القاسم بن رسول الله

القاسم بن محمَّد، هو ابن رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم من زوجته أم المؤمنين خديجةقالب:ها، وهو بِكْره، وبه كان يُكنّى أبا القاسم، وقد تُوفي صغیراً في مكة، كما اختلف في تاريخ وفاته، فمنهم من قال قبل البعثة، ومنهم من قال بعدها.

مولده وحياته

وُلد القاسم في مكة قبل البعثة، وهو أول مولودٍ ذكر وُلد لهصلى الله عليه وآله وسلم، وعاش حتى بلغ سناً تمكنه من المشي غير أن رضاعته لم تكن قد اكتملت.

فقيل عاش 17 شهرًا، وقيل: عاش سنتين، أو عاش حتَّى مشى.

ويؤكد ذلك ما رواه يونس بن بكير عن جابر الجعفي عن محمَّد بن علي بن الحسينقالب:عليه السلام قال: «كَانَ الْقَاسِم ابْن رَسُول اللَّه قَدْ بلغ أن يركب الدابة، ويسير عَلَى النجيبة». قالب:شجرة أهل بيت الرسول (ص)

وفاته

وهو أوّل مولد تُوفي له في مكة، وقد اختلف المؤرخون وأهل السير في تاريخ وفاته، فمنهم من قال: كانت وفاته قبل البعثة النبوية. ومنهم من قال: بل كانت بعدها.

قالب:أولاد النبي (ص) واستدل للقول الثاني بما روي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن عليقالب:عليه السلام من أن النبي محمَّدصلى الله عليه وآله وسلم دخل على أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بعد موت القاسم وهي تبكي، فقالت:

«يا رَسُول اللهِ دَرّتْ لُبَيْنَةُ القَاسم فلو كَان الله أبقاه حتى يَستكمل رَضَاعَه»، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن إتمام رضاعه في الجنة»، فقالت: «لو أعلم ذلك يا رسول الله لَهوّن عَليّ أمره»، فقال لها: «إنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ فَأَسْمَعَكِ صَوْتَهُ»، قالت: «بل صدق الله ورسوله».

وهذا مما يدّل على أن القاسم تُوفي بعد أن نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وما ورد في بعض الأخبار من أن العاص بن وائل السهمي، قال لما قُبض القاسم: «لقد أصبح محمَّداً أبتر من ابنه». أي لا عقب له. فأنزل الله عز وجل: قالب:قرآن عوضًا يا مُحَمَّد عَنْ مصيبتك بالقاسم، قالب:قرآن.. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كانت قريش تقول: إذا مات ذكور الرجل: بتر فلان، فلما مات ولد النبي صلی الله عليه وآله وسلم قال العاص بن وائل: بتر. أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنزلت السورة.

وجاء هذا المعنى في تفسير روح المعاني للمقصود بالكوثر، بقوله: (وقيل: هو أولادهصلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنّ السّورة نزلت ردا على من عابهصلى الله عليه وآله وسلم وهم والحمد للّه كثيرون قد ملؤوا البسيطة).

المصادر والمراجع

• المجلسي، محمَّد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط 2، 1403 هـ/ 1983 م.
• ابن إسحاق، سيرة إبن إسحاق، كتاب السير والمغازي، المغرب، معهد الدراسات والتقريب، مطبعة محمَّد الخامس، 1976 م‏.
• ابن هشام، عبد الملك السيرة النبوية، القاهرة، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط 2، 1955 م.
• ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت‏، دار‌ الفكر، د.ت.
• ابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجة، تحقيق: صدقي جميل العطار، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1424 هـ/ 2003 م.
• ابن الأثير، عز الدين، أسد الغابة، تحقيق: علي محمَّد معوض، دار الكتب العلمية، الطبعة: الثانية، بيروت، 1424 هـ/ 2003 م.
• القسطلاني، شهاب الدين، المواهب اللدنية بالمنح المحمَّدية، مصر، المكتبة التوفيقية، د.ت.
• الرازي، فخر الدين، مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1401 هـ.
• الألوسي، شهاب الدين البغدادي، تفسير روح المعاني، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.