النبي هارون عليه السلام

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

النبي هارون، هو أحد أنبياء الله، وأخو موسى (ع) ووصيه وصاحبه، وأشار القرآن إلى فصاحته على لسان موسى (ع)، وفي حديث عن النبي (ص) أن منزلة الإمام علي (ع) من النبي الأكرم (ص) كمنزلة هارون من موسى، وقد ورد هذا الحديث في كتب الشيعة والسنة، ويعرف بـحديث المنزلة.

وعندما أراد موسى أن يذهب إلى طور سيناء لأخذ الألواح استخلف هارون مكانه في قومه، وفي هذه الفترة صنع شخص باسم السامري عجلا، ودعا بني إسرائيل لعبادته، ولم يتمكن هارون أن يمنعهم. وفي التوراة ينسب صناعة العجل إلى هارون.

توفي هارون في طور سيناء وله 123 سنة، وفي جبل هور والشهير باسم جبل هارون الواقع في الأردن قبر منسوب إليه.

الأسرة

هارون أخو النبي موسى، وأبوه عمران وأمه تسمى يوكابد، ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1871.</ref>

النبوة

تعتقد اليهود والمسيح سورة مریم، آية 53.</ref> بـنبوة هارون، وبناء على رواية عن النبي (ص) أن النبوة استمرت عن طريقه وفي نسله،[١] ويعد إلياس النبي من أحفاده.[٢]

وورد في القرآن أن موسى عندما بعث للنبوة سأل الله أن يجعل هارون وزيرا له ومعه؛ لأنه أفصح منه لسانا،[٣] وذكرت بعض آيات القرآن إن رفقة هارون لموسى جاءت من أجل دعوة فرعون إلى توحيد الله.[٤]

وأشار القرآن إلى نبوة هارون،[٥] وذكرت سورة الصافات أنه شريك موسى في الكتاب والهداية الإلهية، وأنهما من المحسنين.[٦]

وفي رواية عن الإمام الصادق (ع) نقلا عن النبي (ص) ورد أن النبي عندما عرج إلى السماء ومر بالسماء الخامسة، رأى فيها رجلا كهلا عظيم العين، وحوله جماعة من أمته، فاستغرب النبي من كثرتهم، فقال للجبريل من هذا؟ فقال: هو هارون بن عمران، فسلم النبي (ص) عليه، واستغفر له، فهو أيضا سلّم على النبي (ص)، واستغفر له.[٧]

استخلاف موسى وحكاية عجل السامري

لما ذهب موسى لأخذ الألواح إلى طور سيناء، استخلف هارون مكانه في بني إسرائيل،[٨] وفي هذه الفترة صنع السامري عجلا، وذلك من الذهب الذي جمعه قوم موسى من آل فرعون،[٩] ودعا قوم موسى إلى عبادته،[١٠] ولم تجدي نفعا مساعي هارون لمنعهم من عبادة العجل،[١١] وبعد مجيء موسى من الميقات تكلم مع هارون بشدة، ولماذا لم يقم للحد من عملهم، وأجاب هارون حسب الآية: (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)،[١٢] فاستغفر موسى لنفسه ولأخيه.[١٣]

وبناء على الآيات القرآنية، أن عبادة بني إسرائيل للعجل هي من أعمال السامري[١٤] وقد حاربها هارون،[١٥] لكن التوراة وهو الكتاب المقدس لدى اليهود ينسب صناعة العجل والدعوة لعبادته إلى هارون،[١٦] وإن كان بعض مفسري اليهود يسعون لتبرير كلام التوراة في هذا الشأن وتأويله.

تشبيه منزلة الإمام علي بمنزلة هارون

في حديث مروي عن النبي (ع) بيّن منزلة الإمام علي (ع) من النبي الأكرم، وأنها كمنزلة هارون من موسى،[١٧] ويعرف الحديث بـحديث المنزلة. ونقلته الشيعة[١٨] والسنة،[١٩] فيقول فيه النبي (ص) مخاطبا الإمام علي (ع): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".[٢٠]

