آية الشاهد

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الشاهد هي الآية السابعة عشر من سورة هود، والتي تثبت صدق النبي محمد (ص) في ادعائه للنبوّة، وذلك بواسطة القرآن والمؤمنين الحقيقيين والكتب السماوية السابقة، ونزلت هذه الآية بعد أن كذّب المشركون النبيَ (ص) في ادعائه للنبوة، لتطييب نفس النبي (ص) وتقوية إيمانه.

ورد في المصادر التفسيرية‌ والروائية عند الشيعة وأهل السنة أن المقصود من «الشاهد» في هذه الآية هو علي بن أبي طالبعليه السلام، كما ذكرت مصاديق أخرى له كجبرئيل ولسان النبي (ص) والقرآن.

ويستدلّ بآية الشاهد لإثبات ولاية الإمام علي (ع) وخلافته؛ لأنه بحسب الآية لابدّ أن يكون الشاهد هو نفس النبي (ص)، وبناء على آية المباهلة علي بن أبي طالب هو نفس النبي (ص).

نص الآية

اشتهرت الآية 17 من سورة هود بآية الشاهد.[١]

أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُولٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ

مضمون الآية

قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان إنه يستفاد من ظاهر هذه الآية أنها نزلت لتطييب نفس النبي (ص) وتقوية إيمانه تجاه ما قام به المشركون من اتهامه بالافتراء على الله، ومن هنا أمره الله أن يتحداهم بإتيان عشر سور مثله.[٢]

وقد ذكر في مجمع البيان وتفسير الأمثل تفسيران لهذه الآية:

  • الأول: إن المقصود من «أَفَمَنْ كانَ عَلی بَينَةٍ مِنْ رَبِّهِ» هو النبي (ص)، حيث يثبت صدق نبوته بثلاث طرق: 1. القرآن، بما هو بينة ودليل واضح؛ 2. الكتب السماوية السابقة مثل التوراة، حيث أشارت إلى أوصاف النبي (ص)؛ 3. أتباع النبي (ص) وأنصاره المؤمنون؛ إذ إن كلّ مذهب يعرف بأتباعه وأنصاره.[٣]
  • الثاني: المقصود من آية «أَفَمَنْ كانَ عَلى بَينَةٍ مِنْ رَبِّهِ» جميع المؤمنين الذين يؤمنون بالنبي (ص) بعد ما شاهدوا من دلائل واضحة، وتصديق الكتب السماوية السابقة بنبوّة النبی محمد (ص).[٤]

وعن معنى البيّنة قال العلامة الطباطبائي إنها تعني الظاهرة الواضحة التي تُظهر غيره أيضا كالنور.[٥] وذكر الطَبرِسي أن «بينة من ربّه» يعنى حجة من عقله.[٦]

من هو الشاهد؟

قال بعض المفسرين من الشيعة والسنة أن الشاهد في الآية السابعة عشر من سورة هود هو علي بن أبي طالب (ع) حيث كان أول من آمن بالنبي (ص)[٧] وفي رواية عن الإمام علي (ع) اعتبر أنه هو الشاهد في الآية الكريمة، [٨] وذكر الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل 15 رواية تقول بأن المراد من الشاهد في الآية هو علي (ع)،[٩] منها ما ورد عن مالك بن أنس في قوله عزّ وجلّ قالب:قرآن قال هو محمد (ص) قالب:قرآن قال هو علي بن أبي طالب، كان والله لسان رسول الله إلى أهل مكة في نقض عهدهم مع رسول الله.[١٠]

وهناك آراء أخرى حول المقصود من الشاهد في الآية[١١] فمنها ما ذكره الطبرسي في مجمع البيان أن المراد من الشاهد هو جبرئيل، حيث أنه يتلو القرآن من الله على النبي (ص)، كما قال البعض أن المراد به لسان النبي (ص) الذي يتلو به القرآن، وذهب آخرون إلى أن المراد منه هو القرآن.[١٢]

إلا أن العلامة الطباطبائي ردّ هذه الآراء واعتقد -بالاستناد إلى بعض الروايات- أن المراد من الشاهد في الآية هو الإمام علي (ع).[١٣]

