السيد حيدر الحلي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد حيدر الحلي، (1246- 1304 هـ)، هو شاعر شيعي، ومن شعراء أهل البيت عليهم السلام، وتعتبر حولياته في الإمام الحسين عليه السلام من أشهر أشعاره.

كان له ولأسرته دور بارز في أدب مدينة الحلة وشعرائها، وقد تأثر بشعر الشريف الرضي ومهيار الديلمي، كما كان له مكانة اجتماعية سامية.

التقى أثناء زيارته سامراء بـالمرجع الديني الميرزا الشيرازي، وحظي بتكريمه.

اسمه وكنيته ونسبه

هو أبو سليمان السيد حيدر بن سليمان بن داود بن سليمان بن داود.... بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه السلام الحسيني الحلي.قالب:ملاحظة

مولده ونشأته

ولد بقرية بيرمانة[١] في شعبان سنة 1246 ه‍ الموافق سنة (1830 م)، وقبل أن يكمل عامه الثاني من عمره، فقَدَ والده فعاش يتيماً،[٢] فتولّى تربيته عمّه السيد مهدي على أرقى الأساليب التربوية.[٣] ويقول الشيخ اليعقوبي عن نشأته:

"وطفق من أول نشأته: يحفظ الشعر، ويعالج النظم، كأنه مطبوع عليه‌ حتى أحرزت قصائده استحساناً عظيماً في أندية الأدب. تفائل قراء شعره بنبوغه في الفن، وأمَّلوا له مستقبلاً كبيراً في هذا المضمار، كما أنّه في نثره لا يقل عن نظمه في مرتبة الفصاحة والبلاغة".[٤]

شخصيته وأخلاقه

كان أبيّ النفس واسع الجاه عظيم القدر.[٥] ترفّع عن المدح والاستجداء بشعره، وكان موصوفاً بالسخاء.[٦]ضمّ إلى الأدب نسكاً وتقوى.[٧] وكان يتمتع بمكانة سامية في الأوساط العلمية والأدبية.[٨]

مكانته الاجتماعية

ومما يكشف عن مكانة السيد حيدر الاجتماعية أنه قصد سامراء لزيارة الإمامين العسكريين عليه السلام وبعد أداء الزيارة قصد السيد الميرزا الشيرازي، فهنأه الأخير بقصيدته الهمزية. فرأى الميرزا أن يكرم الشاعر بعشرين ليرة، فاستشار ابن عمه السيد إسماعيل الشيرازي في ذلك، فأبى، وقال السيد إسماعيل لابن عمه الميرزا:

ما قولك في دعبل والكميت ومنزلتهما عند الإمام الصادقعليه السلام، فهل هما أفضل أم السيد حيدر وهو ابن رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: إنّه لأفضل منهما، قال إذن يجب أن تكرمه بأقصى ما تشعر من أنواع التكريم، فلم يبق للميرزا الشيرازي دون أن صحب معه مائة ليرة، وذهب لزيارته، وعندما دخل عليه تناول يد الشاعر، فقبّلها بعد امتناع شديد.[٩]

أساتذته

تلامذته

رغم أنّ السيد حيدر من شعراء أهل البيت عليهم السلام المجيدين، وقد كتبت ترجمته في كثير من كتب الرجال إلاّ أنّها لم تتحدث عن تلامذته، ومن تربى على يديه، وأخذ منه غير السيد محمود المرعشي. [١١]

السيد حيدر وأهل البيت عليهم السلام

قال السيد حيدر الحلي: رأيت في المنام فاطمة الزهراء قالب:ها، فأتيت إليها مسلّماً عليها مقبّلاً يديها، فالتفتت إليّ، وقالت: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة فجعلت أبكي، وانتبهت وأنا أردّد هذا البيت، وجعلت أتمشى وأنا أبكي، ففتح الله علي أن قلت: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة فأوصى أن تكتب هذه الأبيات وتوضع معه في كفنه.[١٢]

شاعريته

الزعامة الأدبية

كان السيد حيدر يشعر أنه تفوق على غيره من الأدباء والشعراء، وإلى هذا المعنى يقول علي الخاقاني: إنّه كان مؤمناً بالزعامة الأدبية والتفوق على شعراء عصره، فكثيراً ما تراه يصرّح بذلك في رسائله وشعره وأحاديثه وخاصة عندما يحتدم غيظاً، فمن ذلك قوله من رسالته إلى العلامة الميرزا صالح القزويني:

«فلقد علم هذا العصر، أني لسانه الذي انتهت إليه مقالة الشعر».

