الجبانة

من ويكي علوي
(بالتحويل من الجبانات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الجبّانات والمقابر وأماكن الدفن

كانت منطقة النجف ، التي هي ظهرا الحيرة والكوفة ، مقبرة تاريخية تعود إلى عصور ما قبل الإسلام ، وقد دفن فيها الأنبياء والصالحين ، كما دفن فيها ملوك الحيرة وقادتها . وقد روي أن النعمان بن المنذر خرج ذات يوم إلى ظهر الحيرة ومعه عدي بن زيد العبادي ، فوقفا على مقابر . فقال عدي : أبيت اللعن أتدري ما تقول هذه المقابر ؟

قال : لا ، قال : إنها تقول:

أيها الركب المجنون * على الأرض مجدّون

مثل ما أنتم جينا * وكما نحن تكونون

وأشارت بعض النصوص إلى أنه أنشد قائلا :

من رآنا فليحدّث نفسه * أنه موف على قرن الزوال

وصروف الدهر لا تبقي لها * ولما تأتي به صمّ الجبال

ربّ ركب قد أناخوا عندنا * يشربون الخمر بالماء الزلال

والأباريق عليها قدم * وجياد الخيل تردى في الجلال

عمّروا الدهر بعيش حسن * آمن درّهم ، غير عجال

ثم أضحوا عصف الدهر بهم * وكذاك الدهر حالا بعد حال

وفي حديث عن عمرو بن حريث : قالت اليهود أعداء اللّه يبعث منا من هذا المكان ( يعني ظهر الكوفة ) سبعون ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم . قال عمرو بن حريث :

كذبوا واللّه إنا نرجو أن نكون نحن هم ومرّ الإمام علي عليه السلام ، أثناء خلافته ، بقبور سبعة أو ثمانية في ظهر الكوفة فسأل عنها ، فقال له قدامة بن عجلان الأزدي : يا أمير المؤمنين إنّ خبّاب بن الأرتّ توفي بعد مخرجك ، فأوصى أن يدفن في هذا الظهر ، وكان الناس إلى جنبه وبعد أن دفن الإمام علي عليه السلام في الغري من أرض النجف ، ترك الكثير من الناس الدفن في الجبانات ، وهي مقابر كانت تعرف بأسماء قبائل الكوفة وفضلوا الدفن بجوار أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن ثم نشأت مقبرة النجف الكبرى المعروفة بوادي السلام . وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام إلى مقبرة النجف بقوله : ( نحن نقول بظهر الكوفة قبر ما يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه اللّه )

وقال : يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرّة الشمس والقمر يدخلون الجنة بغير حساب وأشار أبو عبيدة إلى مقبرة ( بني جفران ) في أرض النجف بقوله : إن الفرزدق عبث بأبي الحسناء ، وكان مكاري بغال ينزل في مقبرة بني جفران يكري إلى الكوفة أيام كانت الطريق على الظهر وأشار ابن الجوزي إلى مقبرة الحسن بن أبي الهبيش ( ت 420 ه ) الواقعة في ظاهر الكوفة وفي طريق الحج ، وكان هذا من الزهاد المتعبدين.