سورة القمر

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:٥٦، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سورة القمر'''، هي السورة الرابعة والخمسون ضمن الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، والتي تذكر معجزة انشقاق القمر، وتسمى أيضاً ('''اقتربت''')، وتتحدث عن قرب وقوع يوم القيامة، كما تتحدث عن ال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة القمر، هي السورة الرابعة والخمسون ضمن الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، والتي تذكر معجزة انشقاق القمر، وتسمى أيضاً (اقتربت)، وتتحدث عن قرب وقوع يوم القيامة، كما تتحدث عن الأقوام التي تمردت على الأوامر الإلهية، كقوم نوح، وقوم عاد، وقوم ثمود، وقوم لوط، وتركّز السورة الحديث عن آل فرعون وما نزل بهم من العذاب جزاء كفرهم وضلالهم.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (17): وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ وقوله تعالى في الآية (54-55): إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة القمر في كل غِبٍّ بعثه الله يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر.

تسميتها وآياتها

سُميت السورة بالقمر؛ للآيةالأولى التي تذكر معجزة انشقاق القمر لسيد البشر، فسُميت باسم مطلعها،[١] وتسمى أيضاً بــ(اقتربت[٢] وآياتها (55)، تتألف من (342) كلمة في (1470) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٣]

ترتيب نزولها

سورة القمر من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (36)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السابع والعشرين بالتسلسل (54) من سور القرآن.[٥]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(مُزْدَجَرٌ): الزجر: هو الكف والمنع، والمراد هنا ما يزجرهم ويعظهم.
(الأَجْدَاثِ): جمع جَدَث: وهو القبر.
(مُّهْطِعِينَ): مسرعين.
(دُسُرٍ): المسامير التي تُشدّ بها السفينة.
(مُّدَّكِرٍ): مُتعِظ ومُعتبِر.
(صَرْصَرًا): ريحاً شديدة البرد والصوت.
(الأَشِرُ): المتكبر.
(حَاصِبًا): الحاصب: الحجارة، وقيل: هي الريح الشديدة التي تُثير الحصباء أي الحصى.[٦]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: تبدأ السورة بالحديث عن قرب وقوع يوم القيامة، وموضوع شقّ القمر، واصرار وعناد المخالفين في انكار الآيات الإلهية.
الثاني: يبحث بتركيز واختصار عن أول قوم تمردوا على الأوامر الإلهية، وهم قوم نوح، وكيفية نزول البلاء عليهم.
الثالث: يتعرض إلى قصة قوم عاد وأليم العذاب الذي حلّ بهم.
الرابع: تتحدث الآيات عن قوم ثمود ومعارضتهم لنبيهم صالح عليه السلام وبيان معجزة الناقة، وابتلائهم بالصيحة السماوية.
الخامس: تتطرق الآيات للحديث عن قوم لوط ضمن بيانٍ وافٍ لانحرافهم الأخلاقي، وعن السخط الإلهي عليهم وابتلائهم بالعقاب الربانيّ.
السادس: تركّز الآيات للحديث عن آل فرعون، وما نزل بهم من العذاب الأليم جزاء كفرهم وضلالهم.
السابع: يعرض القسم الأخير من السورة مقارنة بين هذه الأمم ومشركي مكة ومخالفي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والمستقبل الخطير الذي ينتظر مشركي مكة فيما إذا استمروا على عنادهم وإصرارهم في رفض الدعوة الإلهية.[٧]

آياتها المشهورة

  • قوله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ،[٨] جاء في كتب التفسير: إنّ تيسير القرآن للذكر هو إلقاؤه على نحوٍ يُسهّل فهم مقاصده للعامي والخاصي والأفهام البسيطة والمتعمقة كلٍ على مقدار فهمه،[٩] فتيسيره للذكر هو خفة ذلك على النفس لحسن البيان وظهور البرهان في الحِكم والمعاني الصحيحة الموثوق بها؛ لمجيئها من قبل الله تعالى.[١٠] ويعتبر التكرار بالآية بعد كل مشهد من مشاهد العذاب الذي يحلّ بالأمم؛ درساً وعِظةً للمسلمين والكفار.[١١]
  • قوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ،[١٢] جاء في كتب التفسير: إنّ الذين اتقوا عقاب الله بطاعته وآداء فرائضه واجتناب معاصيه في بساتين يوم القيامة، في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم،[١٣] فالمتقون هم الذين نظروا لأنفسهم ولم يعرضوها للتهلُكة بمعصية الله، وحاسبوها على كل صغيرة وكبيرة، فكانوا عند الله من المقربين.[١٤]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:


قبلها
سورة النجم
سورة القمر

بعدها
سورة الرحمن


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري المعروف بــ (جامع البيان عن تأويل القرآن)، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 253.
  2. الألوسي، روح المعاني، ج 27، ص 104.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1253.
  4. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 47؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 29، ص 26.
  5. معرفة، التمهيد في علوم قرآن، ج 2، ص 168.
  6. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 254-278.
  7. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 182.
  8. سورة القمر: 17.
  9. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 71.
  10. الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 469.
  11. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 274.
  12. سورة القمر: 45-55.
  13. الطبري، تفسير الطبري، ج 27، ص 131-132.
  14. مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 202.
  15. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1577.
  16. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 461.
  17. البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 168.