عبد العزيز بن الحارث الجعفي
عبد العزيز بن الحارث الجعفي ...
فارس. شهد صفين ، وأبلى بلاء حسنا ، ودعا له أمير المؤمنين (عليه السلام). فقد جاء أنّ خيل أهل الشام حملت على خيل أهل العراق ، فاقتطعوا من أصحاب عليّ (عليه السلام) ألف رجل أو أكثر ، فأحاطوا بهم وحالوا بينهم وبين أصحابهم ، فنادى عليّ (عليه السلام) ألا رجل يشري نفسه لله ويبيع دنياه بآخرته ؛ فأتاه رجل من جعف يقال له : عبد العزيز بن الحارث ، على فرس أدهم كأنّه غراب مقنع في الحديد ، لا يرى منه إلا عيناه ، فقال : يا أمير المؤمنين مرني بأمرك ، فو الله ما تأمرني بشيء إلا صنعته ، فقال عليّ (عليه السلام) :
سمحت بأمر لا يطاق حفيظة
|
وصدقا وإخوان الحفاظ قليل
| |
جزاك إله الناس خيرا فقد وفت
|
يداك بفضل ما هناك جزيل
|
أبا الحارث ، شد الله ركنك ، احمل على أهل الشام حتّى تأتي أصحابك فتقول لهم : أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام ، ويقول لكم : هللوا وكبّروا من ناحيتكم ، ونهلل ونكبر من ناحيتنا واحملوا من جانبكم ، ونحمل نحن من جانبنا على أهل الشام ، فضرب الجعفي فرسه حتّى إذا قام على السنابك حمل على أهل الشام المحيطين بأصحاب عليّ (عليه السلام) فطاعنهم ساعة وقاتلهم ، فانفرجوا له حتّى أتى أصحابه ، فلما رأوه استبشروا به وفرحوا ، وقالوا : ما فعل أمير المؤمنين؟ قال : صالح. يقرئكم السلام ويقول لكم : هللوا وكبروا واحملوا حملة رجل من جانبكم ، ونهلل نحن من جانبنا ونكبّر ونحمل من خلفكم ، ففعلوا فانفرج أهل الشام عنهم ، فخرجوا وما أصيب منهم رجل واحد ، ولقد قتل من فرسان أهل الشام يومئذ زهاء سبعمائة رجل ، وقال عليّ : من أعظم الناس غناء؟ قالوا : أنت يا أمير المؤمنين ، قال : كلا ، ولكنّه الجعفي[١]
- ↑ أعيان الشيعة 8 / 27. شرح ابن أبي الحديد 5 / 243. الغدير 5 / 238. مروج الذهب 2 / 398. وقعة صفين / 308.