آية التوكل
آية التوكل هي الآية 173 من سورة آل عمران، والتي تُشير إلى الثبات على المعتقد، وطلب العون، والتوكل على الله تعالى. نزلت هذه الآية عندما بدأ المنافقون يزعزعون عقائد المؤمنين بكلماتهم المخيّبة للآمال. ولما سمع رسول اللهقالب:اختصار/ص بهذا الأمر خرج من المدينة المنورة مع سبعين راكباً وهم يقولون حسبُنا الله ونعم الوكيل، حتى وصلوا إلى منطقة بدر ينتظرون قدوم جيش أبي سفيان، وکانت هذه المبادرة لأجل التأكيد على أنَّ توكل المؤمنين على الله تعالى، وإنَّه لا نصير لهم إلا الله.
نص الآية
هي الآية 173من سورة آل عمران، قال تعالى: ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَٰنًۭا وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ
شأن نزول
لمّا انصرف أبو سفيان وأصحابه من معركة أحد إلى مكة، وبلغوا أرض الرّوحاء ندموا وهمّوا بالرّجوع إلى المدينة من أجل القضاء على بقية المسلمين. فوصل هذا الخبر إلى مسامع رسول اللهقالب:اختصار/ص فقرر أن يظهر لهم قوته وقوة اصحابه؛ ولذلك شجع أصحابه على مغادرة المدينة، وقال: إن كل من كان معنا في غزوة أحد يجب أن يخرج من المدينة المنورة ليشارك في معركة أخرى. فغادر الرسول المدينة مع جماعة من المسلمين حتى وصلوا إلى مكان يسمى حمراء الأسد فنزلوا فيه. ووصل هذا الخبر إلى جيش قريش، فألقى الله تعالى الرعب في قلوب المشركين فرجعوا إلى مكة، فنزلت هذه الآية على النبي.[١]
قصة الآية
عندما قرر أبو سفيان الانصراف من أحد إلى مكة، قال للنبي: يا محمد موعدنا موسم بدر القابل إن شئت، فقال النبي(ص) إن شاء اللّه. بعد سنة خرج أبو سفيان في أهل مكّة حتّى وقف قريب الظّهران فألقى اللّه تعالى الرّعب في قلبه فقرر الرجوع ، فلقى نعيم بن مسعود الأشجعيّ وقد جاء إلى العمرة، ووعده بعشرة جمال مقابل ثني المسلمين عن الحرب. [٢] فعندما وصل نعيم إلى المدينة فوجد المسلمين يتجهّزون للحرب، فقال لهم: إنَّ قراركم غير صحيح وإذا ذهبتم لا ينجو منكم أحد. فقال النّبيّ والّذى نفسى بيده لأخرجنّ للحرب وإن لم يخرج معي أحد، ومن يخاف الآن من الخروج فليبقى ومن كان شجاعاً فليستعد للمعركة. فخرج في سبعين راكبا وهم يقولون حسبُنا الله ونعم الوكيل، حتّى وصلوا إلى منطقة بدر وأقاموا بها ثمانى ليال ينتظرون أبو سفيان، وكانت معهم تجارات فباعوها وأصابوا ربحاً منها، ثمّ انصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين، ومن دون قتال مع المشركين، فرجع أبو سفيان إلى مكّة فسمّى أهل مكّة جيشه جيش السّويق، قالوا: إنّما خرجتم لتشربوا السّويق.[٣]
معاني الكلمات
- الناس الأول: هو نعيم بن مسعود؛ لأنَّه من جنس الناس، ولأنّه لم يخل من بعضهم الذين أوصلوا كلامه لتخويف الناس.
- الناس الثاني: هم أبو سفيان وأصحابه.
- حسبُنا الله: محسبنا اللّه أي كافينا؛ يقال: أحسبه الشّيء إذا كفاه.
- نعم الوكيل: أي نعم الرب الموكول إليه.[٤]
دلالة الآية على التوكل
وعبارة حَسْبُنَا اللهُ بمعنى كافينا الله وأصل الحسب من الحساب؛ لأن الكفاية بحساب الحاجة، وهذا اكتفاء بالله بحسب الإيمان دون الأسباب الخارجية، والوكيل في عبارة نعم الوكيل بمعنى هو الذي يدبر الأمر عن الإنسان. فمضمون الآية يرجع إلى الآية 3 من سورة الطلاق، قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ.[٥] كما أن هذه الآية تخبر المؤمنين بضرورة ثباتهم ورسوخهم في عقائدهم، حتى لا يتزعزعون من تخويف المنافقين، ويتوكلوا على الله تعالى ويطيعوا أوامر الله بكل قوة قلبية.[٦] وحول هذا المعنى يقول الإمام الصادققالب:اختصار/ع: إن المؤمن أشد من زبر الحديد، إن الحديد إذا دخل النار لآن وإنَّ المؤمن لو قتل ونشر ثم قتل لم يتغير قلبه.[٧]
آیات مرتبط
وردت كلمة التوكل ومشتقاتها في القرآن الكريم 70 مرة في 29 سورة في 61 آية، وهي عبارة عن:
مشتقات التوكل | العدد | السورة | الآية |
---|---|---|---|
المتوكلون | 3 | 3 | يوسف 67 – إبراهيم 12 – الزمر38 |
المتوكلين | 1 | 1 | آل عمران 159 |
الوكيل | 1 | 1 | آل عمران 173 |
بوكيل | 5 | 4 | الأنعام 66 و107 - يونس 108 - الزمر 41 – الشورى 6 |
توكل | 7 | 6 | النساء 81 – الأنفال 61- هود 123- الفرقان 58- الشعراء 217- الأحزاب 3 و48 |
توكلت | 7 | 6 | التوبة 129 - يونس 71- هود 53 و88- يوسف 67- الرعد 30 – الشورى 10 |
توكلنا | 4 | 4 | الأعراف 89- يونس 85- الممتحنة 4- الملك 29 |
توكلوا | 1 | 1 | يونس 84 |
فتوكل | 2 | 2 | آل عمران 159 – النمل 79 |
فتوكلوا | 1 | 1 | المائدة 23 |
فليتوكل | 9 | 7 | آل عمران 122 و160 – المائدة 11 – التوبة 51 – يوسف 67 – إبراهيم 11 و12- المجادلة 10 – التغابن 13 |
نتوكل | 1 | 1 | إبراهيم 12 |
وكل | 1 | 1 | السجدة 11 |
وكلنا | 1 | 1 | الأنعام 89 |
وكيل | 5 | 5 | الأنعام 102- هود 12- يوسف 66 – القصص 28 – الزمر 62 |
وكيلا | 13 | 5 | النساء 81 و109 و132و 171- الإسراء 2 و54 و65 و68 و 86 – الفرقان 43 – الأحزاب 3 و48- المزمل 9 |
متوكلون | 1 | 1 | الزمر 38 |
يتوكل | 3 | 3 | الأنفال 49- الطلاق ۳- الزمر 38 |
يتوكلون | 5 | 4 | الأنفال 2- النحل 42 و99 – العنكبوت 59 – الشورى 36 |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 1، 1417 هـ/ 1997 م.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، تصحيح: أبو القاسم كرجي، طهران، انتشارات جامعة طهران، 1377 ش.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- حسيني شاه عبد العظيمي ، حسين بن أحمد، تفسير الاثنا عشري، طهران، ميقات، 1363ش.