الشيخ جعفر كاشف الغطاء

من ويكي علوي
مراجعة ١٧:٣٧، ١ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'جعفر بن خضر بن يحيى الجناجي النجفي، المعروف بـ ”كاشف الغطاء» (1156 ــ 1227 هـ)، من مراجع التقليد للشيعة في القرن الثالث عشر الهجري، وتولى المرجعية الدينية بعد أستاذه السيد مهدي بحر العلوم، وكأستاذه الآخر الوحيد البهبهاني تصدى للأخباري...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

جعفر بن خضر بن يحيى الجناجي النجفي، المعروف بـ ”كاشف الغطاء» (1156 ــ 1227 هـ)، من مراجع التقليد للشيعة في القرن الثالث عشر الهجري، وتولى المرجعية الدينية بعد أستاذه السيد مهدي بحر العلوم، وكأستاذه الآخر الوحيد البهبهاني تصدى للأخباريان وألّف كتب في الرد على آرائهم.

وفي هجوم الوهابيين على النجف قام الشيخ جعفر بالدفاع عن هذه المدينة. كان أول عالم شيعي ألّف كتابا في الرد على الوهابية، وله مؤلفات في الفقه والأصول والكلام، وأشهر كتبه كشف الغطاء وبناء عليه لقب بكاشف الغطاء، وقد ألّف أيضا كتاب منهج الرشاد لمن أراد السداد في الرد على الوهابية وكتاب الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الأخباريين في الرد على أخباريين. محمد حسن النجفي الشهير ب"صاحب الجواهر" من تلامذته، وأسرة آل كاشف الغطاء التي تعد من الأسر العلمية والشيعة في القرن 13 و14 تعود في النسب إليه.

حياته ونسبه

تصل نسب أسرة آل كاشف الغطاء إلى مالك الأشتر، ووالده الشيخ خضر كان من العلماء والزهاد في عصره، وانتقل من منطقة جناجية في نواحي الحلة لطلب العلم إلى النجف، وأقام فيها وتوفي سنة 1181 هـ.[١] الشيخ جعفر أيضا ولد في النجف، ودرس في كربلاء والنجف، وبعد أكمل دراسته للعلوم الدينية سكن النجف حتى نهاية عمره، توفي 22 رجب سنة 1228 في النجف ودفن في مقبرة قد أعدها لنفسه (في إحدى غرف مدرسته العلمية) في العمارة بالنجف، وثم بنيت قبة على قبره، وقد دفن بجواره أيضا عدد من أولاده وأحفاده.

نسب آل کاشف الغطاء به مالک اشتر می‌رسد. پدر او خضر، از عالمان و زاهدان روزگار خود شمرده می‌شد، از جُناجیه در اطراف حله به قصد تحصیل به نجف رفت و در همان شهر ماند و در سال ۱۱۸۱ق درگذشت.[٢] شیخ جعفر هم در نجف زاده شد. يعد الشيخ جعفر كاشف الغطاء رأس أسرة آل كاشف الغطاء، وهي من الأسر العلمية والشيعية في قرني 13 و14 للهجرة. محمد حسين كاشف الغطاء أحد مراجع الدين الشيعة في القرن 14 حفيده.

سيرته العلمية

كان كاشف الغطاء متبحراً في الفقه والأصول، ويدلّ ما ألّفه في هذين العلمين ولاسيما كتابه كشف الغطاء على طول باعه في استنباط الأحكام. وقد ألف هذا الكتاب أثناء سفره إلى يران ولم يكن يحمل معه سوى كتاب القواعد للعلامة الحلي. وقيل إنّ الشيخ الأنصاري (1214 ـــ 1281 هـ) قال: إنّ من يعرف قواعد وأصول هذا الكتاب هو مجتهد عندي. كان قد ادعى قائلاً: لو أني فقدت جميع الكتب الفقهية لكان باستطاعتي كتابة جميع الأبواب والأبحاث الفقهية من أولها إلى آخرها،[٣] قد اعترف الفقهاء المعاصرون له والمتأخرون بتبحره العلمي والفقهي.

أساتيذه

تتلمذ على يد أبرز علماء عصره، منهم:

تلاميذه

أصبح من المجتهدين والعلماء المشهورين، وكان يحضر حلقة درسه علماء كثيرون وأصبح عدد منهم من الفقهاء والمحققين الكبار الذين سطع نجمهم في سماء العلوم الدينية في العراق وايران نذكر منهم:

آثاره

  • الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الأخباريين، طهران، 1306 هـ و1319 هـ.
  • كشف الغطاء عن خفيات مبهمات الشريعة الغرّاء، طهران، 1271 هـ و 1317 هـ.
  • بغية الطالب في معرفة المفروض والواجب، رسالة عملية قصيرة، القسم الأول منها في أصول العقائد والقسم الثاني في الأحكام.

