سورة يوسف

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة يوسف، هي السورة الثانية عشر ضمن الجزء ( 12 و 13) من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الرابعة. تتحدث عن قصة واحدة مترابطة وهي قصة النبي يوسفعليه السلام، حيث تحمل في طياتها عِبرا ودروسا في العفة وضبط النفس والتقوى والإيمان.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي (ص): أيما مسلم تلاها وعلّمها أهله وما ملكت يمينه، هوّن الله عليه سكرات الموت، وأعطاه القوة أن لا يحسِد مُسلماً.

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بـــ (يوسف)؛ لأنها تحكي قصة عظيم من عظماء الأنبياء هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليلعليهم السلام، وتبدأ قصته من الآية (4) في قوله تعالى: قالب:قرآن،[١] وتُعتبر من سور المئين، أي: السور التي تربو آياتها على المائة.[٢]

ترتيب نزولها

سورة يوسف، من السور المكية،[٣] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (53)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء ( 12 و 13) بالتسلسل (12) من سور القرآن.[٤] آياتها (111)، تتألف من (1795) كلمة في (7305) حرف.[٥]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الْجُبِّ): هو البئر التي لم تبنَ داخلها بالحجارة.
(يَرْتَعْ): يتّسع في أكل ما لذَّ وطاب.
(مَثْوَايَ): مقامي، والثواء: الإقامة المستقرة.
(قَدَّتْ): شقّت، والقد: الشقّ طولاً، والقط: الشقّ عرضاً، ومن هنا قيل: إنّ سيف عليّعليه السلام إذا اعتلى قدَّ، وإذا أُعترض قط.
(عِجَافٌ): مهازيل في غاية الضعف.
(أَضْغَاثُ): أخلاط وأباطيل.
(دَأبًا): الاستمرار على الشيء، يُقال: دأب على العمل الفلاني، أي: استمر.
(صُوَاعَ): هو الصاع الذي يُكال به، يُذكَّر ويؤنَّث، وهو السقاية.[٦]

محتواها

محتوى هذه السورة على خلاف سور القرآن الأخرى؛ لأنه مرتبط بعضه ببعض، ويُبيّن جوانب مختلفة من قصة واحدة وهي قصة نبي الله يوسفعليه السلام التي تحمل في طياتها العِبر، مع بيان موجَز وطريف ومُثير، حيث تُشير إلى دروس في العفة وضبط النفس والتقوى والإيمان.[٧]

النبي يوسف (ع)

النبي يوسفعليه السلام هو ابن النبي يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم الخليلعليهم السلام، ويُسمى يعقوب إسرائيل أيضاً، ومعناه عبد الله.[٨] وفي الحديث أنّ النبيصلى الله عليه وآله وسلم قال: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم».[٩]

شأن النزول

طِبقاً لبعض الروايات التي وردت في كتب التفسير أنّ قوماً من اليهود بعثوا مشركي مكة أن يسألوا النبي (ص) عن سبب انتقال بني إسرائيل إلى مصر، وقد كان يعقوبعليه السلام ساكناً في أرض الشام، فنزلت السورة.[١٠]

تعليم السورة للنساء

وردت عدد من الأحاديث النهي عن تعليم هذه السورة للنساء، ولعل السبب من ذلك هو ما في الآيات المرتبطة بامرأة عزيز مصر، وقد جاء التأكيد على تعليم سورة النور المشتملة على آيات الحجاب للنساء بدلاً من سورة يوسف، ولكن ورد في بعض الروايات الأخرى خلافاً لذلك، حيثُ تُرغّب في تعليم هذه السورة للعائلة. ويقول بعض المفسّرين: ليس في السورة نقطة سلبية بالنسبة إلى النساء، بل إنّ ما جرى لامرأة عزيز مصر درسٌ فيه عِبرة لجميع النساء المبتليات بالوساوس الشيطانية.[١١]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي (ص): «علّموا أرقّاءكم قالب:ملاحظةسورة يوسف، فإنه أيما مسلم تلاها وعلّمها أهله وما ملكت يمينه، هوّن الله عليه سكرات الموت، وأعطاه القوة أن لا يحسِد مسلماً».[١٢]

عن الإمام الصادقعليه السلام قال: «من قرأ سورة يوسف في كل يوم وفي كل ليلة بعثه الله يوم القيامة وجماله على جمال يوسف، ولا يصيبه فزع يوم القيامة، وكان من أخيار عباد الله الصالحين».[١٣]

وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:



قبلها
سورة هود
سورة يوسف

بعدها
سورة الرعد

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

قالب:نهاية

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 8، ص 173.
  2. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  3. الطوسي، تفسير التبيان، ج 8، ص 3؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 18، ص 67.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
  5. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1240.
  6. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 8، ص 185 - 275.
  7. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 210 -211.
  8. مغنية، تفسير الكاشف، ج 4، ص 288.
  9. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 522.
  10. الألوسي، روح المعاني، ج 12، ص 500؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 11، ص 76.
  11. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 213.
  12. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 2، ص 734.
  13. الحويزي، نور الثقلين، ج 3، ص 333.
  14. البحراني، تفسیر البرهان، ج 5، ص 121.