كتاب مناقب آل أبي طالب
مَناقِبُ آل أبي طالب، الشهير بالمناقب من مصنفات العالم الإمامي محمد بن علي ابن شهر آشوب المتوفى سنة 588 هـ استعرض فيه مناقب المعصومين وفضائلهم، وقد حظي الكتاب بمكانة مرموقة في الوسط العلمي الإسلامي حيث اعتمده علماء الفريقين كمرجع علمي في بابه.
مؤلف الكتاب
أبو عبد الله محمد بن علي ابن شهر آشوب السَرَوي المازندراني (488 - 588 هـ) المعروف بابن شهر آشوب والملقب برشيد الدين وعزّ الدين، من فقهاء ومحدثي الشيعة وأعلامهم في أواخر القرن الخامس والقرن السادس الهجريين، صاحب المؤلفات الكثيرة كالمناقب ومعالم العلماء
موضوع الكتاب
استعرض الكتاب مناقب النبي الأكرم (ص) والأئمة الاطهار (ع) والصحابة شأنه شأن سائر المصنفات التي تعرضت لبيان منزلة أهل البيت وفضائلهم ومعاجزهم وكراماتهم.
الغاية من تدوين الكتاب
أشار المصنف إلى الغاية التي دفعته لتدوين الكتاب بقوله:
- لما رأيت كفر العداة بأمير المؤمنين، ووجدت الشيعة والسنة فيه مختلفين، وأكثر الناس عن ولاء أهل البيت ناكصين، وعن ذكرهم هاربين، وفي علومهم طاعنين، ولمحبتهم كارهين، انتبهت من نومة الغافلين، وصار لي ذلك لطفا إلى كشف الأحوال، والنظر في اختلاف الأقوال، فاذا هو مما روته العامّة من أحاديث مختلفة، وأخبار مضطربة، عن الناكثين والقاسطين والمارقين والخاذلين والواقفين والضعفاء والمجروحين والخوارج والشاكيين. فاذا هم مجتمعون على إطفاء نور الله تعالى.
- فقلت: إنّ هذا لشي عجاب، أفبهذا الحديث أنتم مدهنون فماذا بعد الحق إلاالضلال فأنّى تصرفون، ووجدت جماعة يؤولون الأخبار المجمع عليها وجماعة نقلوا مناقبهم إلى غيرهم كحديث سد الأبواب... وجماعة يجرحون رواة المناقب ويطعنون في ألفاظها، ويقدحون في معانيها، وجماعة جاهروهم بالعداوة، وبقي علماء الشيعة في امورهم تائهين، وعلى أنفسهم خائفين، وفي الزوايا منحجرين...
- فنظرت بعين الانصاف، ورفضت مذهب التعصب في الخلاف، وكتبت على نفسي أن أميز الشبهة من الحجة، والبدعة من السنة، وأفرق بين الصحيح والسقيم، والحديث والقديم، وأعرف الحق من الباطل، والمفضول من الفاضل، وأنصر الحق وأتبعه، وأقهر الباطل وأقمعه، وأظهر ما كتموا، وأجمع ما فرقوا، وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه، على ما أدته الرواية، وأشير إلى ما رواه الخاصة.... فوفقت في جمع هذا الكتاب.[١]
قيمة الكتاب العلمية
حظي هذا الكتاب بمكانة مرموقة في الوسط العلمي الإسلامي حيث اعتمده علماء الفريقين ونقولوا عنه روايات بلا ارتياب.
