زمزم

من ويكي علوي
مراجعة ٠٨:٥٠، ١ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''زمزم''' هو عبارة عن بئر ماء فجرها الله ''لإسماعيل'' {{ع}} وأمه هاجر، وتقع في الحرم المكي على بعد 21 متراً من الكعبة المشرفة، وتعتبر ذات مكانة كبيرة عند المسلمين، وأولى الثمرات التي أعطاها الله {{عز وجل}} النبي إبراهي...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

زمزم هو عبارة عن بئر ماء فجرها الله لإسماعيل عليه السلام وأمه هاجر، وتقع في الحرم المكي على بعد 21 متراً من الكعبة المشرفة، وتعتبر ذات مكانة كبيرة عند المسلمين، وأولى الثمرات التي أعطاها الله لنبيه إبراهيم عليه السلام، وتقع فتحة بئر زمزم تحديداً تحت سطح المطاف وخلف مقام إبراهيم إلى اليسار المقابل للكعبة.

اندثر البئر في زمن ما قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، إلّا أنّ جده عبد المطلب حلم في مكان وجود البئر، وطلب أن يُفتح، إلى أن وجدوه فعلاً، وتحققت رؤياه، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم في فضل هذا الماء: ”خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت بقية حضر موت كرجل الجراد من الهوام“.

سبب التسمية

تعود تسمية بئر زمزم بهذا الاسم إلى كثرة مائها، ويقول البعض إلى اجتماعها؛ لأنّ الماء عندما فاض من البئر على وجه الأرض، قالت السيدة هاجر للماء: زمزِم، أي اجتمع، وقيل إنّ البئر سُمّيت بزمزم؛ لأن السيدة هاجر زمّت التراب، بمعنى جمعته ليحيط بالماء ويجعله في مكانٍ واحد.

أسماء زمزم

يوجد أسماء متعدد لزمزم منها:

زمزم في الروايات

في المصادر الشيعية والسنية، يوجد العديد من الأحاديث الشريفة عن ماء زمزم منها:

  • خير ماء ينبع على وجه الأرض.[٤]
  • ماء زمزم شفاء من كل داء وسقم. [٥]
  • ثواب استهداء ماء زمزم.[٦]

آداب شرب وأستعمال ماء زمزم

زمزم في التاريخ

سار النبي إبراهيم قالب:عليه السلام بأمرٍ من الله بزوجه هاجر ورضيعها إسـماعيل إلى مكة، وليس بها يومئذ أثر لحياة، فتركهما ولم يكن معهما إلا قربة ماء وتمر، فتبعته السيدة هاجر وهي تسأله: ”أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا حياة“، فلم يلتفت إليها وتركها ومضى فلحقت به وسألته: ”الله أمرك بهذا“ قال لها: ”نعم“ فردت عليه: ”إذاً لا يضيعنا الله“، فلما فرغ الماء والتمر عطش إسماعيل عليه السلام وهو صغـير حتى خافت أمه عليه الموت.[١٢]

أخذت هاجر تسـعى من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا لعلها ترى أحداً، وإذا بها سمعت صوتاً عند الصبي، فقالت لنفسها: ”صه“ فأخذت تنصت وقالت: ”قد أسمعت إن كان عندك غوث“ فإذا هي بالملك ”يعني جبرائيلعليه السلام عند موضع زمزم فبحث بجناحه حتى أظهر الماء، فجعلت تحوضه بيدها مخافة أن يضيع في الوادي، ثم أخذت تغرف من الماء.[١٣]

يعتبر هذا البئر من أولى الثمرات التي أعطاها الله لنبيه إبراهيم عليه السلام، عندما قال:رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ[١٤]

المكانة التاريخية لزمزم

أشارة بعض الروايات التاريخية إلى فضل ماء زمزم ومكانته، ليس على مستوى الجزيرة العربية فحسب بل شمل الأقوام الأخرى، فقد ذكر الفاكهي في كتابه: أخبار مكة عن مجاهد أنه قال: ”كنا نسير في أرض الروم، فأوانا الليل إلى راهب، فقال: هل فيكم من أهل مكة أحد؟ قلت: نعم، قال: كم بين زمزم والحجر؟ قلت: لا أدري إلا أن أحرزه، قال: لكني أنا أدري إنها تجري من تحت الحجر، ولأن يكون عندي منها ملء طست أحب إلىّ من أن يكون عندي ملأه ذهب“.[١٥]

