كامل الزيارات (كتاب)
كامل الزيارات من تأليف ابن قولويه القمي المحدث الشیعي المتوفى سنة 367 هـ. يتحدّث الكتاب عن فضل وكيفية زيارة النبي (ص) وأهل بيته (ع) وأولاد الأئمة والمؤمنين، كما نقل مؤلفه روايات عن أهل البيت (ع) في المقام.
هذا الكتاب من أهم مصادر الشيعة الروائية ومن أوثق المراجع في حقلي الرواية والدعاء عند الإمامية، ومحط اهتمام العلماء والفقهاء الشيعة.
مؤلف الكتاب
مؤلف هذا الكتاب هو جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور بن قولويه القمي المعروف بـابن قولويه من كبار رواة الشيعة في القرن الرابع الهجري، ويعتبر من أبرز الشخصيات العلمية في عصره، وقد اهتمّ أصحاب المصنفات الحديثية برواياته، واعتمدوا عليها لأكثر من عشرة قرون.
أسماء الكتاب
ذكر النجاشي هذا الكتاب تحت عنوان «الزيارات»،[١] والشيخ الطوسي تحت عنوان «جامع الزيارات»،[٢] لكن أشهر هذه العناوين هو «كامل ا لزيارة»،[٣]، وقد يسمى «بكتاب المزار» أيضاً.[٤]
باعث التأليف
ذكر ابن قولويه الدافع من تأليف هذه الكتاب، وقال: وإنما دعاني إلى تصنيف كتابي... التقرب إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسوله وإلى علي، وفاطمة، والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، ببثه فيهم، ونشره في إخواني المؤمنين.[٥]
مكانته وقيمته
يعتبر كتاب كامل الزيارات من أهم المصادر الروائية عند الشيعة الإمامية، وهو من أوثق المراجع في بابي الحديث والدعاء، وكان بمنظر ومرأى العلماء والفقهاء الشيعة على مدى ألف سنة منذ تأليفه حيث وردت روايات هذا الكتاب في أمهات كتب الشيعة، وهي من الروايات التي يستند إليها.
يقول المجلسي عنه: «وكتاب كامل الزيارة من الاُصول المعروفة ، وأخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدّثين».[٦]
توثيق الرواة الواردة فيه
من خصائص هذا الكتاب أنّ ابن قولويه قام بتوثيق رواته، وعلى ما ادعى أنّه اختار أحاديثه من أصح وأوثق ما ورد في هذا المجال بحيث ما أورد فيه حديثاً شاذاً أو ضعيفاً، الأمر الذي يساعد علماء الشيعة على أن يعوّلوا، ويستندوا على تلك الرواة الذين لم يردوا في أشهر كتب علم الرجال، لكن ذكرهم ابن قولويه في أسانيد كتاب كامل الزيارات.
ونظراً لصحة الأحاديث الواردة في هذا الكتاب خصوصاً، وأنها وردت عن طريق المصادر المعتبرة لأصحاب الأئمة (ع)، أصبح الكتاب مصدراً حديثياً من الدرجة الأولى للعلماء المتأخرين، فالشيخ الطوسي اعتمد عليه كمصدر لكتابه التهذيب، وإضافة إليه صار من أهم المصادر التي استفاد منها الشيخ عباس القمي في كتابه مفاتيح الجنان وخاصة فيما يتعلق بالأدعية والزيارات.
وكذلك هذا الكتاب من مصادر الحر العاملي في الوسائل، وعدّه من الكتب المعتمدة التي شهد بصحتها مؤلفوها وغيرهم، وقامت القرائن على ثبوتها، وتواترت عن مؤلفيها، وعُلمت نسبتها إليهم، بحيث لم يبق فيها شك ولا ريب، كوجودها بخطوط أكابر العلماء، وتكرر ذكرها في مصنفاتهم وشهادتهم بنسبتها وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة.
محتويات الكتاب
تطرق ابن قولويه في كتابه كامل الزيارات إلى شتى أبعاد الزيارة كثواب، والفضل، والوثاقة، والمشروعية، وكيفيتها، وقام بمناقشتها ــ أي: أبعاد الزيارة ــ في أبواب الكتاب، وعالج، وردّ فيه الشبهات والاشكالات المطروحة من قبل المخالفين. هذا الكتاب يحتوي على روايات صحيحة السند ومعتبرة في ما يتعلق بجواز زيارة النبي الأكرم وأئمة أهل البيت وحتى قبور المؤمنين.
تعرّض صاحب الكتاب إلى قضية سيد الشهداء وما يرتبط به من ثواب وكيفية زيارته، كما خصص قسماً منها إلى الإخبار حول شهادة الإمام الحسين، ومعرفة الملائكة بما يجري عليه وعزاء الكائنات عليه، حتى صار الكتاب من أقدم المصادر وأهمها للوقوف على حياة الإمام الحسين (ع).
عناوين فصوله
يحتوي كتاب الكامل الزيارات على 843 حديثاً في 108 باباً، ومجمل عناوين محتوياته هو:
- ثواب زيارة الرسول الأكرم (ص).
- آداب وثواب زيارة أمير المؤمنين (ع).
- آداب وثواب زيارة الإمام الحسين (ع).
- ثواب البكاء وإقامة العزاء على الإمام الحسين (ع)، وكيفية الصلاة والزيارة في حرمه.
- زيارة موسى بن جعفر ومحمّد بن عليّ الجواد(ع).
- زيارة بقية الأئمة قالب:عليهم السلام.
- زيارة المؤمنين.
- زيارة أولاد الأئمة.[٧]
نسخه الخطية والطبعات
- نسخة «مكتبة كاشف الغطاء» في النجف الأشرف.
- نسخة «مكتبة آية الله الخوانساري».
- نسخة «مكتبة السيد حسن الصدر».
طبع كتاب كامل الزيارات مراراً عديدة منها ما طبع سنة 1356 هـ، وذلك بمقدمة العلامة الأميني.
الترجمات
تم ترجمة هذا الكتاب لعدة مرات إلى اللغة الفارسية، وٍمن أشهرها ترجمة السيد جواد الذهني، كما ترجم إلى اللغة الإنجليزية أيضاً.
المصادر والمراجع
- الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، قم، نشر الفقاهة، 1417 هـ.
- القمي، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، قم، نشر الفقاهة، 1417 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ/ 1983 م.
- النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 6، 1418 هـ.