وقد ورد في شعره: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت[١٣] قالب:نهاية قصيدة

تأثره بالشاعرين الرضي ومهيار

للشاعر صلة بالشاعرين الشريف الرضي ومهيار الديلمي، وأنّ لهما تأثيراً قوياً على شاعريته، وذلك لأنّه درس شعر الرضي دراسة تحليلية، ودوّن معظم قصائده والمختار من ديوانه في مجاميعه الأدبية، ونسخ ديوان مهيار بكامله في أربعة أجزاء بالقطع الكبير. كتبه وهو ابن 25 سنة، وكتب في آخره:

تمّ الجزء الرابع من ديوان مهيار الديلمي على يد المحتاج إلى ربه الغني حيدر بن سليمان الحسيني يوم الأثنين 17 شوال سنة 1271 هـ.

ومن ثمة تجده قد ألمّ بكثير من معاني الشريف ومهيار، وأودعها في قصائده بقوالب من الألفاظ ربما تكون أحيانا أقوى وأجزل من الأصل.[١٤]

أعماله ومؤلفاته

للسيد حيدر تأليفات، وهي:

1)ديوان السيد حيدر الحلي:

طبع باسم الدر اليتيم في بمبئي على الحجر، وكان ابن أخ الناظم السيد عبد المطلب بن داود بن سليمان هو الذي قام بجمع ديوانه، ثم إن الشيخ علي الخاقاني مدير البيان رتبه على ترتيب جيد في مجلدين،[١٥] كما أن أشهر شعره حولياته في رثاء الإمام الحسين (ع).[١٦]

2) العقد المفصل في نعت قبيلة المجد المؤثل:

كتاب أدبي ألفه باسم الحاج محمد حسن ابن الحاج محمد صالح.[١٧] سجل فيه كثيراً من أخبار الأدباء والشعراء، والنكت اللطيفة والقطع الملذة، كما تطرق إلى ذكر سائر فنون الأدب وعلومه، والأنساب والأخلاق وصفات العرب وعاداتهم وأخبار الملوك والأمراء والوزراء ونوادر البلغاء وبلاغات النساء ووصف الجمال.[١٨]

3) دمية القصر في شعراء العصر:

وهذا الكتاب لا يزال مخطوطاً،[١٩] جمع فيه ما قاله شعراء عصره في المرحوم الحاج محمد صالح كبّه وأولاده وأحفاده، وهو يقع في 556 صفحة بالقطع المتوسط، ورتبه على أربعة‌ أبواب:

  1. في المدائح
  2. في التهاني
  3. في المراثي
  4. في المعاتبات والإعتذار.[٢٠]
4) الأحزان في خير إنسان:

مجموعة من قصائد الشعراء في رثاء السيد جعفر بن السيد مهدي القزويني الحلي المتوفى سنة 1298 ه‍.، وهم اثنان وعشرون شاعراً، ولبعضهم قصيدتان أو ثلاث. جمعها السيد حيدر، والنسخة بخطه في مكتبة كاشف الغطاء بالنجف.[٢١]

أولاده

  • السيد سليمان: توفي في عهده، ولم يعقب، ورثاه بعدة قصائد.
  • السيد حسين: شاعر أديب. نبغ بعد وفاة أبيه، وترّفع عن مدح الناس، ومرثيته لأبيه تدل على أدب مقبول.
  • السيد علي: أديب ينظم الشعر المقبول،درس المقدمات في الحلة على أبيه. توفي عام 1342 هـ عن عمر جاوز الخمسين عاماً، ودفن في النجف.[٢٢]

وفاته

توفي السيد حيدر في مسقط رأسه - الحلة- عشية الأربعاء في الليلة التاسعة من ربيع الثاني سنة 1304 ه‍، وعمره 59 سنة.[٢٣]

دفن في النجف الأشرف في الجهة الشمالية من الصحن الحيدري أول الساباط[٢٤] بين مرقدي السيد ميرزا جعفر القزويني والشيخ جعفر الشوشتري، ورثاه فريق من الشعراء كالسيد الحبوبي والسيد ابراهيم الطباطبائي، والشيخ حمادي نوح، والحاج حسن القيم، والشيخ حسون العبدالله والشيخ محمد الملا، وولده السيد حسين وابن أخيه السيد عبد المطلب.[٢٥]

وعقد له العلامتان السيد محمد القزويني وأخوه السيد حسين مأتم العزاء بدارهما في النجف، [٢٦] كما صدر أمراً من المرجع الميرزا الشيرازي بتعطيل الدروس العلمية في سامراء ثلاثة أيام حداداً عليه، وإقامة مجلس العزاء له في مدرسته.[٢٧]

