خزيمة بن ثابت الأنصاري
خُزَيمَة بن ثابت الأنصاري، المشهور بـذي الشهادتين، من صحابة النبي (ص) ومن خاصة أمير المؤمنين (ع). كان من السابقين إلى الإسلام في قومه، وشارك في غزوات النبي. لقّبه النبي (ص) بذي الشهادتين.
كان خزيمة أحد المعارضين لبيعة أبي بكر للخلافة، ووقف إلى جانب الإمام علي (ع). كما شارك في معركة الجمل مع أمير المؤمنين واستشهد في معركة صفين.
روى 38 حديثاً عن رسول الله (ص)، وأنشد أشعارا في مدح الإمام علي (ع).
هويته الذاتية
هو خُزَيمَة بن ثابت بن الفاكه بن ثَعلَبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس، كنيته أبو عمارة، وكان من قبيلة الأوس، ويسكن المدينة، ومن صحابة النبي (ص) وخاصة أصحاب الإمام علي (ع).[١]
إسلامه
كان خزيمة من أوائل قومه في اعتناق الإسلام، ويظهر مما ذكره ابن هشام في السيرة النبوية أنّ إسلام خزيمة كان قبل سريه عمير بن عدي في السنة الثانية للهجرة.[٢] وروي أن خزيمة وعمير بن عدي بن خرشة كانا يكسران أصنام بني خطمة.[٣]
مشاركته في غزوات النبي
بناء على رواية كان خزيمة من المشاركين في غزوة بدر وسائر المعارك التي بعدها،[٤] وعلى رواية أخرى كان أول مشاركته في غزوات النبي في معركة أحد،[٥] إلا أنّ بعض مصادر المغازي لم يذكروا اسمه ضمن أصحاب النبي في غزوة أحد وقالوا إنّه حضر في المعارك بعد أحد.[٦] وفي فتح مكة كان خزيمة يحمل راية قومه بني خطمة،[٧]
لقب ذي الشهادتين
يعرف خزيمة بن ثابت بذي الشهادتين،[٨] لأنّه أدّى شهادة في قضية صفقة، وعدّ النبي (ص) شهادته بمنزلة شهادتين، حيث أنّ النبي اشترى من أعرابي فرسا يسمّى المُرتَجَز[٩] وأنكر الأعرابي الصفقة وطلب منه شاهدا يشهد له بذلك، فعندما جاء خزيمة وعلم بما جرى قال لرسول الله: أنا أشهد لك، فسأله رسول الله: بمَ تشهد؟ فأجاب: بتصديقك يا رسول الله، وبناء على رواية عن الإمام الصادق (ع) قال خزيمة للنبي (ص): أَ فَأُصَدِّقُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ لَا أُصَدِّقُكَ عَلَى هَذَا الْأَعْرَابِيِّ؟[١٠] فجعل رسول الله شهادة خزيمة بمنزلة شهادة رجلين.[١١] فكان الأوس يفتخرون به ويقولون: منّا من أُجيزت شهادتُهُ بشهادة رجُلَين.[١٢]
معارضته لخلافة أبي بكر
قالب:مفصلة بناء على ما رواه ابن أعثم كان خزيمة من الحاضرين في سقيفة بني ساعدة، وكان أول من تكلّم فيهم عن مكانة الأنصار، وطلب منهم أن يبايعوا رجل تهابه قريش وتأمنه الأنصار.[١٣]
وقد أنكر اثنا عشر رجلا من المهاجرين والأنصار خلافة أبي بكر، منهم خزيمة بن ثابت،[١٤] وبحسب ما رواه الصدوق قال خزيمة لأبي بكر:
ولا يوجد خبر عن دور خزيمة في أحداث فترة خلافة عمر وعثمان.