الوفاة والمقبرة

ذكر اليعقوبي أن هارون توفي في حياة موسى وله 123 سنة،[٢١] وورد أيضا أن عمره كان 133 سنة.[٢٢] وعن كيفية وفاته تتحدث الرواية أن موسى أخذ هارون إلى طور سيناء، وهناك قبض الملك الموت روحه،[٢٣] وبناء على هذه الرواية ذهب موسى وهارون إلى جبل طور سيناء، وإذا ببيت وعلى بابه شجرة وعليها ثوبان، فقال موسى لهارون: "اطرح ثيابك، وادخل هذا البيت والبس هاتين الحلتين ونم على السرير"، فعندما نام على السرير مات، ورجع موسى نعاه لـبني إسرائيل، فكذّبوا، وقالوا: أنت قتلته، فأمر الله الملائكة، فأنزلت جنازة هارون على سرير بين السماء والأرض حتى رأته بنو إسرائيل، فعلموا بموته،[٢٤] وبناء على رواية اليعقوبي أن اليعازر بن هارون كان حاضرا مع موسى عند موت أبيه.[٢٥]

وهناك قبر منسوب إلى هارون في غرب الأردن على قمة جبل هور،<ref>هاکس، قاموس الكتاب المقدس، ص 114 وتعود بناء هذا القبر إلى القرن الثامن الهجري، وهناك مقبرة أخرى منسوبة إليه في قرية "كاترين السياحية" في الأردن وعلى شاطئ خليج العقبة، وتقع على ربوة صغيرة.

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الكتاب المقدس.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، 1412 هـ/ 1992 م.
  • ابن منظور، محمد بن مکرم، مختصر تاريخ دمشق، تحقيق:‌ روحية النحاس ورياض عبدالحميد مراد ومحمد مطيع، دمشق، دار الفکر، 1402 هـ/ 1984 م.
  • البخاري، محمد بن اسماعيل، صحيح البخاري، بيروت، دار الفکر، 1401 هـ/ 1981 م.
  • رامين‌نژاد، رامين، راسخون، آخر مراجعة 28 فروردين 1398 ش.
  • شيخي، حميدرضا، پيامبر از نگاه قرآن واهل بيت، قم، دار الحديث، ط 3، 1386 ش.
  • الطباطبائي، محمدحسين، الميزان في تفسير القرآن، قم، مكتب انتشارات رابطة مدرسي حوزة قم العلمية، 1417 هـ.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، تحقيق: السيد طيب الموسوي الجزائري، النجف، منشورات الهدى، 1387 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، قم، مكتب الانتشارات الإسلامية، 1403 هـ.
  • مسلم، صحيح مسلم، بيروت، دار الجيل/دار الأفاق الجديدة، د.ت.
  • آخر مراجعة 28 فروردين 1338 ش.
  • هاکس، جيمز، قاموس الكتاب المقدس، طهران، انتشارات أساطير، 1337 ش.
  • اليعقوبي، احمد بن ابي‌يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.
  1. المجلسي، بحار الأنوار، ج 233، ص 70.
  2. ابن منظور، مختصر تاریخ دمشق، ج 5، ص 233
  3. سورة الفرقان، آية 33؛ سوره قصص، آية 33.
  4. سورة طه، آية 42-48.
  5. سورة مریم، آية 533
  6. سورة الصافات، آية 114-122.
  7. القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 8-9.
  8. سورة الأعراف، آية 142.
  9. الطباطبائي، الميزان، ج 14، ص 192.
  10. سورة طه، آية 87.
  11. سورة طه، آية 90-91.
  12. سورة الأعراف، آية 150.
  13. سورة الأعراف، آية 151.
  14. سورة طه، آية 85.
  15. سورة طه، آية 90.
  16. الكتاب المقدس، كتاب الخروج، باب 33.
  17. البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 208.
  18. المجلسي، بحار الأنوار، ج 24، ص 14.
  19. البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 208؛ مسلم، صحيح مسلم، ج 7، باب من فضائل علي بن أبي طالب، ص 120.
  20. مسلم، صحيح مسلم، دار الجیل/دار الأفاق الجدیدة، ج 7، باب من فضائل علي بن أبي طالب، ص 120؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 24، ص 14.
  21. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج 1، ص 41.
  22. المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 370.
  23. المجلسي، بحار الأنوار، ج 133، ص 338.
  24. المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 368.
  25. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج 1، ص 41.