الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني

من ويكي علوي
(بالتحويل من الشيخ الكُمباني)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد حسين الغروي الأصفهاني (سنة 1296 هـ|1296 ــ سنة 1361 هـ|1361 هـ)، المعروف بـ”الكُمباني“، من فقهاء الشيعة الإمامية، وفلاسفتهم في القرن الرابع عشر الهجري|القرن الرابع عشر، وكان له باع في الشعر أيضاً.

بدأ دارسته الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة، ثم انتقل إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته، فحضر دروس الفقه، والأصول، والفلسفة عند أبرز علماء عصره، ولم يكن عمره آنذاك يبلغ العشرين عاماً، وبـعد وفاة الآخوند الخراساني سنة 1329 هـ اتجه للتدريس، وتخرج على يديه كثير من العلماء.

له مؤلفات كثيرة، منها: كتاب نهاية الدراية في شرح الكفاية، وبحوث في الأصول، والأنوار القدسية.

ولادته ونسبه

هو الشيخ محمد حسين الأصفهاني ابن الحاج محمد حسن بن علي أكبر الأصفهاني النخجواني، المعروف بـ”الكُمباني“، ولد في 2 محرم سنة 1296 هـ بمدينة النجف الأشرف،[١] وهو من نخجوان ثم انتقل جدّه إلى أصفهان، ولذا ينسب إليهما وإن اشتهر بالأخير منهما.[٢]

نشاطه العلمي

تمثل نشاطه العلمي من خلال حضوره عند أبرز علماء عصره، وقيامه بتدريس الفقه والأصول بعد وفاة الآخوند الخراساني، حيث تخرج على يديه الكثير من العلماء، وله مجموعة من المؤلفات.

دراسته

كان أبوه الحاج محمد حسن من مشاهير تجار الكاظمية المقدسة الأتقياء، وكان محباً للعلم والعلماء فعاش الشيخ محمد حسين في كنفه عيشة ترف ونعمة، وقد بدأ دارسته الدينية في مدينة الكاظمية، وكان يريد الذهاب للنجف الأشرف من أجل إكمال الدراسة الحوزوية، لكن والده كان يريده أن يتجه لأمور التجارة ويسلمه الأمور حيث لم يكن لديه ولد غيره، وفي أحد الأيام كان الإبن والأب في العتبة الكاظمية المقدسة عليهما السلام توجه الابن إلى الإمام الكاظمعليه السلام وسأل الله بجاهه أن يليّن موقف أبيه المعارض لرغبته وتوجهه، فما إن أتم توسله وإذا بأبيه يسأله: هل لا زلت على رغبتك في التفرغ للدراسة الحوزوية؟ فأجابه بالإيجاب، فقال له: اذهب إلى النجف وادرس.[٣]

ثم توجه إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال مراحل دراسته فيها, فحضر دروس الفقه، والأصول، والفلسفة عند أبرز علماء عصره، ولم يكن عمره آنذاك يبلغ العشرين عاماً.[٤]

تدريسه

بـعد وفاة الآخوند الخراساني سنة 1329 هـ اتجه الشيخ محمد حسين الأصفهاني للتدريس، وتخرج على يديه كثير من العلماء، وأنهى عدّة دورات في الأصول والفقه والمكاسب، وآخـر دورة قـام بـتدريسها في علم الأصول استغرقت 15 سنة (من سنة 1344 إلى 1359 هـ)، وكـانـت مـن أطـول الدورات التي درّسها بسبب إحتوائها على كثير من البحوث الأصولية النافعة.[٥]

فلسفته

تظهر براعة الشيخ الأصفهانيقالب:قدس سره في العلوم الفلسفية من خلال مطالعة آرائه وأبحاثه المختلفة، فقد أخذ هذه العلوم على الفيلسوف الميرزا محمد باقر الاصطهباناتي، والذي كان يعد من الفلاسفة والحكماء العارفين.[٦]

ذكره الشيخ المظفر قائلاً: ”لقد استبطن كل دقائق الفلسفة، ودقق في كل مستبطناتها، وله في كل مسألة رأي محكم، وفي كل بحث تنقيح رائع، وتظهر آراؤه وتحقيقاته الفلسفية على جميع آثاره وابحاثه“.[٧]

أساتذته

نذکر منهم:

تلامذته

نذکر منهم:

مؤلفاته

له الكثير من المؤلفات نذکر منها مایلي:

شعره وأدبه

لقد تحدث معاصروا الشيخ محمد حسين الأصفهانيقالب:قدس سره عن الموهبة التي من الله تعالى عليه بها، حيث كان له قدرة على خوض غمار الأدبين العربي والفارسي بشکل ملفت للانظار.[١٢]