وقوفه إلى جانب الإمام علي بعد خلافته
عندما أقبل الناس إلى علي بن أبي طالب (ع) لمبايعته بالخلافة تحدث خزيمة وقال:
- يا أمير المؤمنين ما أصبنا لأمرنا هذا غيرك، ولا كان المنقلب إلا إليك، ولئن صدقنا أنفسنا فيك، فلأنت أقدم الناس إيمانا، وأعلم الناس بالله، وأولى المؤمنين برسول الله، لك ما لهم، وليس لهم مالك.[١٦]
وبعدما بويع علي (ع) بالخلافة أنشد خزيمة:[١٧] قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة
في معركة الجمل
شارك خزيمة في معركة الجمل (سنة 36 هـ)، فكان قائدا على ألف جندي وكانت الراية بيده.[١٨] وعندما شكى الإمام علي (ع) من قادة أصحاب الجمل: الزبير وطلحة وعائشة ويعلي بن منية قام خزيمة ووصفهم بنكث العهد والمكر بأمير المؤمنين، ثم أنشد شعرا في ذلك.[١٩] وبحسب رواية حضر خزيمة معركة الجمل إلا أنه لم يقاتل.[٢٠]
شهادته في معركة صفين
في معركة صفين كان خزيمة في معسكر الإمام علي (ع) يقاتل جيش معاوية، وبعد أن استشهد عمار بن ياسر دخل خزيمة فسطاطه واغتسل وخاض المعركة حتى استشهد.[٢١] وبناء على رواية كان خزيمة لا يقاتل في صفين، وعندما قُتل عمار قال خزيمة سمعت رسول الله (ص) يقول عن عمار: تقتله الفئة الباغية، فالآن تبيّن لي ضلالة جيش الشام، فأخذ يقاتل حتى قتل.[٢٢]
وأشاد الإمام علي (ع) في إحدى خطبه بمكانة خزيمة ذي الشهادتين وبعض أصحابه، وعدّهم إخوانه.[٢٣] دفن خزيمة بصفين، لكن قبره مجهول.[٢٤] قال علي (ع) في إحدى خطبه: أَيْنَ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ رَكِبُوا الطَّرِيقَ وَ مَضَوْا عَلَى الْحَقِّ أَيْنَ عَمَّارٌ وَأَيْنَ ابْنُ التَّيِّهَانِ وَأَيْنَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ وَ أَيْنَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ تَعَاقَدُوا عَلَى الْمَنِيَّةِ.
ورد في بعض المصادر أنّ خزيمة ذا الشهادتين توفي في عهد الخليفة الثالث، والذي اشترك في معركة صفين كان رجل آخر اسمه خزيمة بن ثابت،[٢٥] لكن ذهب التستري إلى أن مقتل خزيمة ذي الشهادتين في صفين متواتر في روايات الخاصة والعامة، وليس إنكار حضوره ومقتله في صفين إلا محاولة لإنكار مناصرة البدريين للإمام علي (ع).[٢٦] واعتبر ابن أبي الحديد هذا الإنكار من غريب ما وقعت عليه من العصبية القبيحة.[٢٧] كما أنّ أكثر المؤرخين قالوا بأنّ ذا الشهادتين هو خزيمة بن ثابت، وبحسب كتب الأنساب لم يكن بين الصحابة رجل آخر اسمه خزيمة بن ثابت.[٢٨]
روايته للحديث
يعتبر خزيمة بن ثابت من رواة الحديث عن رسول الله (ص)، حيث ورد عنه 38 حديثا عن رسول الله في المصادر الحديثية.[٢٩] وممن روى عنه ابنه عمارة وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمارة بن عثمان بن حنيف وعمرو بن ميمون[٣٠]
إنشاد الشعر للإمام علي(ع)
ينسب إلى خزيمة جملة من الأشعار، وعدّه البعض من شعراء الشيعة، حيث كان حاضرا في واقعة السقيفة ومعركة الجمل وصفين وأنشد الشعر في مدح الإمام علي (ع) والدفاع عنه.[٣١]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، القاهرة، طبعة محمد أبو الفضل إبراهيم، 1385 هـ.
- ابن الأثير، عز الدين علي بن محمد، اُسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: محمد إبراهيم البنا ومحمد أحمد عاشور ومحمود عبدالوهاب فايد، قاهره، د. ن، 1390-1393 هـ.
- ابن اثير، عز الدين علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، د. ن، 1385 - 1386 هـ.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الاصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد بجاوي، بيروت، دار الجيل، 1412 هـ.