في كلمات العلماء

  • محمد حسين كاشف الغطاء: إمام شعراء العراق. شاعر أهل البيتعليهم السلام على الإطلاق الجامع بين فصاحة اللسان وبلاغة البيان وشدة التقوى والورع وقوة الإيمان، ويحق أنّ يقال: هو فخر الطالبيين وناموس العلويين.[٢٨]
  • جواد شبر: كان شاعراً مجيداً من أشهر شعراء العراق أديباً ناثراً جيد الخط. نظم، فأكثر ولا سيما في رثاء الحسينعليه السلام فقد حلّق، بالرغم من أن معاصريه من فحول الشعراء، وأكابر الأدباء، فقد فاقهم حتى اعترفوا له بالفضل.[٢٩]
  • محسن الأمين: لغوياً عارفاً بالعربية شهماً أديباً، وقوراً تقياً عليه سمات العلماء الأبرار كثير العبادة والنوافل كريم الطبع.[٣٠]
  • محمد السماوي:كان شاعراً بارعاً غير منازع، وأديباً أريباً لم يدافع، وكان ذا إلمام بالعربية مصنفاً. ضمّ إلى الأدب نسكاً وتقوى، وتقرّب إلى الله في مدح أهل البيت{{ع} بالسبب الأقوى.[٣١]
  • جعفر مرتضى العاملي: الشاعر المفلق والأديب المحلق، طليعة شعراء العراق في عصره.[٣٢]
  • محمد كاظم القزويني: كان عالماً جليلاً، وشاعراً مُجيداً، وكان سيّد الأدباء في عصره.[٣٣]


المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 1، 1977 م.
  • الزركلي، خير الدين، الأعلام، بيروت، دار العلم الملايين، ط 15، 2002 م.
  • السماوي، محمد، الطليعة من شعراء الشيعة، تحقيق: سلمان الجبوري، بيروت، دار المؤرخ العربي، 2001 م.
  • القزويني، محمد كاظم، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد، بيروت، دار المرتضى، د.ت.
  • اليعقوبي، محمد علي، البابليات، النجف الأشرف، مطبعة الزهراء، د.ت.
  • حرز الدين، محمد، معارف الرجال، تعليق: محمد حسين حرز الدين، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1405 هـ.
  • شبّر، جواد، أدب الطف، بيروت، مؤسسة التاريخ، ط 1، 2001 م.
  • كحالة، عمر، معجم المؤلفين، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  1. كحالة، معجم المؤلفين، ج 4، ص 90.
  2. شبّر، أدب الطف، ج 8، ص 8.
  3. اليعقوبي، البابليات، ج 2، ص 153.
  4. حيدر الحلي، ديوانه، ج 1، ص 8.
  5. اليعقوبي، البابليات، ج 2، ص 155.
  6. الزركلي، الأعلام، ج 2، ص 290.
  7. السماوي، الطليعة من شعراء الشيعة، ج 1، ص 297.
  8. اليعقوبي، البابليات، ج 2، ص 155.
  9. الأميني، الغدير، ج 2، ص 23-24؛ شبر، أدب الطف، ج 1، ص 11.
  10. اليعقوبي، البابليات، ج 2، ص 154.
  11. حرز الدين، معالم الرجال، ج 3، ص 395-398.
  12. الأمين، أعيان الشيعة، ج 6، ص 266.
  13. حيدر الحلي، ديوانه، ج 1، ص 16.
  14. شبر، أدب الطف، ج 8، ص 15.
  15. آغا بزرك الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 9، ص 269.
  16. الزركلي، ج 2، ص 290.
  17. الأمين، أعيان الشيعة، ج 6، ص 266.
  18. حيدر الحلي، ديوانه، ج 1، ص 21.
  19. حيدر الحلي، ديوانه، ج 1، ص 22.
  20. اليعقوبي، البابليات، ج 2، ص 165.
  21. آغا بزرك الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 26، ص 31.
  22. حيدر الحلي، ديوانه، ج 1، ص 25.
  23. جواد شبر، أدب الطف، ج 8، ص 14.
  24. الساباط: سقيفةٌ بينَ حائطيْن تحتَها مَمَرٌّ نافِذٌ
  25. شبر، أدب الطف، ج 8، ص 14.
  26. شبر، أدب الطف، ج 8، ص 14.
  27. اليعقوبي، البابليات، ج 2، ص 168.
  28. كاشف الغطاء، جنة المأوى، ج 1، ص 187.
  29. شبر، أدب الطف، ج8، ص8.
  30. الأمين، أعيان الشيعة، ج 6، ص 266.
  31. السماوي، الطليعة من شعراء الشيعة، ج 1، ص 66.
  32. جعفر العاملي، مأساة الزهراء، ج 2، ص 25.
  33. القزويني، زينب الكبرىعليه السلام من المهد إلى اللحد، ج 1، ص 639.