دلالتها على ولاية الإمام علي (ع) وخلافته

يستدلّ بآية الشاهد لإثبات مقام الولاية والخلافة لعلي بن أبي طالب (ع)، فقال بعض المحققين أن كلمة «يَتْلُوهُ» في الآية بمعنى يتبعه، لا يقرأه؛ لأن الضمير في «يَتْلُوهُ» وفي «مِنْهُ» يعود إلى «أَفَمَنْ» في بداية الآية، وبناء عليه يكون المقصود من الضمير في «مِنْهُ» هو الشاهد الذي له علاقة ذاتية ومعنوية بالنبي (ص)، ويُعدّ نفسَ النبي (ص).[١٤] كما يدلّ الفعل المضارع (يَتْلُوهُ) على الاستمرار، ويستنتج منه تبعية الشاهد لرسول الله في جميع المراتب وجميع الأزمنة، وهي تناسب مقام الولاية والخلافة لوصيّ رسول الله، والذي تمّ تعيين مصداقه في الروايات وفي بعض الآيات، كآية المباهلة، وهو علي بن أبي طالب (ع).[١٥]

وجه الإشارة إلى التوراة

ورد في آية الشاهد اسم أحد الكتب السماوية السابقة وهو التوراة، وسبب ذلك -حسب رأي المفسرين- هو انتشار آراء اليهود وعقائدهم في البيئة التي نزلت فيها القرآن، وكان النصارى يعيشون في بلاد أخرى كالشام واليمن.[١٦] والسبب الآخر هو أن التوراة ذكرت أوصاف النبي محمد (ص) بتفصيل أكثر.[١٧]

المصادر والمراجع

  • ابن حيون المغربي، نعمان بن محمد، دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام، قم، مؤسسة آل البيت (ع)، ط 2، 1385 هـ.
  • ابن عقدة الكوفي، أحمد بن محمد، فضائل أمير المؤمنين (ع)، قم، دليل ما، 1424 هـ.
  • الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، طهران، موسسة طبع ونشر وزارت ارشاد، 1411 هـ.
  • الحويزي، عبد العلي بن جمعه، نور الثقلين، قم، موسسة إسماعيليان، 1415 هـ.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، قم، مکتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، موسسة الأعلمي للمطبوعات، 1390 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران، ناصرخسرو، 1372هـ ش.
  • العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، نهج الحق، قم، مؤسسة ‌دارالهجرة، 1407 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب( ع)، 1379 هـ ش.
  • المنصوري، السيد محمد وزهراء الصادقي، «وجوه مختلف ادبي در عبارت آغازين آيه 17 سوره هود وبازتاب آن در تفسير عبارت شاهد منه»، مجلة تحقيقات علوم قرآن وحديث، رقم 26، 1394ش.
  • الهلالي، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس الهلالي، قم، الهادي، 1405 هـ.
  1. العلامة الحلي، نهج الحق، ص 195.
  2. العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 10، ص 183.
  3. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 494.
  4. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 495.
  5. العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 10، ص 183.
  6. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226-227.
  7. الحويزي، نور الثقلين، ج 2، ص 344-346؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226-227؛ السيوطي، الدر المنثور، ج 3، ص 324.
  8. الهلالي، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج 2، ص 903؛ ابن عقدة الكوفي، فضائل أمير المؤمنين (ع)، ص 193.
  9. الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص 359-370.
  10. الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص 366.
  11. الكليني، الكافي، ج 1، ص 190؛ ابن حيون المغربي، دعائم الاسلام، ج 1، ص 19.
  12. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226-227.
  13. العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 10، ص 185 و194-196.
  14. المنصوري، «وجوه مختلف ادبي در عبارت آغازين آيه 17 سوره هود وبازتاب آن در تفسير عبارت شاهد منه»، ص 119.
  15. المنصوري، «وجوه مختلف ادبي در عبارت آغازين آيه 17 سوره هود وبازتاب آن در تفسير عبارت شاهد منه»، ص 119.
  16. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 497.
  17. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 498.