- ابن حجر العسقلاني، آحمد بن علي، تهذيب التهذيب، تحقيق: صدقي جميل عطار، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1410 هـ.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، علامة، 1379 هـ.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الإستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، 1412 هـ.
- ابن عساكر، علي بن حسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي الشيري، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
- ابن قتيبة، المعارف، طبعة ثروت عكاشة، القاهرة، د. ن، 1388 هـ.
- ابن الكلبي، جمهرة النسب، بيروت، طبعة ناجي حسن، 1407 هـ.
- ابن هشام الحميري، عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية، بيروت، دار المعرفة، د. ت.
- الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، د. م، د. ن، د. ت.
- الإيجي الشافعي، فضائل الثقلين، طهران، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، د. ت.
- التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1412 هـ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 3، 1405 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، كتاب الخصال، تحقيق: علي أكبر الغفاري، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، 1362 هـ ش.
- الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، بيروت، دار إحياء التراث، 1420 هـ.
- الطبري، محمد بن الجرير، تاريخ الأمم والملوك، بيروت، دار التراث، د. ت.
- الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، طبعة جواد القيومي الأصفهاني، 1415 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشي)، مشهد، طبعة حسن المصطفوي، 1348 هـ ش.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ.
- المسعودي، على بن الحسين، مروج الذهب و معادن الجوهر، تحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، ط 2، 1409 هـ.
- المقدسي، مطهر بن طاهر، البدء والتاريخ، تحقيق: كلمان هوار، باريس، د. ن، 1916م.
- المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، القاهرة، طبعة عبدالسلام محمد هارون، 1382 هـ.
- النووي، محي الدين، تهذيب الأسماء واللغات، مصر، إدارة الطباعة المنيرية، د. ت.
- الهروي، علي بن أبي بكر، الإشارات إلى معرفة الزيارات، دمشق، طبعة جانين سورديل ـ طومين، 1953 م.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د. ت.
- ↑ ابن الكلبي، جمهرة النسب، ص 642-643؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 133؛ ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج 2، ص 448؛ النووي، تهذيب الأسماء، مصر، ج 1، ص 175.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 638.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 279.
- ↑ ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج 2، ص 448؛ ابن الأثير، اأسد الغابة، ج 2، ص 133.
- ↑ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 13، ص 191؛ ذهبي، ج 2، ص 485
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 133؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 2، ص 557.
- ↑ ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج 2، ص 448.
- ↑ ابن الكلبي، جمهرة النسب، ص 643.
- ↑ ابن قتيبة، المعارف، ص 149؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 314.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 7، ص 401
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 378-379؛ الكليني، الكافي، ج 7، ص 401؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج 5، ص 24-25؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 133.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 487؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 2، ص 279.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 1، ص 7.
- ↑ الصدوق، كتاب الخصال، ج 2، ص 461 ؛ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج 1، ص 38، 45.
- ↑ الصدوق، كتاب الخصال، ج 2، ص 464.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 179////؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 31.
- ↑ ابن شهر آشوب، المناقب، ج 3، ص 196؛ الإيجي الشافعي، فضائل الثقلين، ج 1، ص 331.
- ↑ مسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 359.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، ج 2، ص 263 - 264.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 43، ص 471.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 262- 263؛ الطوسي،/////// ص 52-53؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 16، ص 370.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 259؛ ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج 2، ص 448؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ص 279.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة 182.
- ↑ الهروي، الإشارات، ص 62.
- ↑ طبري، ج 4، ص 447؛ ابن عساكر، تاريخ مدينه دمشق، 1415ق، ج 16، ص 371-372.
- ↑ التستري، قاموس الرجال، ج4، ص 172
- ↑ ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغه، ج 10، ص 109.
- ↑ ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغه، ج 10، ص 109؛ ابن حجر عسقلاني، الإصابة، 1412ق، ج 2، ص 280؛ امين، أعيان الشيعه، ج 6، ص 317-318.
- ↑ نووي، تهذيب الاسماء، مصر، ج 1، ص 176.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 2، ص 556.
- ↑ نصربن مزاحم، وقعه صفين، ص 398؛ ابن شهرآشوب، ج 3، ص 129 و160 و180؛ ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغه، ج 1، ص 145-146، ج 13، ص 231.