خالد بن المعمر السدوسي
خالد بن المعمر بن سلمان بن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل السدوسي ... المتوفى نحو 50 ه.
محدّث ، شجاع شاعر. أدرك النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكان رئيس بكر بن وائل في عهد عمر. وشهد صفين. وقيل : إنّ معاوية أمره على أرمينية ، فوصل إلى نصيبين فمات بها. كما حضر يوم الجمل ، وكان من أمراء جيش عليّ (عليه السلام). قال معاوية له يوما : لم أحببت عليا علينا؟ قال : على ثلاث خصال ، على حلمه إذا غضب. وعلى صدقه إذا قال. وعلى عدله إذا حكم.
له أخبار وقضايا تأريخية مستفيضة تجدها في معاجم التأريخ وكتب السير ، والذي يؤخذ عليه أنّه غدر بالإمام الحسن (عليه السلام) ولحق بمعاوية.
قال أبو حنيفة الدينوري في أخباره ... ثم إنّ عليا قام من صبيحة ليلة الهرير في الناس خطيبا : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : (أيّها الناس إنّه قد بلغ بكم وبعدوّكم الأمر إلى ما ترون ، ولم يبق من القوم إلّا آخر نفس فتأهبوا رحمكم الله لمناجزة عدوّكم غدا حتّى يحكم الله بيننا وبينهم وهو خير الحاكمين).
وبلغ ذلك معاوية ، فقال لعمرو : ما ترى؟ فإنّما هو يومنا هذا وليلتنا هذه. فقال عمرو : إنّي قد أعددت بحيلتي أمرا أخرته إلى هذا اليوم ، فإن قبلوه اختلفوا وإن ردوه تفرّقوا. قال معاوية : وما هو؟ قال عمرو : تدعوهم إلى كتاب الله حكما بينك وبينهم فإنّك بالغ به حاجتك ، فعلم معاوية أنّ الأمر كما قال.
ثم إنّ الأشعث بن قيس ، قال لقومه : وقد اجتمعوا إليه ، قد رأيتم ما كان في اليوم الماضي من الحرب المبيرة ، وإنّا والله إن التقينا غدا إنّه لبوار العرب وضيعة الحرمات.
قالوا : فانطلقت العيون إلى معاوية بكلام الأشعث ، فقال : صدق الأشعث لئن التقينا غدا ليميلنّ الروم على ذراري أهل الشام ، وليميلنّ دهاقين فارس على ذراري أهل العراق ، وما يبصر هذا الأمر إلا ذوو الأحلام اربطوا المصاحف على أطراف القنا.
فربطت المصاحف فأول ما ربط مصحف دمشق الأعظم ، ربط على خمسة أرماح ، يحملها خمسة رجال ثم ربطوا سائر المصاحف في جميع ما كان معهم ، وأقبلوا في الغلس ونظر أهل العراق إلى أهل الشام ، قد أقبلوا وأمامهم شبيه بالرايات فلم يدروا ما هو ، حتّى أضاء الصبح فنظروا فإذا هي المصاحف.
ثم قام الفضل بن أدهم أمام القلب ، وشريح الجذامي أمام الميمنة ، وورقاء بن المعمر أمام الميسرة ، فنادوا : (يا معشر العرب الله الله في نسائكم وأولادكم من فارس والروم غدا فقد فنيتم. هذا كتاب الله بيننا وبينكم). فقال علي (رضي الله عنه) : ما الكتاب تريدون ، ولكن المكر تحاولون ...
وأقبل أبو الأعور السلمي على برذون أشهب وعلى رأسه مصحف وهو ينادي : «يا أهل العراق هذا كتاب الله حكم فيما بيننا وبينكم».
فلما سمع أهل العراق ذلك قام كردوس بن هانئ البكري ، فقال : يا أهل العراق لا يهدئكم ما ترون من رفع هذه المصاحف فإنّها مكيدة ... ثم تكلم سفيان بن ثور البكري ، فقال : أيّها الناس إنّا قد كنا بدأنا بدعاء أهل الشام إلى كتاب الله فردوا علينا ، فاستحللنا قتالهم فإن رددناه عليهم حلّ لهم قتالنا ولسنا نخاف أن يحيف الله علينا ولا رسوله.
ثم قام خالد بن المعمر ، فقال لعلي : يا أمير المؤمنين ، ما البقاء إلا فيما دعا القوم إليه إن رأيته ، وإن لم تره فرأيك أفضل ثم تكلم الحضين بن المنذر ، فقال : أيّها الناس إنّ لنا داعيا قد حمدنا ورده وصدره وهو المأمون على ما فعل فإن قال لا ، قلنا : لا ، وإن قال : نعم ، قلنا : نعم ...
فتكلم عليّ (عليه السلام) ، وقال : «عباد الله أنا أحرى من أجاب إلى كتاب الله وكذلك أنتم ، غير أنّ القوم ليس يريدون بذلك إلّا المكر وقد عضتهم الحرب ، والله لقد رفعوها وما رأيهم العمل بها ، وليس يسعنى مع ذلك أن أدعى إلى كتاب الله فابى ، وكيف وإنّما قاتلناهم ليدينوا بحكمه».[١]
- ↑ الأخبار الطوال / 165 ، 172 ، 178 ، 189. الاشتقاق / 353. الإصابة 1 / 461. أعيان الشيعة 6 / 296. أنساب الأشراف 3 / 39 وج 2 / 295. الأعلام 2 / 340. الإمامة والسياسة 1 / 105. البداية والنهاية 7 / 257. تاريخ الطبري 5 / 243 وج 6 / 18. جامع الرواة 1 / 293. جمهرة أنساب العرب / 318. الجمل أو النصرة في حرب البصرة / 172. رجال الطوسي / 40. شرح ابن أبي الحديد 3 / 178 و 4 / 27 و 5 / 225 و 8 / 19 و 10 / 250 و 18 / 111. العقد الفريد 3 / 280. الغدير 9 / 365 و 10 / 288. الغارات 2 / 388 ، 791. قاموس الرجال 3 / 487. الكامل في التاريخ 3 / 287 ، 307. مجمع الرجال 2 / 263. معجم رجال الحديث 7 / 34. المناقب 3 / 182. نقد الرجال / 124. وقعة صفين / 117 ، 195 ، 205 ، 287 ، 290 ـ 294 ، 306 ، 334 ، 384 ، 487.