النضر بن الحارث الضبي
اسمه
النضر بن الحارث الضبّي المقتول في 37 ه.
نبذة عنه
شاعر ، كان في حرب صفين ، وقال الشعر فيها ، وجاء اسمه فيمن قتل من أصحاب عليّ (عليه السلام). قال نصر : غدا عليّ (عليه السلام) يوما منقطعا من خيله ومعه الأشتر ، وهو يريد التل ، وهو يقول :
شعره
إنّي عليّ فاسألوا لتخبروا
|
ثم ابرزوا إلى الوغى أو أدبروا
| |
سيفي حسامي ، وسناني أزهر
|
منّا النبيّ الطيّب المطهّر
| |
وحمزة الخير ، ومنا جعفر
|
له جناح في الجنان أخضر
| |
ذا أسد الله ، وفيه مفخر
|
هذا وهذا وابن هند مجحر
| |
مذبذب ، مطّرد ، مؤخر |
فاستقبله بسر بن أرطاة قريبا من التل ، وهو مقنع بالحديد لا يعرف فناداه ابرز إليّ أبا الحسن. فانحدر إليه عليّ ، تؤدة غير مكترث ، حتّى إذا قاربه طعنه وهو دارع فألقاه على الأرض ، ومنع الدرع السنان أن يصل إليه ، فاتقاه بسر بعورته ، وقصد أن يكشفها يستدفع بأسه ، فانصرف عنه عليّ (عليه السلام) مستدبرا له فعرفه الأشتر حين سقط ، فقال يا أمير المؤمنين : هذا بسر بن أرطاة عدوّ الله ، وعدوّك. فقال : دعه عليه لعنة الله أبعد أن فعلها؟
فحملها ابن عم لبسر شاب على عليّ (عليه السلام) وهو يقول :
أرديت بسرا والغلام ثائره
|
أرديت شيخا غاب عنه ناصره
| |
وكلنا حام لبسر واتره |
فحمل عليه الأشتر ، وهو يقول :
أكل يوم رجل شيخ شاغرة
|
وعورة وسط العجاج ظاهرة
| |
تبرزها طعنة كفّ واترة
|
عمرو وبسر رميا بالفاقرة
|
فطعنه الأشتر ، فكسر صلبه وقام بسر من طعنة عليّ موليا ، وولت خيله وناداه عليّ : يا بسر معاوية كان أحق بهذا منك. فرجع بسر إلى معاوية فقال له معاوية : ارفع طرفك قد أدال الله عمرا منك. فقال في ذلك النضر :
أفي كل يوم فارس تندبونه
|
له عورة وسط العجاجة باديه
| |
يكفّ بها عنه عليّ سنانه
|
ويضحك منها في الخلاء معاويه
| |
بدت أمس من عمرو فقنّع رأسه
|
وعورة بسر مثلها حذو حاذيه
| |
فقولا لعمرو ، وابن أرطاة أبصرا
|
سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه
| |
ولا تحمدا إلّا الحيا وخصاكما
|
هما كانتا والله للنفس واقيه
| |
فلولاهما لم تنجوا من سنانه
|
وتلك بما فيها عن العود ناهيه
| |
متى تلقيا الخيل المشيخة صبحة
|
وفيها عليّ فاتركا الخيل ناحيه
| |
وكونا بعيدا حيث لا يبلغ القنا
|
وحمي الوغى إنّ التجارب كافيه
| |
وإن كان منه بعد في النفس حاجة
|
فعودا إلى ما شئتما هي ما هيه
|
المصدر
وقعة صفين / 460 ـ 462 ، 557.