رجال إبن الغضائري (كتاب)
رجال ابن الغضائري أو الضعفاء كتاب في علم الرجال، يُنسب إلى ابن الغضائري، من أعلام الرجاليين والمحدثين في القرنين الرابع والخامس الهجري. يعتبر الكتاب من المصادر الأساسية عند رجال الشيعة. يرى بعض علماء الشيعة إنَّ ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل، أكثر من النجاشي والشيخ الطوسي.
حيث تم في هذا الكتاب تضعيف الرواة الذين نقلوا كرامات الأئمة؛ ولهذا السبب انتقده بعض علماء الشيعة ومنهم العلامة المجلسي.
وقد ورد في الكتاب ذكر 225 راوي للحديث عند الشيعة، تم ذكرهم على شكل ترتيب الحروف الألف بائي.
المؤلف والمحتوى
هو أحمد بن حسين بن عبيد الله الغضائري، والمعروف بأبن الغضائري، وهو الذي يُنسب إله كتاب رجال ابن الغضائري، المحدث والرجالي الإمامي في القرن الرابع والخامس الهجري.[١] سمّي الكتاب أيضاً باسماء أخرى وهي كتاب «الجرح» وكتاب «الضعفاء».[٢] وذكروا أنَّ أول من تحدث عن هذا الكتاب ونسبه إلى ابن الغضائري هو أحمد بن طاووس الحلي (673 هـ).[٣] ونسب محمد تقي التستري إلى ابن الغضائري كتابين في الممدوحين والمذمومين.[٤] ويحتوي الكتاب على فصلين.[٥]
الاختلاف في مؤلف الكتاب
يوجد خلاف بين العلماء حول مؤلف الكتاب: فذهب مشهور علماء الشيعة أنَّ مؤلف الكتاب هو ابن الغضائري، وذهب البعض إلى أنه من تأليف والده، وذهب آخرون أنه من تأليف خصوم الشيعة:
- أحمد بن الحسين الغضائري: استند المؤيدون في نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري على ما ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست بوجود كتابين في الرجال لأبن الغضائري،[٦] وأيضا كثرة النقل من قبل بعض علماء الرجال، من أمثال النجاشي والعلامة الحلي من الكتاب، دليل على أنه من تأليف ابن الغضائري.[٧] هذا ما ذهب إليه مشهور علماء الرجال عند الشيعة،[٨] وقبل هذا الرأي العلامة المجلسي[٩] والسيد السيستاني.[١٠]
- حسين بن عبيد الله الغضائري: نسب البعض الكتاب إلى الحسين بن عبيد الله والد أحمد بن الحسين الغضائري،[١١] واستند في ذلك إلى ما ورد في خلاصة الأقوال في سيرة سهل بن زياد الآدمي، ذكر ذلك أحمد بن عليّ بن نوح، وأحمد بن الحسين، وقال ابن الغضائري: إنّه كان ضعيفا» قال: عطفه ابن الغضائري على أحمد بن الحسين يدلّ على أنّه غيره.[١٢] المؤيدون لهذا الرأي هم: الشهيد الثاني، وآقا حسين الخوانساري،[١٣] ومحمد بن حسين الساوجي، والمقدس الأردبيلي، وأحمد النراقي، والشيخ أسد الله الكاظمي التستري.[١٤]
- خصوم الشيعة: ذهب بعض علماء الرجال أنه من تأليف خصوم الشيعة، وذلك عن طريق خلق الأكاذيب من أجل تشويه كبار مشايخ الشيعة. ومن الشواهد التي استندوا عليها،[١٥] أنه لو كان الكتاب من تأليف ابن الغضائري لذكر ذلك أحمد بن علي النجاشي الذي يُعتبر صديق وصاحب ابن الغضائري.[١٦] وكذلك أحمد بن طاووس أيضاً، حيث لم يسند الكتاب إلى ابن الغضائري،[١٧] ومن الذين ذهبوا إلى هذا الرأي هو السيد الخوئي،[١٨] وآقا بزرك الطهراني.[١٩]
اعتبار الكتاب
يعتبر كتاب رجال ابن الغضائري من المصادر الأساسية عند رجال الشيعة.[٢٠] حيث اعتمد بعض الرجاليين الشيعة على آراء المؤلف مثل، أحمد بن طاووس، والعلامة الحلي، وابن داوود الحلي.[٢١]
وجاء في مقدمة محقق الكتاب أن هناك أيضا جملة من العلماء أيدوا ما ذكره ابن الغضائري في كتابه، منهم: الفاضل التوني، والوحيد البهبهاني، والمحقق الكلباسي، ومحمد تقي التستري،[٢٢] ويرى السيد علي السيستاني من مراجع التقليد ثبوت الكتاب وإنَّ ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل، اكثر من النجاشي والشيخ الطوسي وامثالهما.[٢٣]
إلا أنَّ بعض محدثي الشيعة، منهم العلامة المجلسي[٢٤] والمحدث النوري لم يقبلوا آراء ابن الغضائري؛[٢٥] وذلك بسبب تضعيف عدد من الرواة الشيعة الذي تم مدحهم من قبل علماء الرجال، وعلماء الشيعة الآخرون.[٢٦] حيث تم في هذا الكتاب تضعيف الرواة الذين نقلوا كرامات الأئمة.[٢٧]
لقد ذهبت مجموعة من علماء الرجال الشيعة أنَّ تضعيفات ابن الغضائري غير معتبرة وتوثيقاته معتبرة.[٢٨]
خصائص الكتاب
اعتمد ابن الغضائري في ترتيب كتابه على طريقة العرض «الألف بائي».[٢٩] حيث يورد الرواة حسب الحروف الأبجدية مع الاشارة إلى عدد المترجمين فيه، مبتدئا بحرف الألف الذي ذكر فيه أنه سيترجم لثمانية عشر راوياً. وبعد ذكر اسم الراوي يسلط الضوء على هويته كاملة مع الحكم بضعفه أو وثاقته أو مجهوليته، وقد ورد في الكتاب ذكر 225 راوي ضَعف 165 منهم.[٣٠]
نسخ الكتاب
ذكروا أنَّ أول من أهتم بكتاب ابن الغضائري هو أحمد بن طاووس الحلي، وذلك في كتاب حل الاشكال في معرفة الرجال، وأطلق عليه كتاب الضعفاء،[٣١] وأوّل من استفاد من كتاب الضعفاء الذي أدرجه أحمد بن طاووس كان تلميذيه: ابن داوود الحلي في كتابه الرجال، والعلامة الحلي في كتابه خلاصة الأقوال،[٣٢] ثم استخرج المولى عبد الله التستري (المتوفى 1021 هـ) عن نسخه (حل الإشكال) لأبن طاووس الممزقة المقالات المنسوبة إلى أبي الغضائري، ودونها مستقلة وذكر ذلك في ديباجته وأدخلها القهبائي تلميذ المولى عبد الله في طي تراجم كتابه مجمع الرجال وأورد ديباجته بعينها.[٣٣]
توجد عدّة نسخ مخطوطة ومطبوعة للكتاب وهي عبارة عن:
النسخ الخطية
- نسخة من أهداء السيد محمد مشكات إلى مكتبة جامعة طهران (تاريخ الكتابة: 1363 هـ.)
