سورة الحديد
سورة الحديد، هي السورة السابعة والخمسون ضمن الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من كلمة (الحديد) التي وردت في الآية الخامسة والعشرين، كما ورد للحديد معاني عديدة، وتتحدث عن توحيد الله تعالى وصفاته، وعن عظمة القرآن الكريم، وعن حال المؤمنين والمنافقين يوم القيامة، كما تتحدث عن الإنفاق وتقوية أُسس الجهاد في سبيل الله.
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى: قالب:قرآن، وقوله تعالى: مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رُوي عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة الحديد كُتب من الذين آمنوا بالله ورسوله.
تسميتها وآياتها
سُميت السورة بـ(الحديد)؛ لذكر هذه المادة في الآية الخامسة والعشرين في قوله تعالى: وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ،[١] ونُقل في روايةٍ عن أمير المؤمنين في تفسير هذه الآية أنه قال: الحديد: يعني السلاح وغير ذلك،[٢] وآياتها (29)، تتألف من (576) كلمة في (2545) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،[٣] ومن سور الممتحنات.[٤] ومن السور التي تُسمى أيضاً بسور المُسبّحات.[٥]
ترتيب نزولها
سورة الحديد من السور المدنية،[٦] وقيل: إنها مكية، [٧] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (94)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السابع والعشرين بالتسلسل (57) من سور القرآن.[٨]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (يَلِجُ): يدخل.
- (نَقْتَبِسْ): القبس: المتناول من الشُعّلة.
- (يَأْنِ): يحين، أو حان، أي: ألم يجيء وقت ذلك.
- (الْكُفَّارَ): جمع كافر: والمراد هنا: الزرّاع، فسُميَ الزارع كافر؛ لأنه يستر البذر.
- (نَّبْرَأَهَا): نخلقها.
- (مُخْتَالٍ): متكبر.
- (قَفَّيْنَا): ألحقنا وأتبعنا.
- (رَهْبَانِيَّةً): من الرهبة: وهي الخوف، والرهبانية طريقة أحدثها النصارى لتصفية النفس وعبادة الله.[٩]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في سبعة أقسام:
- الأول: الآيات الأولى لها بحث جامع حول التوحيد وصفات الله تعالى.
- الثاني: يتحدث عن عظمة القرآن الكريم.
- الثالث: يستعرض حال المؤمنين والمنافقين في يوم القيامة.
- الرابع: تتحدث الآيات فيه عن الدعوى إلى الإيمان والخروج من الشرك، وعن مصير الأقوام الضالة من الأمم السابقة.
- الخامس: جزء من هذه السورة يتحدث حول الإنفاق في سبيل الله، وخصوصاً في تقوية أُسس الجهاد في سبيل الله.
- السادس: قسم قصير من الآيات يتحدث عن العدالة الاجتماعية والتي هي إحدى الأهداف الأساسية للأنبياء عليهم السلام.
- السابع: يتحدث عن سلبية الرهبانية والانزواء الاجتماعي، وأنّ ذلك يمثّل إبتعاداً عن الخط الإسلامي.[١٠]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ[١١] جاء في كتب التفسير: ذُكِرت مسألة الخلقة (ستة أيام) سبعة مرات في القرآن الكريم، المرة الأولى في الآية الرابعة والخمسين من سورة الأعراف، والأخيرة في هذه الآية مورد البحث، والمقصود من (اليوم) في هذه الآيات ليس المعنى المتعارف (لليوم)، بل المقصود هو (الزمان) سواء كان هذا الزمان قصيراً أو طويلاً، حتى لو بلغ ملايين السنين.[١٢]
- قوله تعالى: مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ[١٣] جاء في كتب التفسير: المراد بالإقراض هنا: النفقة؛ لأنّ الله غنيٌ عن العالمين، وفي نهج البلاغة: لم يستنصركم الله من ذل، ولم يستقرضكم من قل.[١٤]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة الحديد كُتب من الذين آمنوا بالله ورسوله».[١٥]
- عن الإمام الباقر : «من قرأ المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمُت حتى يدرك القائم، وإن مات كان في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».[١٦]
وردت خواص كثيرة، منها:
- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من قرأ هذه السورة كان حقاً على الله أن يؤمنه من عذابه، وأن ينعم عليه في جنته، ومن أدمَن قراءتها وكان مُقيداً مغلولاً مسجوناً سهّل الله خروجه، ولو كان ما كان عليه من الجنايات».[١٧]
قبلها سورة الواقعة |
سورة الحديد |
بعدها سورة المجادلة |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، قم-إيران، اسمايليان، 1415 هـ.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 380.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 5، ص 250، ح 101.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1252.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 6.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 130.
- ↑ الرازي، التفسير الكبير، ج 29، ص 179.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 2، ص 170؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 6.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 382-423.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 5.
- ↑ الحديد: 4.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 11.
- ↑ الحديد: 11.
- ↑ مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 243؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 160.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1604.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 503.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 218.