آية ليلة المبيت

من ويكي علوي
مراجعة ٠٥:٠٧، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية ليلة المبيت''' أو '''آية الشراء'''، هي الآية 207 من سورة البقرة، والتي أثنت على الذين يُضحّون بأنفسهم في سبيل الله وابتغاءِ مرضاته، ولقد ذهب جميع علماء الشيعة وأغلب علماء السنة إلى أنَّها نزلت في ليلة المبيت، بحق الإمام علي{{عليه الس...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية ليلة المبيت أو آية الشراء، هي الآية 207 من سورة البقرة، والتي أثنت على الذين يُضحّون بأنفسهم في سبيل الله وابتغاءِ مرضاته، ولقد ذهب جميع علماء الشيعة وأغلب علماء السنة إلى أنَّها نزلت في ليلة المبيت، بحق الإمام عليقالب:عليه السلام حيث بات على فراش رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بدلاً عنه وحفاظاً على حياته.

نص الآية

تعرف الآية 207 من سورة البقرة ب‍آية الشراء أو آية ليلة المبيت،[١] قال تعالى:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ

المراد من شراء النفس

يكون "الشراء" مصدر قالب:قرآن الذي ورد في هذه الآية،[٢] وهو بمعنى البيع،[٣] وقد ذكر العلامة الطباطبائي عن المراد مِن بيع النفس لابتغاء مرضاة الله: أن الذي يبيع نفسه مِن الله لا يُريد إلا ما أراد الله، ولا يبتغي إلا مرضاته، ولا يتبع هوى نفسه أبداً.[٤]

سبب النزول

ذكر العلامة الطباطبائي في الميزان: إنَّ الكثير من الأحاديث دلّت على نزول آية الشراء في ليلة المبيت،[٥] وذكر ابن أبي الحديد - من علماء المعتزلة - في شرحه على نهج البلاغة أنَّ جميع المفسرين يعتقدون بأنَّ هذه الآية نزلت في حق الإمام عليقالب:عليه السلام في ليلة المبيت،[٦] حيث قرّر جمع من مشركي قريش أن يهجموا في ليلة المبيت على بيت النبيصلى الله عليه وآله وسلم في المدينة ليقتلوه، فلمّا علم النبيصلى الله عليه وآله وسلم بالأمر طلب من الإمام عليقالب:عليه السلام أن يبيت على فراشه، فبات الإمام علي على فراشه، ففشلت خطة المشركين، ونجى النبي من كيدهم.[٧]

وذكر بعض علماء أهل السنة إنَّ هذه الآية نزلت في آشخاص آخرين[٨] واستندوا في ذلك على روايات، قد شكّك بعض العلماء في اعتبارها، وذهب بعض الباحثين في التاريخ إلى أنَّ هذه الروايات وُضعت تعصباً لتغطية فضائل الإمام عليقالب:عليه السلام.[٩]

نقاط في تفسير الآية

تصف هذه الآية والآيات السابقة إنموذجين من الناس،[١٠] حيث أشارت الآيات السابقة إلى المنافقين المعاندين، والمغرورين الأنانيين، الذين يتظاهرون بالخير مع الناس، وهم في باطن الأمر يسعون للفساد في الأرض، [١١] وأشارت هذه الآية إلى الذين يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله، ولا يبتغون إلا مرضاته،[١٢] وذكر العلامة الطباطبائي إنَّ سياق الآيات يدلّ على تواجد كلا الإنموذجين في زمن الرسولصلى الله عليه وآله وسلم.[١٣]

درجات شراء النفس

ذكر بعض المفسرين إنَّ لشراء النفس ثلاث درجات:

  1. أن يكون خوفاً من النار
  2. أن يكون طمعاً في الجنة
  3. أن يكون شوقاً إلى الله وطلبا لمرضاته

فالدرجة الأولى هي أدنى الدرجات كما أنَّ الثالثة هي أعلاها، وبناءً على هذه الآية يكون مبيت الإمام عليقالب:عليه السلام في ليلة المبيت من النوع الثالث.[١٤]

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، المصحح: إبراهيم محمد أبو الفضل، قم - إيران، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404 هـ.
  • الصادقي، محمد، الفرقان في تفسير القرآن، قم - إيران، الناشر: فرهنك إسلامي، 1406 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي، ط 2، 1390 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقیق: فضل الله الطباطبائي - هاشم رسولي، طهران ـ إيران، الناشر: ناصر خسرو، ط 3، 1372 ش.
  • الهاشمي، مرضية، فصل نامه سفينه ، رقم 13، 1385 ش.
  • فضل الله، محمد حسين، من وحي القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: دار الملاك، ط 1، 1419 هـ.
  • مركز فرهنك ومعارف قرآن، دائرة المعارف قرآن كريم، قم - إيران، الناشر: بوستان كتاب، ط 3، 1382 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل، ترجمة محمد علي آذرشب، قم - إيران، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام، ط 1، 1421 هـ.
  1. مركز فرهنك ومعارف قرآن، دائرة المعارف قرآن كريم، ج 1، ص 398.
  2. الصادقي، الفرقان في تفسير القرآن، ج 3، ص 225.
  3. الطبرسي، مجمع البيان، ج 2، ص 536.
  4. الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 2، ص 98.
  5. الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 2، ص 100.
  6. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 13، ص 262.
  7. الطوسي، الأمالي، ص 466.
  8. الطبري، جامع البيان، ج 3، ص 591؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 5، ص 350.
  9. الهاشمي، "بررسي سبب نزول آية اشتراي نفس"، ص 153.
  10. فضل الله، من وحي القرآن، ج 4، ص 117.
  11. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 2، صص 73 و74.
  12. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 2، ص 74.
  13. الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 2، ص 98.
  14. الصادقي، الفرقان في تفسير القرآن، ج 3، صص 225 و226.