التفسير والمفسرون (كتاب)
التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب، كتاب من تأليف محمد هادي معرفة في الدفاع عن مبادئ التفسير عند الشيعة ومقوماته، وفي الرد على كتاب أحد علماء جامعة الأزهر في مصر محمد حسين الذهبي تحت عنوان التفسير والمفسرون.
يقع الكتاب في مجلدين: المجلد الأول يحتوى - فضلا عن تعريف التفسير، والتأويل، وأنواع التفسير- على تطور تفسير القرآن في زمن النبي (ص) والصحابة والتابعين ودور أهل البيت (ع) في تفسير القرآن الكريم، وفي قسم آخر منه يتطرق إلى ذكر أشهر المفسرين الذين ظهروا بعد فترة التابعين. والمجلد الثاني يتطرق إلى التفسير الأثري، ومناقشة الإسرائيات والروايات المزيفة في التفسير النقلي، فأهم التفاسير الروائية للشيعة والسنة ذكرت في هذا المجلد.
عدّ الباحثون المعاصرون خصائص لهذا الكتاب، ومنها الدفاع عن المبادئ التفسيرية للشيعة، والاستفادة من مصادر متعددة وموثقة، والإبداع في هذا العمل، والانتباه إلى الإسرائيليات، ووجه له انتقادات لعدم الاهتمام إلى المدراس التفسيرية في مصر واليمن.
المؤلف
محمد هادي معرفة (1348 ــ 1427 هـ) محدث، وفقيه، ومفسر شيعي،[١] وفضلا عن كتاب التفسير والمفسرون له مؤلفات عديدة في القرآن الكريم، منها: التمهيد في علوم القرآن،[٢] التفسير الأثري الجامع،[٣] وشبهات وردود حول القرآن،[٤] وصيانة القرآن من التحريف،[٥] وكتب أخرى في الفقه وأصول الفقه.[٦]
فحوى الكتاب وهيكليته
"التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب" كتاب في موضوع علوم القرآن طبع في مجلدين، ويحتوي على مقدمة تتحدث عن دافع المؤلف وخصائص الكتاب،[٧] يقول آية الله المعرفة إن هذا الكتاب جاء للرد على كتاب "التفسير والمفسرون" لمحمد حسين الذهبي أحد أساتذة جامعة الأزهر، وكتاب "مذاهب التفسير الإسلامي" تأليف عبد الحليم نجار، حيث يعتقد محمد هادي المعرفة أن ما ورد في هذين الكتابين هو يتعارض مع الإسلام والتشيع.[٨]
ثلاثة فصول من المجلد الأول يحتوى على أنواع التفسير وشروطه، وعلاقة التفسير بالتأويل، وأسلوب بيان القرآن الكريم،[٩] وثلاثة فصول أخرى لهذا المجلد، يشمل مناقشة التطور التاريخي لتفسير القرآن الكريم في عهد النبي (ع) والصحابة والتابعين، ويتحدث عن دور أهل البيت (ع) في تفسير القرآن أيضا.[١٠] وتطرق الفصل السابع من المجلد الأول إلى أشهر المفسرين الذين أتوا بعد التابعين،[١١] ومع ذلك فإن تتمة هذا الفصل، أدرج في بداية المجلد الثاني.[١٢]
والمجلد الثاني يحتوي على فصلين،[١٣] فالفصل الأول يتحدث حول التفسير الأثري أو النقلي وناقش محمد هادي المعرفة في هذا الفصل نقاط ضعف هذا النوع من التفسير وكذلك الإسرائيليات والتزييف، وذكر فيه أهم التفاسير الروائية للشيعة وأهل السنة في القرن الثالث للهجرة،[١٤] وأما الفصل الثاني فقد تطرق إلى أسلوب التفسير الاجتهادي، والتفاسير الفقهية، والعلمية والأدبية والترتيبية، والموضوعية، والاجتماعية، والعرفانية.[١٥]
الخصائص والانتقادات
تعد الاستفادة من مصادر متعديدة وموثقة، والدفاع عن التشيع والانتباه إلى الإسرائيليات من الخصائص الإيجابية لكتاب التفسير والمفسرون، وعدم الالتفات الكافي إلى المدارس التفسيرية لشتى الأمكان، وعدم انعكاس الجهود التفسيرية للأئمة (ع) في المدينة تعتبر من الانتقادات التي وجهت إلى هذا الكتاب.