عن ابن عباس قال: ”إنّ اللّه يرفع المياه العذاب قبل يوم القيامة غير زمزم، وأنّ ماءها يذهب بالحمى والصّداع والاطّلاع فيها يجلو البصر، ومن شربه للشّفاء شفاه اللّه، ومن شربه للجوع أشبعه اللّه».[١٦]

جفاف ماء زمزم

لم يكن هناك ماء في صحراء مكة، وكان لا أحد يعيش فيها، مرّت قبيلة جرهم العربية فرأت الطيورَ تحوم في السماء، فاستدلوا بذلك على وجود الماء، فوصلوا إلى ماء زمزم مستأذنين هاجر أن يضربوا خيامَهم حَول ذلك المكان قريبًا منه فأذنت لهم واستأنست بوجودهم حولها، وببركة هذا الماء الذي خلقه الله في ذلك المكان أخذ العمران يتكاثر مِنْ هذه البقعة المباركة الطيبة.[١٧]

لما استخفت جُرهم بالحرم وتهاونت بحرمة البيت، وأكلوا مال الكعبة الذي يُهدى لها، وأرتكبوا مع ذلك أموراً عظاماً، نضب ماء زمزم وانقطع، فلم يزل موضعه يدرس ويتقادم وتمر عليه السيول عصراً بعد عصر حتى اختفى مكانه، وسلّط الله قبيلة خزاعة على جرهم فأخرجتهم من الحرم، ووليت عليهم الكعبة والحكم بمكة.[١٨]

إعادة حفر زمزم

لمّا ولي عبد المطلب كبير قريش سقاية البيت ورفادته، وكان يفرش له في فناء الكعبة ولم يكن يفرش لأحد هناك غيره فبينما هو نائم في ظل الكعبة فرأى في منامه أتاه آت فقال له: احفر برة، قال: وما برة؟ ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: احفر طيبة، ثم أتاه في اليوم الثالث فقال: احفر المصونة، قال: وما المصونة؟ ثم أتاه في اليوم الرابع فقال: احفر زمزم لا تنزح ولا تذم سقي الحجيج الأعظم عند الغراب الأعصم عند قرية النمل.لا تنزح: أي ينفذ ماؤها بالنزح. و " لا تذم " كأنه بالمعجمة من الذم الذي يقابل المدح و " الأعصم " من الغربان ما يكون إحدى رجليه بيضاء وقيل: كلتاهما وفى القاموس: الأحمر الرجلين والمنقار أو ما في جناحه ريشة بيضاء. وكان عند زمزم حجر يخرج منه النمل فيقع عليه الغراب الأعصم في كل يوم يلتقط النمل؛ فلما رأى عبد المطلب هذا عرف موضع زمزم فقال لقريش: إني أمرت في أربع ليال في حفر زمزم، وهي مأثرتنا وعزنا فهلموا نحفرها، فلم يجيبوه إلى ذلك، فأقبل يحفرها هو بنفسه، وكان له ابن واحد وهو الحارث وكان يعينه على الحفر، فلما صعب ذلك عليه تقدم إلى باب الكعبة ثم رفع يديه ودعا الله ونذر له إن رزقه عشر من بنين أن ينحر أحبهم إليه تقربا إلى الله ، فلما حفر وبلغ الطوى (البئر المطوية) طوى إسماعيل وعلم أنه قد وقع على الماء كبّر وكبّرت قريش وقالوا: يا أبا الحارث هذه مأثرتنا ولنا فيها نصيب، قال لهم: لم تعينوني على حفرها، هي لي ولولدي إلى آخر الأبد،[١٩] وبهذا عادت بئر زمزم تتفجر بالماء العذب من جديد.