- نسخة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي باسم (الضعفاء) (تاريخ الكتابة: 1355 هـ).[٣٤]
النسخ المطبوعة
النسخ المطبوعة لرجال ابن الغضائري عبارة عن:
- ضمن الكتب الخمسة المدرجة في كتاب (حل الإشكال) لأحمد بن طاووس الحلي.
- النسخة المطبوعة تحت عنوان التحرير الطاووسي.[٣٥]
- ضمن الكتب الخمسة المطبوعة في كتاب مجمع الرجال لعناية الله القهبائي، وقد قام بتحقيق هذم النسخة السيد محمد رضا الجلالي، وتم نشرها من قبل دار الحديث في سنة 1422 هـ تحت عنوان (الرجال لابن الغضائري).[٣٦] تتكون هذه النسخة من قسمين وهي متعلقة بالشيخ عبد الله التستري، القسم الأول يحتوي على مقدمة للشيخ عبد الله التستري و159 راوي، والقسم الثاني يحتوي على مستدرك للجلالي على كتاب التستري الذي جمعه من منقولات العلامة الحلي، وابن داوود وذكر فيه 66 راوي.[٣٧]
المصادر والمراجع
- ابن الغضائري، أحمد بن حسين، رجال لأبن الغضائري، تحقيق: محمد رضا الحسيني الجلالي، قم، دار الحديث، ط 1، 1422 هـ.
- ابن طاووس، أحمد بن موسى، التحرير الطاووسي، تلخيص ابن الشهيد الثاني، تصحيح: فاضل الجواهري وسيد محمود المرعشي، قم مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1411 هـ.
- أحمدي، مهدي، تاريخ حديث شيعه در سدههای چهارم تا هفتم هجری (تاريخ حديث الشيعة من القرن الرابع إلى القرن السابع)، قم، دار الحديث، 1389 ش.
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1410 هـ.
- الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، د.م، د.ن، 1413 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، تصحيح: عبد العزيز الطباطبائي، قم، مكتبة المحقق الطباطبائي، 1420 هـ.
- العلوي، إبراهيم، ابن غضائري ورجال او (ابن الغضائري ورجاله)، د.م، د.ن، 1369 ش.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- رحمان ستايش، محمد كاظم، آشنایی با کتب رجالی شیعه (التعرف على الكتب الرجالية الشيعية)، طهران، سمت، 1385 ش.
- ↑ ابن الغضائري، الجال، ص 8 و17.
- ↑ ابن الغضائري، الجال، ص 17.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 42؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 89.
- ↑ التستري، قاموس الرجال، ج 1، ص 441.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 42.
- ↑ الطوسي، الفهرست، ص 2.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 40.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 43.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 1، ص 41.
- ↑ «السيرة الذاتية للسيد علي الحسيني السيستاني.»
- ↑ التستري، قاموس الرجال، ج 1، ص 45 ــ 46.
- ↑ التستري، قاموس الرجال، ج 1، ص 45.
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 1، ص 95 ــ 96.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 43 ــ 44.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 43.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 89؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 1، ص 95 ــ 96.
- ↑ ابن طاووس، التحرير الطاووسي، ص 5.
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 1، ص 95 ــ 96.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 89.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 37.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 49 ــ 50.
- ↑ ابن الغضائري، رجال ابن الغضائري، ص 20؛ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 47.
- ↑ «السيرة الذاتية للسيد علي الحسيني السيستاني.»
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 1، ص 41.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 47.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 38.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 52.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 48.
- ↑ ابن طاووس، التحرير الطاووسي، ص 5.
- ↑ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 51.
- ↑ أحمدي، تاريخ حديث الشيعة، ص 386.
- ↑ أحمدي، تاريخ حديث الشيعة، ص 386 ـ 387.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 88 ــ 89.
- ↑ أحمدي، تاريخ حديث شيعة، ص 386.
- ↑ السيد علوي، ابن غضائري ورجال او[ابن الغضائري ورجاله].
- ↑ رحمان ستايش، آشنايي با كتب رجالي شيعة، هامش 5 من ص 46.
- ↑ رحمان ستايش، آشنايي با كتب رجالي شيعة، ص 50 ــ 51.