يشير أغا بزرك الطهراني إلى أنه رأى مخطوطات كثيرة من هذا الكتاب.[٦] وتوجد مخطوطة منها في مكتبة آية الله المرعشي ومخطوطة أخرى في المكتبة المركزية بجامعة طهران. وقد ترجمها محمد المامقاني إلى الفارسية، كما توجد ترجمة أخرى لها لأسدالله الدزفولي صهر الشيخ بعنوان تحفة الراغب.[٧]

  • التحقيق والتنفير فيما يتعلق بالمقادير، يذكر الأغا بزرك الطهراني أنه طبع مع خصائص يوم الجمعة للشهيد الثاني [٨]
  • الرسالة الصومية، يشير الأغا بزرك الطهراني إلى أنه رأى مخطوطات متعددة لها [٩]
  • مشكاة المصابيح، شرح للمنظومة الفقهية مشكاة الهداية، تأليف السيد محمد مهدي بحرالعلوم.
  • رسالة في العبادات المالية، كتاب فقهي، يوجد مخطوطة منه في مكتبة وزيري بيزد.
  • غاية المراد في أحكام الجهاد، كتاب فقهي ألف بطلب من عباس ميرزا (1202 ــــ 1249 ه) في 1227 ه، ويذكر الأغا بزرك الطهراني وجود مخطوطة منه في مكتبة الرضوية. المقدسة أُوقفت عام 1261 ه. كما يشير إلى مخطوطة أخرى منها في مكتبة سبهسالار (سابقاً) تحت عنوان الحسام البنّار في قتال الكفار [١٠]
  • نهج الرشاد لمن أراد السداد، وهو في رد ونقد آراء الوهابيين، ويذكر الأغا بزرك الطهراني أنه طبع عام 1343 هـ،[١١] توجد مخطوطة منه في مكتبة وزيري بمدينة يزد.

نشاطاته الدينية‌ والاجتماعية

رئاسة الشيعة

تولّى الشيخ جعفر بعد وفاة بحرالعلوم الرئاسة الدينية للشيعة في العراق وايران والبلاد الأخرى. وازدادت شهرته ونفوذه الاجتماعي والسياسي ورغم أن نظرية وجوب تقليد الأعلم لم تكن واسعة الانتشار قبل الشيخ الأنصاري وكان المقلدون الشيعة يقلدون عدداً من المجتهدين المحليين في وقت واحد فقد كان كاشف الغطاء مرجع تقليد الشيعة عملياً.قالب:بحاجة إلى مصدر

الصراع بين الأصوليين والأخباريين

وكان قد حدث في عهد كاشف الغطاء صراع علمي شديد بين العلماء الأصوليين والأخباريين الشيعة، وكان كل من هاتين الطائفتين تسعى لإثبات آرائها وردّ الآراء المخالفة وتخطئتها. وقد نشأ الشيخ جعفر في مدرسة الوحيد البهبهاني الأصولية، وكان من حماة الاجتهاد والاستنباط والدفاع عن الاعتماد على العقل والاستدلال للوصول إلى العقائد والأحكام الشرعية، ولذا أوقف نفسه للدفاع عن علم الأصول وردّ الآراء الأخبارية وعلمائها بكل قواه.قالب:بحاجة إلى مصدر

وقد تجلّت مظاهر هذا الصراع في خلافه مع العالم الأخباري الشهير الشيخ محمد بن عبد النبي النيشابوري (1232 هـ)، فتوجه الميرزا محمد الى ايران أثر مناهضة كاشف الغطاء الشديدة له وإحساسه بالخطر واعتصم بحاكم ايران فتح عليشاه. وقد ألف الشيخ جعفر في البدء كتاباً بعنوان كشف الغطاء عن معايب ميرزا محمد عدو العلماء، ردّ فيه آراءه، وأرسله إلى شاه ايران،[١٢]ثم سافر بنفسه إلى إيران حيث أدّت مساعيه التي بذلها إلى إبعاد الشاه القاجاري للشيخ محمد.

