الكافي (كتاب)

من ويكي علوي
(بالتحويل من الكافي للكليني)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الكافي من مصادر الحديث لدى الشيعة وأكثر الكتب الأربعة اعتبارا، وهو من تأليف ثقة الإسلام الكليني. ويشتمل الكتاب على ثلاثة أقسام: أصول الكافي، وفروع الكافي، وروضة الكافي، ويعد من أهم المصادر لدى العلماء. وكان الضابط لدی الكليني في جمع الأحاديث عدم معارضتها للقرآن و موافقتها للإجماع.

نقل الكليني أحاديث هذا الكتاب بأقل الوسائط؛ وذلك بسبب علاقته بأصحاب الأئمة وأنّ الأصول الأربعمائة كانت في متناول يده. واعتقد بعض العلماء الشيعة بصحة جميع الروايات الموجودة في الكافي، واعترف البعض الآخر بوجود أحاديث ضعاف فيه. وقيل إن تسمية الكتاب بالكافي مأخوذة من رواية منسوبة إلی الإمام المهدي (ع) إلا أن الكثير من العلماء خالفوا هذا الإدعاء.

وجه تسمية الكتاب

هناك وجهان مشهوران لتسمية هذا الكتاب بالكافي، الأول مستوحى من كلام الكليني نفسه حيث أنه في مقدمة كتاب الطهارة يقول: «كتاب كافٍ يجمع فيه من جميع فنون علم الدين»،[١] والثاني أن عنوان الكتاب مأخوذ من عبارة شهيرة للإمام الحجة قالب:عج يقول فيها: الكافي كافٍ لشيعتنا. وقد صدرت هذه العبارة حينما عُرض عليه كتاب الكافي فامتدحه وقال فيه كلمته الشهيرة.[٢]

الكافي في كلمات العلماء

ونقل الأسترأبادي عن أساتذته أنّه لم يصنف في الإسلام نظير لكتاب الكافي.[٧] وينقل آية الله الخوئي عن أستاذه المحقق النائيني قوله إن المناقشة في إسناد روايات الكافي حرفة العاجز.[٨]

الهدف من التأليف

مما جاء في مقدمة كتاب الكافي خطاب من المؤلف موجه لشخص أطلق عليه المؤلف عنوان الأخ في الدين، وننقل هنا خلاصة لما جاء في خطاب الشيخ الكليني له:

قد فهمتُ يا أخي ما شكوتَ من اصطلاح أهل دهرنا على الجهالة. وما ذكرتَ أنّ أُموراً قد أشكلت عليك... وأنك لا تجد بحضرتك مَن تُذاكره وتفاوضه ممّن تثق بعلمه فيها. وقلت أنّك تحبّ أن يكون عندك كتاب كافٍ يجمع من جميع فنون علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السّلام، والسنن القائمة التي عليها العمل وبها تُؤدّى فرائض الله وسُنّة نبيّه (ص)... وقد يسّر الله ـ وله الحمد ـ تأليفَ ما سألت، وأرجو أن يكون بحيث توخّيت.[٩]

أسلوب التأليف

يذكر الكليني في مقدمة كتابه أنه جمع الأحاديث وفقا لعدم معارضتها القرآن، وموافقتها للإجماع، وحينما لا يرى وجها للترجيح يرجح أحدى الروايتين المتعارضتين التي تكون أقرب إلى الصحة في نظره.[١٠]

المزايا والخصائص

استفاد الكليني في زمان تأليف كتابه من الأصول الأربعمائة ومن لقائه بأصحاب الأئمة (ع) أو من يروي عن الأصحاب، فهو يروي الأحاديث بأقل الوسائط. وقد ساعدت معاصرته للنواب الأربعة في تنقيحه للأحاديث التي يرويها.[١١] وحسن التنظيم والشمولية التي اتصف بهما كتاب الكافي من مميزاته أيضا. ويعتبر هذا الكتاب فريدا من جهة شموليته وتنظيمه لأبواب الروايات، وعدد الروايات الواردة فيه، ونقل السند فيها كاملا، وشموله لمختلف الأبواب من قبيل الأبواب الاعتقادية، والفقهية، والأخلاقية، والاجتماعية، وغيرها. ولقد سعى مؤلفه أن يروي في أول كل باب الأحاديث الأكثر تفصيلا، والأصح، والأوضح بيانا، ثم يذكر ما هو أقل منها.[١٢]

هيكلية الكتاب

یشتمل كتاب الكافي علی ثلاثة أقسام: الأصول والفروع والروضة:

أصول الكافي

ويشتمل على أحاديث العقائد وفيه 8 أبواب.

