سورة لقمان
سورة لقمان، هي السورة الواحدة والثلاثون ضمن الجزء الحادي والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية (13). تتحدث عن عظمة القرآن الكريم، وعن آيات الله في خلق السماء، وخلق الجبال، ونزول المطر، ونمو النبات، كما تنقل جانباً من كلام لقمان الحكيم ووصيته لابنه، وتتعرّض إلى أدلة التوحيد ومسألة المعاد، وتُحذّر الإنسان من الاغترار بهذه الدنيا.
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (19): قالب:قرآن. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ سورة لقمان كان لقمان له يوم القيامة رفيقاً، وأُعطيَ من الحسنات عشراً عشراً بعدد من عمل بالمعروف ونهى عن المنكر.
تسميتها وآياتها
سُميت بسورة لقمان؛ من ذكر لقمان الحكيم، بقوله تعالى في الآية (13): قالب:قرآن،[١] وآياتها (34)، تتألف من (550) كلمة في (2171) حرف.[٢] وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من الطوال والمئين.[٣]
ترتيب نزولها
سورة لقمان من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (57)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (21) بالتسلسل (31) من سور القرآن.[٥]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (لَهْوَ الْحَدِيثِ): الاشتغال بما لا ينفع ولا يغني.
- (وَهْنٍ): الوهن: الضعف.
- (خَرْدَلٍ): نبات له حب صغير جداً أسود، يُضرب به المثل لصغر حجمه.
- (تُصَعِّرْ): ميل العنق تكبراً.
- (مُخْتَالٍ): متبختر في مشيته.
- (أَسْبَغَ): أتمَّ وأكمَلَ.
- (خَتَّارٍ): الختر: أسوء الغدر وأقبحه.[٦]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يُشير بعد الحروف المقطّعة إلى عظمة القرآن وكونه هدى ورحمة للمؤمنين الذين يتمتعون بصفات خاصة.
- الثاني: يتحدث عن آيات الله في خلق السماء ورفعها بدون عمد، وخلق الجبال، ونزول المطر، ونمو النباتات.
- الثالث: ينقل جانباً من كلام لقمان الحكيم وعن وصيته لابنه.
- الرابع: يتعرض إلى أدلّة التوحيد، وعن تسخير السماء والأرض ونِعم الله الوفيرة.
- الخامس: يتطرق إلى مسألة المعاد، والحياة بعد الموت، وتحذر الإنسان من الاغترار بهذه الدنيا.[٧]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى: قالب:قرآن،[٨] قال المفسرون: إنّ الآية تتحدث عن رفع الصوت أكثر مما تدعو الحاجة إليه، وذلك يدلّ على البلادة، ومثله الإخفات المخلّ، ومن أخذ بالقصد والاعتدال فقد عرف السبيل، وإنما يحسُن الكلام مع القصد في الصوت إذا كان في موضعه، وإلا فالسكوت أجمل وأكمل.[٩]
شأن النزول
الآية السادسة
قالب:قرآن، نزلت الآية في النظر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار بن قصي بن كلاب، كان يتّجر ويخرج إلى فارس، فيشتري أخبارهم، فيحدّث بها قريشاً ويقول لهم: إنّ محمداً يحدّثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أُحدّثكم بحديث رستم واسفنديار، وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن.[١٠]
الآية السابعة والعشرين
قالب:قرآن، لمّا هاجر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، جاءه إليه أحبار اليهود، فقالوا: يا محمد ألم يبلغنا أنك تقول: قالب:قرآن،[١١] أفتعنينا أم قومك؟ قال: كلا قد عَنيتُ، قالوا: إنك تتلو: إنا قد أوتينا التوراة، وفيها تبيان كل شيء، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: هي في علم الله قليل، وقد آتاكم الله ما أن عمِلتم به انتفعتم، فأنزل الله الآية.[١٢]
الآية الرابعة والثلاثون
قالب:قرآن، جاء رجل يُقال له (الورّاث) من بني مازن بن حفصة بن قيس، إلى النبي صلی الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد متى تقوم الساعة؟ وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب؟ وقد تركتُ امرأتي حُبلى، فمتى تلد؟ وقد علمتُ ما كتبتُ اليوم فماذا أكتبُ غداً؟ وقد علمتُ بأيّ أرض ولدت فبأيّ أرض أموت؟ فنزلت هذه الآية.[١٣]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة لقمان كان له لقمان رفيقاً يوم القيامة، وأُعطيَ من الحسنات عشراً عشراً بعدد من عمل بالمعروف ونهى عن المنكر».[١٤]
- عن الإمام الباقر قال: «من قرأ سورة لقمان في ليلةٍ، وكّل الله به في ليلته ثلاثين ملكاً يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يُصبح، فإن قرأها بالنهار حفظوه من إبليس وجنوده حتى يُمسي».[١٥]
- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كتبها وسقاها من كان في جوفه غاشية زالت عنه، ومن كان ينزف دماً -امرأةً كانت أو رجلاً -، وعلّقها على موضع الدم، انقطع عنه بإذن الله تعالى».[١٦]
قبلها سورة الروم |
سورة لقمان |
بعدها سورة السجدة |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري المعروف بــ جامع البيان عن تأويل القرآن، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 12، ص 302.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1246.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 9، ص 531؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 25، ص 122.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 12، ص 307- 340.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 10، ص 209-210.
- ↑ سورة لقمان: 19.
- ↑ مغنية، تفسير الكاشف، ج 6، ص 163.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 114.
- ↑ سورة الإسراء: 85.
- ↑ ابن جرير، تفسير الطبري، ج 21، ص 94.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 16، ص 246.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 3، ص 1220.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 21.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 7، ص 276.