الاستبصار فيما اختلف من الأخبار (كتاب)

من ويكي علوي
مراجعة ١٧:١٥، ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الاستبصار فيما اختُلف من الأخبار''' هو كتاب جامع للأحاديث، و هو أحد ''الكتب الأربعة'' الشيعية، تأليف الشيخ الطوسي (وفاة 460 هـ). ==المضمون== جمع الشيخ الطوسي في هذا الكتاب كل الروايات الواردة في مختلف البحوث الفقهية وجمع أيضاً الروايا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الاستبصار فيما اختُلف من الأخبار هو كتاب جامع للأحاديث، و هو أحد الكتب الأربعة الشيعية، تأليف الشيخ الطوسي (وفاة 460 هـ).

المضمون

جمع الشيخ الطوسي في هذا الكتاب كل الروايات الواردة في مختلف البحوث الفقهية وجمع أيضاً الروايات المعارضة (المخالفة) لها.

و قد قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أجزاء.[١] وخصص الجزأين (القسمين) الأول والثاني منه لبحوث العبادات (ما عدى الجهاد) وخصص الجزء الأخير (القسم الثالث) لسائر الأبواب الفقهية كالعقود، والإيقاعات، والأحكام إلى الحدود والديات.

وقد حدد الشيخ الطوسي عدد أحاديث كتاب الاستبصار لكي لا تتعرض للنقيصة و الزيادة، فذكر أنّ عدد الأحاديث الواردة في كتاب الاستبصار يبلغ 5511 حديثاً، لكن الطبعة المحققة من كتاب الاستبصار يبلغ عدد أحاديثها 5558 حديثاً،[٢] وهذا الاختلاف في العدد يمكن إرجاعه إلى الاختلاف في طريقة إحصاء بعض الأحاديث و هل هما حديثان أم حديث واحد.

وأما أسانيد الأحاديث فقد بدأ بضبط أسانيد الأحاديث، و قد اتبع ما يشبه هذه الطريقة في الجزئين الأول والثاني، لكنه في الجزء الأخير ذكر الأسانيد بشكل مختصر و اتبع منهج تهذيب الأحكام وهو أسلوب اتبعه الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه وقام بإرجاع أسانيده إلى الأصول الروائية في نهاية الكتاب.[٣]

وعادة ما يقدّم المؤلف الأحاديث التي يقبلها، ثم يذكر الأحاديث المعارضة لها، ثم يتعرض لوجه الجمع بينها مهما أمكن ذلك.

الغاية من التأليف

تحدث الشيخ الطوسي عن سرّ تأليفه كتاب الاستبصار بقوله :

"أما بعد فاني رأيت جماعة من أصحابنا لما نظروا في كتابنا الكبير الموسوم (بتهذيب الأحكام) ورأوا ما جمعنا فيه من الأخبار المتعلقة بالحلال والحرام ووجدوها مشتملة على أكثر ما يتعلق بالفقه من أبواب الأحكام وانه لم يشذ عنه في جميع أبوابه وكتبه مما ورد في أحاديث أصحابنا وكتبهم وأصولهم ومصنفاتهم إلا نادر قليل وشاذ يسير، وإنه يصلح أن يكون كتاباً مذخوراً يلجأ اليه المبتدئ في تفقهه، والمنتهي في تذكره، والمتوسط في تبحره فانَّ كلاً منهم ينال مطلبه ويبلغ بغيته تلاحظ إلى أن يكون ما يتعلق بالأحاديث المختلفةً مفرداً على طريق الاختصار يفزع اليه المتوسط في الفقه لمعرفته والمنتهى لتذكره إذ كان هذان الفريقان آنسين بما يتعلق بالوفاق، وربما لم يمكنهما ضيق الوقت من تصفح الكتب وتتبع الآثار فيشرفا على ما اختلف من الروايات فيكون الانتفاع بكتاب يشتمل على أكثر ما ورد من أحاديث أصحابنا المختلفة، أكثره موقوفاً على هذين الصنفين وان كان المبتدئ لا يخلو أيضاً من الانتفاع به."[٤]

طريقة التأليف

جمع الشيخ الطوسي الأحاديث ذات العلاقة بكل باب في مكان واحد، وقام ببحثها وتحليلها من ناحية السند والمضمون، وقدم اقتراحاته في كل باب من الأبواب لرفع التعارض الظاهري بين الأحاديث، أو ترجيح فريق منها على الفريق الآخر. وقد نالت أساليب رفع التعارض بين الأحاديث والجمع بينها مكانة هامة في فقه الشيخ الطوسي وخاصة في كتابه الاستبصار.

ومن هنا لا يعتبر هذا الكتاب مجرد مجموعة أحاديث بل يتميز بأهمية فقهية كبيرة أيضا. وقد رتبت أبواب كتاب الاستبصار كبقية الكتب الأربعة وفقاً للترتيب الطبيعي في المؤلفات الفقهية.

ومع أنّ الشيخ الطوسي اعتمد إلى حد كبير في تأليف كتاب الاستبصار على كتابه تهذيب الأحكام، لكن الاستبصار يعتبر كتاباً مستقلاً بالنظر إلى الهدف من تأليفه وما تميز به من ترتيب أبوابه، وأسلوب ترتيب أحاديث كل باب فيه.