1. كتاب العقل والجهل

2. كتاب فضل العلم

3. كتاب التوحيد

4. كتاب الحجة

5. كتاب الايمان والكفر

6. كتاب الدعاء

7. كتاب فضل القرآن

8. كتاب العشرة

فروع الكافي

وهو يشتمل على الأحاديث الفقهية، وفيه 26 كتابا. 1. كتاب الطهارة

2. كتاب الحيض

3. كتاب الجنائز

4. كتاب الصلاة

5. كتاب الزكاة والصدقة

6. كتاب الصيام

7. كتاب الحج

8. كتاب الجهاد

9. كتاب المعيشة

10. كتاب النكاح

11. كتاب العقيقة

12. كتاب الطلاق

13. كتاب العتق والتدبير والمكاتبة

14. كتاب الصيد

15. كتاب الذبائح

16. كتاب الأطعمة

17. كتاب الأشربة

18. كتاب الزي والتجمل والمروة

19. كتاب الدواجن

20. كتاب الوصايا

21. كتاب المواريث

22. كتاب الحدود

23. كتاب الديات

24. كتاب الشهادات

25. كتاب القضاء والأحكام

26. كتاب الأيمان والنذور والكفارات

روضة الكافي

وتشتمل على أحاديث متنوعة ولا يضمها ترتيب معين بل وإنما هي ذات مواضيع مختلفة. وإن كان هناك من يرى أن الروضة ليست قسما من كتاب الكافي.[١٣] لكن النجاشي والطوسي صرحا بأن الروضة هي آخر كتب الكافي.[١٤] 1. تأويل وتفسير بعض آيات القرآن الكريم

2. وصايا وإرشادات الأئمة الأطهار (ع)

3. الرؤيا وأنواعها

4. الأوجاع وعلاجها

5. كيفية خلق عالم الوجود وبعض ظواهره

6. تاريخ بعض الأنبياء

7. فضيلة الشيعة ومسؤولياتهم

8. بعض قضايا تاريخ صدر الإسلام وزمان خلافة أمير المؤمنين (ع)

9. الإمام الحجة (عج) وصفاته، وكذلك أصحابه وخصائص عصر الظهور

10. تاريخ بعض الصحابة والشخصيات

عدد رواياته وسبب اختلافها

اختلف العلماء في عدد أحاديث كتاب الكافي، فالشيخ يوسف البحراني يذكر في لؤلؤة البحرين أنها 16199، والدكتور حسين علي محفوظ يذكر في مقدمة الكافي أنها 15176، والعلامة المجلسي يذكر أنها 16121، وبعض المعاصرين مثل الشيخ عبد الرسول الغفار يذكر أنها 15503 حديثا. وهذا الاختلاف في الأعداد ناشئ عن أسلوب عدّ وإحصاء الأحاديث. حيث أن الرواية المروية بسندين اعتبرها بعض رواية واحدة، واعتبرها آخر روايتين. وعد بعضهم الأحاديث المرسلة حديثا واحدا بينما عدها بعض آخر حديثين. وهناك موارد نادرة يمكن إرجاع الاختلاف فيها إلى اختلاف النسخ.[١٥]

مقارنة الكتاب مع سائر الجوامع الحديثية

البحوث التي أنجزت حول الكافي

كان كتاب الكافي مداراً لاهتمام العلماء والباحثين في علم الحديث منذ بداية تأليفه، وقد ألفت حوله العديد من المؤلفات. وقد أحصى أغا بزرك الطهراني 27 شرحا لأصول الكافي أو لكل الكتاب، و10 حواشي وتعليقات عليه.[١٦]


شروح الكافي

  • شرح الكافي، تأليف أمير إسماعيل خاتون أبادي.

الحواشي والتعليقات

  • التعليقة على كتاب الكافي محمد باقر الحسيني المشهور بميرداماد المتوفى 1041 هجرية.
  • جامع الأحاديث والأقوال تأليف الشيخ قاسم بن محمد بن جواد بن الوندي المتوفى 1100 هجرية.
  • الدر المنظوم في كلام المعصوم تأليف الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني المتوفى 1104 هجرية.
  • الحاشية على أصول الكافي تأليف رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني.
  • حاشية أبو الحسن الشريف الفتوني العاملي المتوفى 1138.
  • حاشية السيد مير أبو طالب بن الميرزا بيك فندرسكي.
  • حاشية الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني المعروف بالشيخ محمد السبط العاملي المتوفى 1030 هجرية.

