سورة النازعات

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة النازعات هي السورة التاسعة والسبعون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، وأسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن مسألة المعاد وتحقّقه الحتمي، وعن أهوال يوم القيامة، وعن قصة موسىعليه السلام مع فرعون، كما تطرح بعض النماذج لقدرة الباري سبحانه في السماء والأرض، للاستدلال على إمكان المعاد والحياة بعد الموت.

من آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (37 - 40): فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* ‏وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادقعليه السلام: من قرأها لم يمت إلا ريّانا، ولم يبعثه الله إلا ريّانا، ولم يدخل الجنة إلا ريّانا.

تسميتها وآياتها

سميت هذه السورة بـــ(النازعات)؛ لمطلعها في الآية الأولى من قوله تعالى: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا، [١] وتسمى أيضاً سورة (الساهرة) و(الطامة).[٢] وآياتها (46) تتألف من (133) كلمة في (553) حرف. ‏[٣] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]

ترتيب نزولها

سورة النازعات، من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبيصلى الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (81)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (79) من سور القرآن. [٦]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(النَّازِعَاتِ): نزع الشيء جذبه من مقره كنزع القوس عن كبده.
(طُوًى‏): اسم الوادي الذي كلم الله عليه موسى.
(الطَّامَّةُ‏): من طم بمعنى على وغلب، وتسمى الداهية العظمى التي لا يمكن دفعها: طامّة ـ والمقصود بالطامة: القيامة.
(ضُحَاهَا‏): الضحى: طرف النهار من أوله.[٧]

محتواها

ويتلخص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: التأكيد مراراً على مسألة المعاد.
الثاني: الإشارة إلى أهوال يوم القيامة.
الثالث: عرض سريع لقصة موسىعليه السلام مع الطاغي فرعون.
الرابع: طرح بعض النماذج لقدرة الباري سبحانه في السماء والأرض، للاستدلال على إمكان المعاد والحياة بعد الموت.
الخامس: تتحدث على خفاء تاريخ وقوع يوم القيامة، والتأكيد على حتميته ووقوعه وقربه.[٨]

دَحوُ الأرض

جاء في كتب التفسير: إنّ الله تعالى دحى الأرض بعد السماء، وكانت ربوة مجتمعة تحت الكعبة فبسطها.[٩] والمقصود بدحو الأرض، إنّها كانت في البداية مغطاة بمياه الأمطار الغزيرة التي انهرمت عليها من مدّة طويلة، ثم استقرت تلك المياه تدريجياً في منخفظات الأرض، فشكّلت البحار والمحيطات، فيما علت اليابسة على أطرافها، وتوسّعت تدريجياً، حتى وصلت لما هي عليه الآن.[١٠]

آياتها المشهورة

قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* ‏وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى،[١١] قال المفسرون: الآية الاولى تُشير إلى فساد عقائد الطغاة، لأنّ الطغيان ينشأ من الغرور، والغرور من نتائج عدم معرفة الباري جّل شأنه. والآية الثانية تُشير إلى فسادهم العملي، لأنّ الطغيان يوقع الإنسان في شراك اللذائذ الوقتية، ويأتي الدور في الآيتين التاليتين لوصف أهل الجنّة: فالشرط الأوّل للحصول على نعم الجنّة والاستقرار بها هو الخوف من اللّه من خلال معرفته، والشرط الثاني هو ثمرة ونتيجة الشرط الأوّل، أي: الخوف والمعرفة ويتمثّل في السيطرة على هوى النفس وكبح جماحها. [١٢]

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: من علم أنّ الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. [١٣]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة لهذه السورة، منها:

  • عن الإمام الصادقعليه السلام: من قرأها وهو مواجه أعداءه لم يبصروه، وانحرفوا عنه، ومن قرأها وهو داخل على أحد يخافه، نجا منه وأمِن بإذن الله تعالى.[١٦]


قبلها
سورة النبأ
سورة النازعات

بعدها
سورة عبس


المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري المعروف بــ جامع البيان عن تأويل القرآن، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

قالب:نهاية

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 58.
  2. الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 312.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص1261.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص494 ؛ ابن جرير، تفسير الطبري، ج 30، ص 36.
  6. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص169.
  7. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 59 ـ 81.
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 227.‏
  9. الطبرسي، تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 384.
  10. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 241.‏
  11. سورة النازعات: 37ـ 40.
  12. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 244.
  13. البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 103.
  14. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص1748.
  15. الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 8، ص 99.
  16. البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 99.