زمزم على مر الزمان

ذُكر في المصادر التأريخية أن قريش وكلت العباس بن عبد المطلب سقاية الحجيج، حيث شيد العباس في المسجد الحرام بين الركن والمقام موضع يُسقى منه ماء زمزم، وعرف بـ”سقاية العباس“،

وصف بئر زمزم

يقع بالقرب من الكعبة المشرفة، ولكن فتحة البئر الآن واقعة تحت سطح المطاف على عمق 1،56 متراً، وفي أرض المطاف خلف المقام إلى اليسار المقابل للكعبة، وُضع هناك حجر مستدير مكتوب عليه: (بئر زمزم)، يتعامد مع فتحة البئر الموجودة في القبو أسفل سطح المطاف.

ينقسم البئر إلى قسمين:

الأول: جزء مبني عمقه 12،80 متراً عن فتحة البئر.

الثاني: جزء منقور في صخر الجبل، وطوله 17،20 متراً.

وعلى هذا فعمق البئر 30 متراً من فتحة البئر إلى قعره، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالي أربعة أمتار، وعمق العيون التي تغذّي البئر عن فتحة البئر 13 متراً، ومن العيون إلى قعر البئر 17 متراً، وقُطْر البئر، يختلف باختلاف العمق، وهو يتراوح بين 1،5 متراً و2،5 متراً.[٢٠]

أما العيون التي تغذّي البئر فهي ثلاث عيون: عينٌ جوار الركن الأسود، وعين جوار جبل أبي قبيس والصفا، وعين جوار المروة.[٢١]

المصادر والمراجع

  • ابن الضياء، محمد بن أحمد بن محمد، البحر العميق في مناسك المعتمر والحاج، بيروت، مؤسسة الريان، ط2، 1432هـ.
  • ابن ظهيرة، محمد جمال الدين، الجامع اللطيف في فضل مكة واهلها وبناء البيت الشريف د.م، د.ن، ط5، 1399هـ.
  • البرقي، أحمد بن محمد بن خالد‌، المحاسن، قم، دار الكتب الإسلامية، ط2، 1371هـ.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيتقالب:عليهم السلام لإحياء التراث، د.ت.
  • الصدوق، محمد بن علي، من لايحضره الفقيه، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط2، 1413هـ.
  • الفاكهي، محمد بن إسحاق، أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، بيروت، دار خضر، ط2، 1414هـ.
  • الكردي، محمد طاهر، التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، بيروت، دار خضر، ط1، 1420هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، د.ن، ط1، 1410هـ.
  • النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط7، 1404هـ.
  • النوري، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، قم، مؤسسة آل البيتقالب:عليهم السلام لإحياء التراث، 1407هـ.
  • بكداش، سائد، فضل ماء زمزم، بيروت، دار البشائر الإسلامية، 1420هـ.
  1. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 3، ص 246.
  2. ابن ظهيرة، الجامع اللطيف، ص 169.
  3. الكردي، التاريخ القويم، ج 2، ص 551.
  4. المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج 9، ص 439.
  5. المجلسي، بحار الأنوار، ج 96، ص 245.
  6. الشيخ الصدوق، من لايحضره الفقيه، ج 2، ص 208.
  7. البرقي، المحاسن، ج 2، ص 574.
  8. النجفي، جواهر الكلام، ج 19، ص 411.
  9. النجفي، جواهر الكلام، ج 20، ص 65.
  10. النجفي، جواهر الكلام، ج 20، ص 66.
  11. الطباطبائي، العروة الوثقى، ج 2، ص 75.
  12. ابن ظهيرة، الجامع اللطيف، ص 157 ــ 158.
  13. ابن ظهيرة، الجامع اللطيف، ص 158.
  14. سورة إبراهيم، الآية37.
  15. الفاكهي، أخبار مكة، ج 2، ص 38.
  16. الفاكهي، أخبار مكة، ج 2، ص 38.
  17. ابن الضياء، البحر العميق، ص 2555.
  18. ابن الضياء، البحر العميق، ص 2555.
  19. الكليني، الكافي، ج 4، ص 219.
  20. بكداش، فضل ماء زمزم، ص 51.
  21. بكداش، فضل ماء زمزم، ص 51.