الترجمات

  • أصول الكافي ترجمة وشرح السيد جواد المصطفوي، ويشتمل على نص الأحاديث باللغة العربية.
  • الروضة من الكافي ترجمة وشرح السيد هاشم الرسولي المحلاتي. يشتمل على نص الأحاديث باللغة العربية.
  • الكافي ترجمة انجليزية، أنجزتها المؤسسة العالمية للخدمات الإسلامية.


تلخيصات ومختارات

  • الصحيح من الكافي في 3 مجلدات، محمد باقر البهبودي.

معاجم وفهارس

  • المعجم المفهرس لالفاظ اصول الكافي، إلياس كلانتري.
  • المعجم المفهرس لالفاظ الاصول من الكافي، على رضا برازش.
  • الهادى الى الفاظ اصول الكافي، سيد جواد مصطفوي.
  • فهارس احاديث اصول الكافي، مجمع البحوث الاسلامية.
  • فهارس احاديث الروضة من الكافي، مجمع البحوث الاسلامية.
  • فهارس احاديث الفروع من الكافي، مجمع البحوث الاسلامية.

الأسانيد والرجال

  • تجريد أسانيد الكافي و تنقيحها، حاج ميرزا مهدى صادقي.


حول الكافي

  • دفاع عن الكافي، ثامر هاشم حبيب العميدي.
  • الشيخ الكليني البغدادي وكتابه الكافي ثامر هاشم حبيب العميدي. وفيه سيرة الشيخ الكليني الشخصية والعلمية، أسلوبه في تأليف فروع الكافي.
  • بين الكليني وخصومه، موقف محمد أبو زهرة من الكليني، الشيخ عبد الرسول الغفار. يتعرض في هذا الكتاب للإشكالات التي أثارها الكاتب المصري محمد أبو زهرة حول كتاب الكافي، ويتصدى لردها والدفاع عن الكليني والكافي.
  • الكليني والكافي، الشيخ عبد الرسول الغفار.
  • بحوث حول روايات الكافي، أمين ترمس العاملي.
  • دراسات في الكافي للكليني والصحيح للبخاري، هاشم معروف الحسني. يجري المؤلف في كتابه هذا بحوث مقارنة بين الكافي وصحيح البخاري، ويختار مواضيع من الكتابين ليحكم بينهما.
  • ثلاثيات الكليني وقرب الاسناد، أمين ترمس العاملي. وفيه شرح لحياة الكليني، والأحاديث التي يرويها الكليني وتتصل بالمعصوم بثلاثة وسائط فقط، وقد جمع فيه 135 حديثا.

المصادر والمراجع

  • ابن طاووس، علي بن موسى، كشف المحجة لثمرة المهجة، النجف، المطبعة الحيدرية، 1370 هـ ش.
  • استرآبادي، محمد أمين، الفوائد المدنية، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، 1424 هـ.
  • أفندي، عبد الله بن عيسى، رياض العلماء وحياض الفضلاء، قم، مطبعه الخيام، بلا تا.
  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن بن علي، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1403 هـ.
  • الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، د.م ، د.ن، 1413 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، تحقيق: جواد قيومي، د.م، نشر الفقاهة، 1417 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دارالكتب الاسلامية، 1363 ش.
  • المجلسي، محمد باقر، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، طهران، دار الكتب الاسلامية، 1363 ش.
  • المفيد، محمد بن محمد، تصحيح اعتقادات الإمامية، بيروت، دار المفيد، 1414 هـ.
  • النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1416 هـ.
  • غفار، عبد الله الرسول، الكليني والكافي، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، 1416 هـ.
  • مصطفوي، جواد، ترجمة أصول الكافي، طهران، كتابفروشي علمية إسلامية، 1369 ش.
  1. الكليني، الكافي، ج 1، ص 14.(المقدمة).
  2. غفار، الكليني والكافي، ص 392.
  3. المفيد، الاعتقادات الامامية، ص 70.
  4. الكليني، الكافي، ج 1، ص 27.
  5. المجلسي، مرآة العقول، ج1، ص 3.
  6. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 17، ص 245.
  7. استرآبادي، الفوائد المدنية، ص 520.
  8. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 1، ص 99.
  9. الكليني، الكافي، ج 1، ص 5.
  10. الكليني، الكافي، ج 1، ص 8 و 9.
  11. ابن طاووس، كشف المحجة، ص 159.
  12. مصطفوي، ترجمة اصول الكافي، ج 1، ص 10.
  13. أفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 261.
  14. النجاشي، رجال نجاشي، ص 377؛ الطوسي، الفهرست، ص 210.
  15. غفار، الكليني والكافي، 401 و 402.
  16. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 95 – 99.