الاستفادة من مصادر متعددة وموثقة؛ استفاد آية الله معرفة في تأليفه أكثر من 500 مصدر منها مصادر العلوم القرآنية، وتاريخية ومختلف الموسوعات.[١٦]
الإبداع وبيان نظرات حديثة؛ [١٧] منها الالتفات إلى التأويل وتبيين أساليبه، ودور أهل البيت (ع) في تفسير القرآن وتبويب أساليب التفسير إلى الاجتهادي والأثري.[١٨]
الالتفات إلى الإسرائيليات والروايات المزيفة والموضوعة وهي من آفات التفاسير الروائية للشيعة وأهل السنة.[١٩]
أول كتاب شيعي من نوعه: يعد كتاب التفسير والمفسرون أول كتاب مستقل شيعي حول تفسير القرآن وعلومه؛ إذ أن ما طرح قبلها من آراء والنظرات كانت متشتة وغير منسجمة.[٢٠]
الدفاع عن التشيع من الخصائص الأساسية لهذا الكتاب؛ إذ كتب محمد هادي المعرفة هذا الكتاب في الرد على كتاب التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي، وفي الدفاع عن مدرسة الشيعة التفسيرية،[٢١] وقد أشكل محمد حسين في كتابه على الأصول التفسيرية للشيعة ومبادئهم في هذا الباب وانتقد أشهر تفاسير الشيعة منها مرآة الأنوار، ومجمع البيان، والصافي في القرآن، وتفسير الإمام الحسن العسكري (ع)، ويعتقد بعض الباحثين أن إشكالاته غير منصفة وهي نابعة عن العصبية.[٢٢]
وبعض الإشكالات الواردة على الكتاب هي:
عدم الشمولية للمدارس التفسيرية: عندما ذكر محمد هادي المعرفة المدارس التفسيري أشار إلى مفسري مكة، والمدينة، والكوفة، والشام، والبصرة، ولم يتطرق إلى ذكر المدارس التفسيرية في مصر واليمن.[٢٣]
عدم الإشارة إلى حضور أهل البيت في المدينة: ليست هناك في كتاب التفسير والمفسرون أخبار عن حضور أهل البيت (ع) في المدينة وتأثيرهم عليه وكما لم ترد إجابتهم (ع) على التسائلات القرآني في عصرهم.[٢٤]
الترجمة إلى الفارسية
ترجم كتاب التفسير والمفسرون إلى اللغة الفارسية، وذلك برعاية الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية بمشهد، كما ترجم هذا الكتاب مع إضافات مؤسسة التمهيد.[٢٥]
المصادر والمراجع
- بهجت پور، عبدالکریم، «سیری در زندگی علمی آیت الله معرفت»، در معرفت قرآنی: في ذكرى آية الله محمد هادي معرفة، ج1، برعاية: علي نصيري، طهران، مركز دراسات الثقافة والفكر الإسلامي، 1387 ش.
- السبحاني، جعفر، «سخنرانی آیت الله سبحاني در نکوداشت استاد معرفت»، در معرفت قرآنی: في ذكرى آية الله محمد هادي معرفة، ج1، برعاية: علي نصيري، طهران، مركز دراسات الثقافة والفكر الإسلامي، 1387 ش.
- معرفة، محمد هادي، التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب، مشهد، الجامعة الرضویة لعلوم الاسلامیة، 1418 هـ.
- ↑ بهجتپور، «سیری در زندگی علمی آیت الله معرفت»، ص177 و181.
- ↑ بهجتپور، «سیری در زندگی علمی آیت الله معرفت»، ص182.
- ↑ بهجتپور، «سیری در زندگی علمی آیت الله معرفت»، ص195.
- ↑ بهجتپور، «سیری در زندگی علمی آیت الله معرفت»، ص189.
- ↑ بهجتپور، «سیری در زندگی علمی آیت الله معرفت»، ص187.
- ↑ بهجتپور، «سیری در زندگی علمی آیت الله معرفت»، ص181-182.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج1، ص3.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج1، ص4.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج1، ص13-168.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج1، ص169-565.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج1، 313-452.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج2، ص7.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج2، ص20و 354.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج2،ص21-347.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج2، ص354-587.
- ↑ مؤدب، «نگاهی به کتاب التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب»، ص48.
- ↑ مؤدب، «نگاهی به کتاب التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب»، ص49.
- ↑ مؤدب، «نگاهی به کتاب التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب»، ص49؛ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج1، ص 169-565؛ معرفة، التفسير والمفسرون، 1418 هـ، ج2، ص354-587.
- ↑ علیزاده، «التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب در بوته نقد ومعرفی»، ص160.
- ↑ علیزاده، «التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب در بوته نقد ومعرفی»، ص161.
- ↑ سبحاني، «سخنرانی آیت الله سبحاني در نکوداشت استاد معرفت»، ص47-48؛ مؤدب، «نگاهی به کتاب التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب»، ص48.
- ↑ مؤدب، «نگاهی به کتاب التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب»، ص48.
- ↑ علیزاده، «التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب در بوته نقد ومعرفی»، ص162.
- ↑ علیزاده، «التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب در بوته نقد ومعرفی»، ص163.
- ↑ مؤدب، «نگاهی به کتاب التفسير والمفسرون في ثوبه الشقيب»، ص51.