سورة الطلاق
سورة الطلاق، هي السورة الخامسة والستون ضمن الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من أول آية فيها، وتتحدث عن الطلاق وبيان ما يرتبط به من جزئيات، كما تُبيّن أيضاً عظمة الله تعالى ومقام نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وثواب الصالحين وجزاء العاصين.
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ التي توضّح أنّ من يتّقِ الله ويتورّع عن محارمه يُضمن له السعادة وطيب العيش في الدنيا والآخرة، ويُرزَق إلى كل ما يَفتَقر إليه، ولا يُبتلى بضنك المعيشة.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن الإمام الصادق : من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فرائضه أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن، وعوفي من النار، وأدخله الله الجنة.
تسميتها وآياتها
سُميت السورة بالطلاق، على أول آية منها، ولأنّ محورها الرئيسي هو الطلاق،[١] كما تسمى أيضاً بسورة النساء القصرى،[٢] على وزن (صغرى) مقابل سورة النساء المعروفة بسورة النساء الكبرى،[٣] وآياتها (12)، تتألف من (289) كلمة في (1203) حرف.[٤] وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،[٥] ومن سور الممتحنات.[٦]
ترتيب نزولها
سورة الطلاق من السور المدنية،[٧] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (99)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثامن والعشرين بالتسلسل (65) من سور القرآن.[٨]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (طَلَّقْتُمُ): إذا أردتم الطلاق، والمقصود من الطلاق شرعاً إزالة قيد النكاح بصيغة طالق.
- (الْعِدَّةَ): هي المدة التي تتربص بها المرأة ببراءة رحمها أو لغير ذلك.
- (يَئِسْنَ): اليأس من طعن السن، وعلامة ذلك انقطاع دورتها الشهرية.
- (تُضَارُّوهُنَّ): أي: لا تعملوا على الإضرار بهنّ والأذى لهنّ، بالتقصير في السكن والنفقة.
- (عَتَتْ): تكبّرت وتجبّرت وأعرضت.[٩]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في قسمين:
- الأول: الآيات السبع الأُوَل تتحدث عن الطلاق وما يرتبط به من أمور، وتتعرض إلى جزئيات ذلك.
- الثاني: يدور الحديث فيه عن عظمة الله ومقام رسوله، وثواب الصالحين، وجزاء العاصين.[١٠]
آياتها المشهورة
قوله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ،[١١] غالباً ما يتم قراءة نهاية الآية الثانية وبداية الآية الثالثة من سورة الطلاق معاً، حيث جاء في كتب التفسير: من يتقِ الله ويتورّع عن محارمه، ولم يتعدَّ حدوده واحترم شريعته، فعمل بها يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا من مضائق مشكلات الحياة، فإنّ شريعته فطرية يهدي بها الله الإنسان إلى ما تستدعيه فطرته، وتقضي به حاجته، وتضمن سعادته في الدنيا والآخرة، و يَرْزُقْهُ من الزوج والمال وكل ما يَفتَقر إليه في طيب عيشه، و حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ من حيث لا يتوقع، فلا يَخَف المؤمن إن اتقى واحترم حدوده حُرّم طيب الحياة، أو ابتُلي بضنك المعيشة.[١٢]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة الطلاق مات على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».[١٣]
- عن الإمام الصادق : «من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فرائضه أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن، وعوفي من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ومحافظته عليهما، لأنهما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم».[١٤]
وردت خواص كثيرة، منها:
قبلها سورة التغابن |
سورة الطلاق |
بعدها سورة التحريم |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، شهاب، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت - لبنان، مؤسسة الميرة، ط 1، 1430 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 166.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 28، ص 448.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 253.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1256.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1256.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 224 ؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 27.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 170.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 167-183.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 253.
- ↑ سورة الطلاق: 2-3.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 328.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1656.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 27.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 315.