قال عنه الخاقاني في كتابه شعراء الغري: ”والغريب إن من يشاهد هذه الشخصية لا يحسب أنها وقفت على أسرار الأدب الفارسي والعربي كأديب تخصص بهما، وإن القطع الشعرية التي كان ينشدها بالفارسية والتي يصغي لها أعلام الأدب كانت مثار الاعجاب، وصلاته بالأدب العربي لا تقل عن سابقه، فقد أبقى لنا آثاراً دلّت على تمكنه من هذه الصناعة التي لا يتقنها إلا ابناؤها من مارسوها“.[١٣]

فمن قوله في مولد الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم:

أشرق كالشمس بغير حاجب|من مشرق الوجود نور الواجب

أو مـن سـماء عــالـم الأسـمـاء|نورُ المحـــــــــــــمدية البيـــــــــــــــضاء

وقوله في وصف القرآن الكريم:

دلائـل الإعـجـاز فـي آياتــه|بذاته مُصدّق لذاتــــــــه

یزداد في مر الدهور نورا|وزاده خفاؤه ظهـــــورا

وفيه من جواهر الأسـرار|ما لا تمسّه ید الأفـکار

وقوله في الإمام علي عليه السلام:

عیدُ الغدیر أعظم الأعیاد|کم فیــــــــه لله مــــــــــن الأيادي

أکــمـــل فیـه دینـه المـبـینــا|ثم ارتضی الإسلام فیه دینا

بنـعمة وهــــي أتـــم نــعمـــة|مناً على الناس به الأئــــــــــــمة

بنـعمة الإمــــرة والـــولايــة|أقام للدین الحنیــــــف رایــــــة

أقوال العلماء فيه

من أقوال العلماء فيه نذكر منهم ما يلي:

  • ذكره الشيخ محمد رضا المظفر قائلاً: «كان من زمرة النوابغ القلائل الذين لا يضن الزمان بهم إلّا في الفترات المتقطّعة، ومن أُولئك المجدّدين للمذهب، الذين يبعث الله تعالى واحداً منهم في كلّ قرن، ومن تلك الشخصيات اللامعة في تاريخ قرون علمي الفقه والأصول».[١٤]
  • نقل عن السيد محمد حسين الطباطبائي أنه قال عنه: «إنّ الشيخ الإصفهاني كان عالماً جامعاً للعلم والعمل والتقوى والذوق، وكان يمتلك طبعاً رصيناً وكلاماً جميلاً».[١٦]

وفاته

تُوفّي قدس سره 5 ذي الحجة سنة 1361 هـ في النجف الأشرف، ودُفن بجوار مرقد الإمام علي عليه السلام.[١٧]

المصادر والمراجع

  • الأصفهاني، محمد حسين، أخذ الأجرة على الواجبات، تحقيق: عباس محمد آل سباع، قم، أنوار الهدى، ط 1، 1392 ش.
  • الأصفهاني، محمد حسين، بحوث في الأصول، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1409 هـ.
  • الأصفهاني، محمد حسين، نهاية الدراية في شرح الكفاية، بيروت، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، ط 2، 1429 هـ/ 2008 م.
  • الخاقاني، علي، شعراء الغري، قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، 1408 هـ.
  • الشاكري، حسين، ربع قرن مع العلامة الأميني، قم، ستاره، ط 1، 1417 هـ.
  • الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1430 هـ/ 2009 م.
  • حرز الدين، محمد، معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، تعليق: محمد حسين حرز الدين، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1405 هـ.
  • نجف، محمد أمين، علماء في رضوان الله، قم، انتشارات الإمام الحسين عليه السلام، 1430 هـ/ 2009 م.
  1. حرز الدين، معارف الرجال، ج 2، ص 263.
  2. الأصفهاني، أخذ الأجرة على الواجبات، ص 9.
  3. الأصفهاني، نهاية الدراية، ج 1، ص 10.
  4. الأصفهاني، بحوث في الأصول، ص 6.
  5. الأصفهاني، بحوث في الأصول، ص 7.
  6. الأصفهاني، نهاية الدراية، ج 1، ص 12.
  7. الأصفهاني، نهاية الدراية، ج 1، ص 12.
  8. نجف، علماء في رضوان الله، ص 403.
  9. نجف، علماء في رضوان الله، ص 403 ــ 404.
  10. الأصفهاني، بحوث في الأصول، ص 15.
  11. نجف، علماء في رضوان الله، ص 404.
  12. الشاكري، ربع قرن مع العلامة الأميني، ص 24.
  13. الخاقاني، شعراء الغري، ج 8، ص 186 ــ 189.
  14. نجف، علماء في رضوان الله، ص 402.
  15. الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 14، ص 560.
  16. نجف، علماء في رضوان الله، ص 403.
  17. نجف، علماء في رضوان الله، ص 404.