سورة النجم

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة النجم، هي السورة الثالثة والخمسون ضمن الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وهي إحدى سور العزائم التي فيها سجود واجب، وتتحدث عن حقيقة الوحي المُنزل على النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وعن خرافات المشركين في شأن الأصنام وعبادة الملائكة، كما تتعرض إلى التوبة، وتُبيّن مسألة المعاد، وعن عواقب الأمم السابقة، كقوم نوح، وثمود، وعاد، ولوط.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (3-4): وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى وقوله تعالى في الآية (8-9): ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىوقوله تعالى في الآية (39): وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى.

ورد في فضل قراءتها أن من أدمن على قرائتها عاش محموداً بين الناس مُحببّاً.

تسميتها وآياتها

سُميت السورة بــ(النجم)؛ لابتداء السورة بالقَسَم في الآية الأولى بقوله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى،[١] وتسمى أيضاً بــسورة (والنجم[٢] وآياتها (62)، تتألف من (359) كلمة في (1432) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٣]

ترتيب نزولها

سورة النجم من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (23)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السابع والعشرين بالتسلسل (53) من سور القرآن.[٥]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(النَّجْمِ إِذَا هَوَى): النجم: الكوكب، هوى: سقط.
(ذُو مِرَّةٍ): ذوة قوة.
(فَتَدَلَّى): التدلي: الامتداد من أعلى إلى أسفل، وتدلّى الغصن: إذا امتد نحو الأسفل.
(سِدْرَةِ الْمُنتَهَى): السدر: شجر النبك، والمعنى هنا: السدرة التي ينتهي إليها.
(اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ): اللات: اسم صنم لثقيف، والعز: اسم صنم لغظفان، والمناة: اسم صنم كانت لهزيل وخزاعة.
(ضِيزَى): جائرة غير عادلة.
(اللَّمَمَ): صغائر الذنوب التي تُفعَل بدون مداومة عليها.
(الشِّعْرَى): كوكب مضيء، قيل: إنّ قوم من العرب كانوا يعبدونه.
(الْمُؤْتَفِكَةَ): قرى قوم لوط التي قلبها الله رأساً على عقب.
(الآزِفَةُ): القيامة.
(سَامِدُونَ): من السمود وهو: اللهو.[٦]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: بداية السورة تتحدث بعد القَسَم عن حقيقة الوحي، وتُبرّئ ساحة النبي صلی الله عليه وآله وسلم عن كل شيء سوى الوحي المُنزل عليه.
الثاني: يجري فيه الكلام على معراج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجوانب منه في عبارات موجزة وغزيرة المعنى.
الثالث: يتحدث عن خرافات المشركين في شأن الأصنام وعبادة الملائكة وأمور أُخر.
الرابع: يتعرض إلى التوبة لعامة المذنبين، ويؤمّلهم بمغفرة الله الواسعة.
الخامس: يُبيّن مسألة المعاد، ويقيم دليلاً واضحاً على هذه المسألة بما هو موجود في النشأة الأولى.
السادس: تُشير إلى عواقب الأمم المؤلمة لعداوتهم للحقّ ولعنادهم، كما حدث لقوم نوح وثمود وعاد وقوم لوط.
السابع: تختتم السورة بالأمر بالسجود لله تعالى وعبادته، وقيل: إنّ هذه السورة هي السورة الأولى التي نزلت فيها سجدة واجبة بمكة.[٧]

آياتها المشهورة

  • قوله تعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى،[٨] جاء في كتب التفسير: إنّ المراد من الهوى هو هوى النفس ورأيها، ولمّا كان يُخاطب صلى الله عليه وآله وسلم المشركين وهم يرمونه في دعوته وما يتلو عليهم من القرآن بأنه كاذب متقوّل مفترٍ على الله سبحانه، فجاءت الآيات أنه صلى الله عليه وآله وسلم ما ينطق فيما يدعوهم إلى الله أو يتلو عليهم من القرآن عن هوى نفسه ورأيه، بل ليس ذلك إلا وحياً يوحى إليه من الله سبحانه،[٩] وورد في تفسير نور الثقلين عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي عليه السلام: يا علي والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي، فقال المنافقون: لقد ضل محمد بمحبة ابن عمه وغوى، وما ينطق في شانه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى السورة.[١٠]
ملف:آیه لیس للانسان الا ما سعی.jpg
الآية (39) من سورة النجم
  • قوله تعالى: وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى،[١١] جاء في كتب التفسير: إنّ جبرائيل بعد أن ظهر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما خلقه الله، وارتفع جسمه بالأُفق، عاد بعدها إلى الصورة التي كان يلقى النبي بها حين يبلغه الوحي، وقَرُب منه حتى لم يكن بينهما سوى مقدار قوسين، بل أقل من ذلك.[١٢]
  • قوله تعالى: وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى،[١٣] جاء في كتب التفسير: هذا التعبير إشارة إلى أنّ على الإنسان أن يَجِدّ ويُثابر، فذلك هو المطلوب منه، وإن لم يصل إلى هدفه، فإذا نوى خيراً أعطاه الله ثوابه، لأنّ الله يتقبل النيات والمقاصد لا الأعمال المؤداة فحسب.[١٤]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءة سورة النجم، منها:

وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:

  • عن الإمام الصادق عليه السلام: «من كتبها على جلد نمر وعلّقها عليه قُوّي قلبه على كل شيءٍ، واحترمه كل سلطان يدخل عليه».[١٧]


قبلها
سورة الطور
سورة النجم

بعدها
سورة القمر


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 218.
  2. الألوسي، روح المعاني، ج 27، ص 63.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1253.
  4. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 23؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 239.
  5. معرفة، التمهيد في علوم قرآن، ج 1، ص 168.
  6. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 219-245.
  7. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 128- 129.
  8. سورة النجم: 3-4.
  9. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 28.
  10. الحويزي، نور الثقلين، ج 7، ص 162.
  11. سورة النجم: 8-9.
  12. مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 174.
  13. سورة النجم: 39.
  14. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 166-167.
  15. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1569.
  16. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 447.
  17. البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 145.