محتويات الكتاب
قسم المؤلّف الكتاب على مجموعة من الأبواب، هي:
- باب ذكر سيدنا رسول الله(ص)
- باب الإمامة
- باب في إمامة الأئمّة الإثني عشر
- باب درجات أمير المؤمنين(ع)
- باب ما تفرّد من مناقبه
- باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين
- باب قضايا أمير المؤمنين(ع)
- باب النصوص على إمامته
- باب تعريف باطنه
- باب مختصر من مغازيه
- باب ما يتعلق بالآخرة من مناقبه
- باب النكت واللطائف
- باب في أحواله
- باب مناقب فاطمة الزهراء (س)
- باب إمامة السبطين
ثم تعرض لعرض أبواب كل واحد من الأئمة (عليهم السلام) ابتداءً بالإمام الحسن المجتبى وانتهاء بالإمام الحسن العسكري (ع)، حيث عقد لكل واحد منهم باباً خاصا موزعا ذلك الباب على عدة فصول.
ويتألف كتاب المناقب من أربعة مجلدات:
- اختص المجلد الأول منها بأحوال النبي الأكرم (ص) كالبشارة بنبوته، وولادته، وبعثته، وحروبه و...
- أما المجلد الثاني فيشتمل على مقدمات وفضائل أمير المؤمنين (ع) وكراماته ونماذج من قضائه وما تعرض له أهل البيت من ظلم وحيف عبر تاريخهم الطويل.
- يبدأ المجلد الثالث بنقل الأحاديث النبوية الدالة على إمامة أمير المؤمنين وفضائله المعنوية وشجاعته ومنزلته يوم القيامة موزعة على عدّة فصول، مضافا الى بعض الالتفاتات من قبل مساواته بسائر الأنبياء وتاريخ حياته، وبعد الفراغ مما يتعلق بأمير المؤمنين (ع) عرّج المؤلف على الحديث عن فضائل السيدة الزهراء وحياتها (عليها السلام)، وفي الختام تعرض لبحث إمامة سائر أبناء الزهراء (سلام الله عليها).
- خص المجلد الرابع للحديث عن سائر الأئمة بدءاً بالإمام الحسن(ع) وانتهاء بالامام الحادي عشر (ع).[٢]
مميزات الكتاب
يمتاز الكتاب بعدة مميزات:
- يستفاد من بعض الإرجاعات التي أشار إليها ابن شهر آشوب نفسه في سائر كتبه أنّ النسخة المطبوعة للكتاب تعرّضت لعملية حذف وقص لبعض مباحث الكتاب.
- يفتقر الكتاب للبحث عن الإمام المهدي(عج) والمباحث المتعلقة بالمهدوية مع كونها تقع في صدارة الأبحاث الكلامية في ذلك العصر.
- لم يستوعب ابن شهر آشوب جميع الفضائل والمناقب المثبتة في المصادر القديمة رغم أن غايته من وراء تدوينه للكتاب استقصاء تلك المناقب ورصدها على أشمل وجه.
- افتقار النسخة المطبوعة لباب مناقب الصحابة مع أنّ المؤلف نفسه وفي معرض تعريفه لمادة الكتاب أشار الى أنّه عقد باباً خاصاً بفضائل الصحابة.
- انفرد ابن شهر آشوب بنقل قضايا عجيبة وقصص غريبة لم يشاركه في نقلها غيره من الأعلام.
دراسات حول الكتاب
قام تلميذ ابن شهر آشوب الحسين بن جبير بتلخيص المناقب بكتاب أشار إليه تحت عنوان "نخب المناقب لآل أبي طالب"، ولخصه أيضا بكتاب آخر عنونه بـنهج الإيمان.[٣] ويمكن القول بأنّ كتاب "مثالب النواصب" لابن شهر آشوب نفسه يعدّ مكملاّ لكتاب المناقب.[٤]
عدد الطبعات
صدرت الطبعة الأولى للكتاب سنة 1313 هـ. في بومباي الهندية(5) ثم توالت الطبعات في كل من إيران، والعراق، ولبنان.
المصادر والمراجع
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، معالم العلماء، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1380هـ/ 1961م.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، مكتبة العلامة، د.ت.
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط3، 1403هـ/ 1983م.
- مركز تحقيقات علوم إسلامي، القرص المدمج، سيره العصومين.