنّ الإسلام والإيمان عند الفلاسفة والمفسّرين المعاصرين، لهما درجات، والوصول إلى أيّ مستوى من الإسلام هو شرط للوصول إلى المستوى التالي وهو الإيمان؛ فالمرحلة الأولى للإسلام هي قبول ظاهر الأوامر والنواهي، وبعد ذلك تكون المرحلة الأولى وهي الإيمان، وهو الاعتقاد القلبي والإيمان بمضمون الشهادتين، ثم باقي الأحكام الفرعية للإسلام.[٣٨]


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • أیجي، عضد الدین، کتاب المواقف، تحقیق عبد الرحمن عمیرة، بیروت، دار الجیل، 1ذ417 هـ .
  • الباقلاني، محمد بن طبیب، تمهید الأوائل وتلخیص الدلائل، تحقیق عماد الدین أحمد حیدر، بیروت، مؤسسة الکتب الثقافیة، 1414 هـ.
  • البحراني، میثم بن علي، قواعد المرام في علم الکلام، تحقیق سید أحمد حسیني، قم، مکتبة آیة اللّه العظمی المرعشي النجفي، 1406 هـ.
  • التفتازاني، مسعود، شرح المقاصد، تحقیق دکتر عبد الرحمن عمیرة، قم، منشورات الرضی، 1409 هـ.
  • الخمیس، محمد عبد الرحمن، أصول الدین عند الإمام أبوحنیفة، ریاض، دار الصمیعي، 1416 هـ.
  • الطوسي، محمد بن محمد، قواعد العقائد، تحقیق علي رباني گلپایگاني، قم، مرکز مدیریة الحوزة العلمیه قم، 1416 هـ.
  • المرتضی، علي بن الحسین، الذخیرة في علم الکلام، تحقیق سید أحمد حسیني، قم، مؤسسه نشر الأسلامي، 1411هـ.
  • الشبّر، سید عبدالله، حق الیقین فی معرفة أصول الدین، بیروت، الأعلمي، 1418 هـ.
  • الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، حقائق الإيمان، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة، قم، ط 1، 1409 هـ.
  • الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، 1414 هـ.
  • الطوسي، محمد بن حسن، التبیان فی تفسیر القرآن، بیروت، دار احیاء التراث العربی، بیتا.
  • الطباطبائي، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، بیروت، الأعلمي، 1393 هـ.
  • الغزالي، محمد بن محمد، قواعد العقائد، تحقیق وتعلیق موسی محمد علي، بیروت، عالم الکتب، 1405 هـ.
  • الفاضل المقداد، إرشاد الطالبین إلی نهج المسترشدین، تحقیق سید مهدي رجائي، قم، مكتبة آیة اللّه العظمی المرعشي النجفي، 1405 هـ.
  • الفاضل المقداد، اللوامع الإلهیة فی المباحث الکلامیة، تحقیق سید محمد علي، قم، انتشارات دفتر تبلیغات إسلامي، 1380 ش.
  • اللاهیجي، عبد الرزاق، مركز الإيمان، تصحیح صادق لاریجاني، طهران، الزهراء، 1364 ش.
  • المعتزلي، عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، تعلیق أحمد بن حسین بن أبو هاشم، تحقیق عبد الکریم عثمان، قاهره، مکتبة وهبة، 1408 هـ.
  • النجفي، محمد حسن، جواهر الکلام في شرح شرائع الإسلام، تصحیح: عباس قوچاني وعلي آخوندي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1404 هـ.
  • الهاشمي الشاهرودي، محمود، مؤسسه دائرة المعارف فقه إسلامي، مدخل الإیمان.
  1. معجم الفقه الفارسي "الإيمان"، ج 1، ص 787.
  2. الشهید الثاني، مسالك الأفهام، ج 5، صص 337-338.
  3. معجم الفقه الفارسي "الإيمان"، ج 1، ص 787.
  4. النجفي، جواهر الکلام، ج 15، ص 63.
  5. معجم الفقه الفارسي "الإيمان"، ج 1، ص 787.
  6. معجم الفقه الفارسي "الإيمان"، ج 1، ص 787.
  7. الفاضل المقداد، إرشاد الطالبین، ص 440؛ شبّر، حق الیقین، صص 558-559.
  8. الخمیس، أصول الدین عند الإمام أبوحنیفة، ص 41.
  9. السید المرتضی، الذخیرة في علم الکلام، صص 536-537؛ البحراني، قواعد المرام في علم الکلام، ص 270؛ الفاضل المقداد، إرشاد الطالبین، ص 442؛ الفاضل المقداد، اللوامع الإلهیة في المباحث الکلامیة، ص 440؛ اللاهیجي، مركز الإيمان، ص 165.
  10. سورة البقرة: 256 و 186؛ سورة ىل عمران: 52 و 110 و 193؛ سورة النساء: 175؛ و...
  11. سورة آل عمران: 179؛ سورة الحديد: 19؛ سورة البقرة: 177؛ سورة النساء: 136.
  12. سوره البقرة: 136؛ سورة النساء: 162.
  13. سوره البقرة: 8 و 62 و 126 و 228 و 232 و 263.
  14. سوره البقرة: 177 و 285.
  15. سورة البقرة: 4.
  16. الغزالي، قواعد العقائد، ص 145؛ الشهید الثاني، حقائق الإیمان، ص 144 و 164.
  17. الغزالي، قواعد العقائد، ص 145.
  18. التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 177.
  19. سورة الحجرات: 14.
  20. سورة البقرة: 165.
  21. سورة البقرة: 257.
  22. سورة التوبة: 9-124.
  23. سورة الرعد: 13-28.
  24. سورة البقرة: 256.
  25. سورة الصف: 2؛ سورة المنافقون: 9؛ سورة الممتحنة: 1؛ سورة الحجرات: 1-12؛ سورة المجادلة: 9.
  26. الشهید الثاني، حقائق الإیمان، ص 59.
  27. التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 288.
  28. التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 218.
  29. الشیخ المفید، أوائل المقالات، ص 54.
  30. الباقلاني، تمهید الأوائل وتلخیص الدلائل، ص 391.
  31. المعتزلي، شرح الأصول الخمسة، ص 705.
  32. الشیخ المفید، أوائل المقالات، ص 54.
  33. الخمیس، أصول الدین عند الإمام أبوحنیفة، صص 435-436.
  34. الشیخ الطوسي، التبیان في تفسير القرآن، ج 2، ص 418.
  35. نصیر الدین الطوسي، قواعد العقائد، صص 142-143.
  36. الشهید ثاني، حقائق الإیمان، صص 120-121.
  37. التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 207.
  38. طباطبائی، المیزان، ج 1، صص 301-303.