ثم ألف كتاباً آخر لولده الشيخ على خلال رحلته إلى أصفهان باسم الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة جهال الأخباريين، ردّ فيها من جديد آراء الأخباريين وخطّأها،[١٣] وألف الميرزا محمد الأخباري كتاباً بعنوان الصيحة بالحق على من ألحد وتزندق، ردّاً على الكتاب المذكور أيضاً. وقد لعبت مساعيه العلمية والعملية تجاه العلماء الأخباريين دوراً مهماً في إضعاف نفوذهم في السنوات التالية.[١٤]

التصدي للوهابيّة

حدث نزاع آخر بين الشيخ وأتباع محمد بن عبد الوهاب. ففي أواخر القرن 12 ثار أتباع محمد بن عبدالوهاب (1111 ــــ 1207 هـ) في الجزيرة العربية وهجموا على الكثير من عقائد الفرق الدينية الإسلامية المختلفة بالمعارضة لهم (وخاصة المذهب الشيعي)، مدعين تخليص الشريعة من الشوائب وبدأوا عملياً بمحاربة ما يدعونه بالشرك والمظاهر المبتدعة.قالب:بحاجة إلى مصدر

وقد تجاوز نطاق هذا التيار التخريبي حدود الجزيرة العربية ومدينتي مكة والمدينة إلى العراق فتعرّضت مدينتا كربلاء والنجف لهجمات الوهابيّة، وانبرى الشيخ جعفر كاشف الغطاء للدفاع عن النجف ومقدسات أهلها، وحمل السلاح بنفسه. وسلّح العلماء والطلاب وأبناء الشعب أيضاً وقاتل المهاجمين إلى أن ردّهم على أعقابهم. ثم أمر بتشييد سور حول النجف لتكون في مأمن مع أهلها من إغارات الوهابيين عليها. كما ألف من الناحية العلمية كتاباً باسم "منهج الرشاد لمن أراد السداد"، في نقد ورد عقائد الوهابيّة، ربما كان أول كتاب من نوعه.[١٥]

رحالاته

حج كاشف الغطاء مرتين، الأولى في 1186 هـ والثانية في 1199 هـ. وفي 1222 هـ قصد ايران وزار مدنها الكبرى كطهران وأصفهان وقزوين ويزد ومشهد ورشت. كان الناس يستقبلونه أينما حلّ استقبالاً حافلاً. وكان يعقد الاجتماعات ويتحدث إلى الأهالي في كل مكان. وفي ذروة شهرته وقدرته الدينية والسياسية، زار في طهران فتحعلي شاه القاجاري.قالب:بحاجة إلى مصدر

وقد قدّم الشيخ جعفر للشاه في هذا اللقاء كتاب كشف الغطاء وأجازه في أخذ ما يتوقف عليه تدبير العساكر والجنود ورد أهل الكفر... من خراج أرض مفتوحة وزكاة [١٦] وصدرت هذه الفتوى أثناء الحرب الأولى بين ايران وروسيا (1218 ـــ 1228 هـ).

احترامه لدى حكومتي ايران والعثمانية

كان كاشف الغطاء يحظى بالاحترام والإكبار لدى الحكومتين الايرانية والعثمانية. يُلجأ إليه لرفع الاختلافات بين البلدين عند الضرورة لما له من نفوذ الكلمة، وكان يعتقد اعتقاداً راسخاً بضرورة تنفيذ أحكام الاسلام لا سيما الحدود ينتهي بحوادث،[١٧] وكان الشيخ يهتم اهتماماً كبيراً بمساعدة المحرومين، فيأخذ من ذوي الثروة ليعطيهم، ويجمع بنفسه المعونات لهم أحياناً.

مواضيع ذات صلة

  1. آقا برزك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 10، ص 249؛ ج 9، ص 239.
  2. معلم حبیب‌آبادی، مکارم الآثار، ۱۳۵۲ش، ج۳، ص۸۵۲؛ آقابزرگ، طبقات اعلام الشیعه، ۱۴۰۴ق، ص۲۴۹.
  3. القمي، ص 70.
  4. حرز الدين، معارف الرجال، ج 1، ص 152.
  5. حرز الدين، معارف الرجال، ج 1، ص 152 - 153.
  6. الذريعة، ج 3، ص 133.
  7. ج3، ص 134.
  8. ج 3، ص 485.
  9. ج 11، ص205.
  10. ج 16، ص 16 - 17.
  11. ج 3، ص 186.
  12. أقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 18، ص 45.
  13. أقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 37.
  14. أقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 38.
  15. الطبقات، ص 251.
  16. كاشف الغطاء، ص 394.
  17. الأمين، ج 4، ص 102.