وهذا الاستقلال للكتاب يتجلّى بوضوح في الفهرست الذي يذكر فيه المؤلف كتبه فيه،[٥] وأيضاً في كلام الشيخ النجاشي عالم الرجال المعاصر له.[٦]

مميزات الكتاب

  • يعتبر هذا الكتاب فريداً من نوعه فهو أول كتاب مؤلف للجمع بين الروايات المتعارضة.
  • مضافاً إلى الميزة المتقدمة لكتاب الاستبصار فقد تميز أيضاً بجمعه كمّا كبيراً من الروايات إلى درجة جعلت السيد ابن طاووس يقول بأنه:

إذا كانت هناك رواية مخالفة في المسألة فلا بد أنها مذكورة في الاستبصار.

  • يذكر في بداية كل باب الروايات المعتبرة أو التي يقبلها وبعد ذلك يذكر الروايات الأخرى.
  • لا يشتمل الكتاب على جميع أبواب الفقه بل يذكر فقط الأبواب التي وردت فيها روايات متعارضة، لكن ترتيب الأبواب هو بحسب ترتيب أبواب الكتب الفقهية، فهو يبدأ بكتاب الطهارة وينتهي بكتاب الديات.

مكانة الكتاب

يُعدّ كتاب الاستبصار من أهم كتب الأحاديث الشيعية، ويجب على كل فقيه والمجتهد مراجعة رواياته عند استنباط الأحكام الشرعية.

وكتاب الاستبصار هو أحد الكتب الأربعة في الحديث ويقف إلى جنب كتاب الكافي للشيخ الكليني وكتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق وكتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي، وقد ألف الشيخ كتاب الاستبصار بعد كتابه تهذيب الأحكام.

وبملاحظة أهمية وقيمة كتاب الاستبصار نرى عنوانه تتناقله باستمرار كتب التراجم والفهارس، ويجيز علماء الشيعة روايته جيلاً بعد جيل.

الطباعة والنشر

قامت دار الكتب الإسلامية في طهران بطباعة هذا الكتاب في أربعة مجلدات وبالحجم الوزيري في عام 1390 هجرية.

وقد طبع الاستبصار طبعة حجرية في عام 1307 هجرية في لكنهو (الهند) وأعيدت طباعته مرة أخرى فيما بين عامي 1315-1316 هجرية في طهران.

وقد طبع الكتاب طبعة محققة بجهود السيد حسن الموسوي الخرساني وباهتمام محمد الآخوندي في النجف (1375-1376 هجرية) في 4 مجلدات (الجزء الثالث في مجلدين) وأعيد طباعة هذه الطبعة مرات عديدة.

النسخ الخطيّة القديمة

هناك نسخة قديمة لكتاب الاستبصار لكنها ناقصة وفق ما نقله الشيخ أقا بزرك الطهراني[٧] وهي موجودة في مكتبة الشيخ هادي كاشف الغطاء في النجف بخط جعفر بن علي المشهدي، وهذه النسخة مقابلة على نسخة بخط الشيخ الطوسي، وتاريخ الفراغ منها سنة 573 هجرية.

وهناك أيضاً نسخة محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي تعود للقرن الثامن الهجري.[٨]

الشروح والتعليقات

بدأ تأليف الشروح والتعليقات والحواشي على كتاب الاستبصار في أواخر القرن الهجري العاشر كما يلاحظ ذلك بوضوح، ومن أهم تلك المؤلفات نذكر:

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، الذريعة
  • ابن يوسف الشيرازي، فهرست مكتبة مدرسة سپهسالار- طهران
  • الافندي عبدالله، رياض العلماء، بجهود احمد حسيني، قم
  • دائره المعارف الإسلامية الكبرى
  • دانش پژوه، منشور المكتبة المركزية في جامعة طهران
  • الطوسي، الاستبصار، بجهود حسن موسوي خرسان، النجف
  • الطوسي، الفهرست، بجهود محمدصادق بحرالعلوم، النجف
  • الحلي، الرجال، النجف.
  • فاضل محمود، فهرست السنخ الخطية لمكتبة جامع كوهر شاد - مشهد
  • مكتبة الروضة الرضوية، الفهرست
  • مكتبة الآصفية، نسخة خطية
  • مكتبة المرعشي، نسخة خطية
  • النجاشي، الرجال، طبع بجهود موسي شبيري زنجاني، قم
  1. الطوسي، الاستبصار، ج 4، ص304- 305 و ج4، ص342-343.
  2. الطوسي، الاستبصار، ج 4، ص342.
  3. الحلي، الرجال، ج 1، ص 276؛ دانش پژوه، ج 3، ص1086-1087.
  4. الطوسي، الاستبصار، ج 1، ص 2 ــ 5.
  5. الطوسي، الفهرست، ج 1، ص 240.
  6. النجاشي، ج 1، ص 403.
  7. آقا بزرك الطهراني، ج 2، ص 14 - 15.
  8. مكتبة السيد المرعشي، نسخة خطية، ج 4، ص 386-387.
  9. آقا بزرك الطهراني، ج 2 ، ص 16
  10. الافندي، ج 1 ، ص 232
  11. فاضل محمود، ج 1 ، ص 219 -220
  12. آقا بزرك الطهراني، ج۲، ص 30 - 31
  13. مكتبة الروضة الرضوية، الفهرست، ج 5 ، ص 182
  14. آقا بزرك الطهراني، ج 13 ، ص 83
  15. ابن يوسف الشيرازي، ج 1 ، ص 244 ؛ آقا بزرك الطهراني، ج 13 ، ص 83
  16. آقا بزرك الطهراني، ج 5 ، ص 37 - 38
  17. آقا بزرك الطهراني، ج 18 ، ص 17
  18. دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، تحت عنوان مفردة: الاستبصار